أغرب حكايات مكتبة الإسكندرية القديمة

باق من الزمن 121 يوما
 

أغرب الحكايات مازالت تروي عن مكتبة الاسكندرية القديمة التي أثارت اهتمام العالم ولاتزال رغم مرور أكثر من ألفي عام علي اندثارها في حريق حرب الاسكندرية عام 84 قبل الميلاد.. علي يد يوليوس قيصر.


من تلك القصص الغريبة أن الولع والرغبة الملحة في جعل مكتبة الاسكندرية مكتبة عالمية لاتدانيها مكتبة في العالم عند ملوك البطالمة الذين تأسست المكتبة في بداية عهدهم جعلهم يقدمون علي أغرب التصرفات!


ومن هذه القصص الغريبة ان الأوامر الملكية صدرت بتفتيش كل سفينة ترسو بميناء الاسكندرية، وعند العثور علي كتاب مع أي راكب، كان يصادر، ويتم نقله إلي المكتبة، وتقوم لجنة من العلماء بفحصه لمعرفة مدي قيمته الثقافية أو العلمية، وإذا كان جديرا بالاقتناء يأمرون النساخ بنسخه، ثم يحتفظون بالمخطوطة الأصلية، ويعيدون النسخة المكتوبة 'المنسوخة' إلي أصحابها.


ويحكي كذلك ان الملك بطليموس الثالث استطاع ان يقنع حكام أثينا بأن يسمحوا له باستعارة المخطوطات الأصلية لأعمال شعراء التراجيديا الكبار أمثال: إسخولوس، وسوفوكليس، ويوريبيدس. وهذه الوثائق الأدبية الثمينة كانت مودعة في خزائن محفوظات الدولة في أثينا. ولم يكن مسموحا بإعارتها إطلاقا.

واقنع بطليموس حكام أثينا بأن يودع لديهم خمسة عشر تالنتا من الفضة تبقي عندهم في خزينة اثينا حتي يعيد إليهم هذه المخطوطات الأصلية بعد نسخها.

والغريب هو ما حدث بعد ذلك! فقد ضحي بطليموس بالمبلغ الضخم الذي أودعه في أثينا كرهن للكتب الأصلية. وقرر الاحتفاظ بالمخطوطات، وأرسل إلي أثينا النسخ المكتوبة 'المنسوخة'، وقبل برضا خسارة المبلغ الضخم الذي أودعه في خزائن أثينا.. واحتوت مكتبة الاسكندرية القديمة علي كنوز التراث الفكري الإنساني.. فقد كان الهدف من إنشائها ان تكون مكتبة عالمية، لذلك لم يقتصر اقتناء الكتب علي التراث الفكري اليوناني فحسب، بل امتد إلي كتابات وثقافات جميع الشعوب. وقاموا بترجمة هذه الكنوز الفكرية إلي اللغة اليونانية.

هذه القصة يرويها الدكتور مصطفي العبادي استاذ التاريخ القديم.. وأحد أهم المشاركين في مشروع إحياء مكتبة الاسكندرية القديمة. والذي سوف يخرج إلي النور في 32 ابريل 2002 أي بعد 121 يوما في احتفال عالمي مهيب.