المغازلة ليست نوع من اللهو ولكنها سمة من سمات الإنسان الجوهرية. يؤكد أطباء علم النفس أن المغازلة موهبة أساسية وجزء من طبيعة الإنسان ، وهذا يعد شئ طبيعي لأنه لو لم يحدث انجذب للطرف الأخر لن يكون هناك تناسل يحافظ على النوع .

ولكن من يتقن فن المغازلة أكثر، الزوج أم الزوجة؟

 يعتقد الجميع أن الرجل أكثر قدرة على المغازلة لأنه يمثل صورة الشاعر الذي كتب العديد من قصائد الغزل للمرأة على مر العصور، لكن أساتذة علم النفس يؤكدون أن المرأة تتقنه أكثر،لأنها كما يقول "مايسترو" في هذا المجال. فهي من تضع النوتة وتكتب السيناريو لأنها وحدها تحدد وجهة سير العلاقة مع الرجل.

ولكن الآن ونحن في عصر التكنولوجيا لم يعد الرجل يحتاج  إلي قصيدة رومانسية ليعبر بها عن مشاعره ، فالهاتف المحمول والإنترنت أصبحا وسيلة سريعة وسهلة للمغازلة، وفى هذا الإطار أعلنت دراسة طريفة لإحدى شركات الاتصال البريطانية أن أشخاصا فوق عمر الخامسة والستين استخدموا رسائل المحمول ليبثوا هواهم وحبهم الدفين للجنس الآخر.

وقد أثبتت هذه الدراسة استسلام سلطان الحب لإغراء التكنولوجيا، وفقد وسيلة الرسائل الغرامية التي هي من أروع عناصره المثيرة.

ولجأ المحبون إلي الهاتف المحمول لينقلوا نبضات قلوبهم ومشاعرهم وأشجانهم في رسائل

رقيقة، وبذلك تنطوي صفحة الرسائل الغرامية التقليدية المعطرة والمزينة بالقلوب وبصمات الشفاه والملحق بها خصلات من شعر المحبوب وأشرطة تهتز لها القلوب.

واحتلت المغازلة والمعاكسة مساحة كبيرة من رسائل المحمول، فهي تحمل الإشارة إلي الإعجاب، والوقوع في الغرام، والاتفاق علي مواعيد اللقاء، وقد تكون الرسالة بين شاب وفتاة لا يعرفان بعضهما البعض، وقد يكون أحدهما يهدف إلي مجرد المغامرة.

ويلجأ الشباب أحيانا إلي الرسائل القصيرة لوضع حد لعلاقة غرامية حيث أن تلك وسيلة سهلة أفضل من المواجهة، فهي ترفع الحرج، وتغني عن الدموع والآهات والتنهدات في مواقف الدموع وتقبل الفتيات علي هذه الرسائل بشغف وغالبا في السر لإشباع حاجتهن إلي الإحساس بالحب.

كما صارت رسائل المحمول الغرامية من منغصات الحياة الزوجية، حيث أن 45% من النساء في العالم تقمن سرا بفحص الرسائل المختزنة في هواتف أزواجهن، لمطالعة الرسائل التي قد تثبت خيانتهم؛ كما أن بعض الرجال تهتز ثقتهم في زوجاتهم ويقومون بفحص هواتفهن.

وأبرز الاختلافات بين الرجل والمرأة وجدت في المحتوي الذي يقوم كلاهما بتحميله في رسائله الغرامية، حيث أن رسائل الرجل تمتلئ بالمبالغة والخيال وبذل الوعود وتقديم التعهدات والتوسل والرجاء والاستعداد لزرع نجوم السماء علي الأرض لتخطو عليها المحبوبة.

في حين تتضمن رسائل المرأة الحذر ومحاولة التفكير وعدم الاندفاع وطلب المزيد من الكلام الجميل لزيادة الإحساس بأنها موضع الإعجاب ومنبع الجاذبية.