نتناول في هذه النبذة والتي قسمناها إلى جزئين، أثمان البيوت في المدينة القديمة ضمن السور وخارجه. وقد يرد في بعض الوثائق أن البيع تمّ لقاء مبلغ محدّد في العقد يضاف إليه (صرّة مجهولة) تناولها البائع من يد المشتري واستهلكها في مجلس العقد. وهذه وسيلة أخرى من وسائل إسقاط الشفعة، باعتبار أنه يستحيل على الشفيع التعويض على المشتري بما دفعه نظراً لجهالة محتويات الصرّة وقيمتها.

وكان البيع الوفائي شكلاً من أشكال البيع المتعارف عليها، بحيث تحدد مدة الوفاء بالثمن، فإذا دفعه البائع خلال استعادة ملكه. ويلجأ إليه عادة إذا كان البائع مديناً للمشتري، بحيث يكون حكم البيع الوفائي حكم الرهن في الرد والاسترداد، ويؤذن بموجبه للمرتهن المشتري في السكنى والإسكان.

وهذه الصيغة بقيت جارية إلى عهد قريب، فقد كان الدائن المرتهن يسكن في البيت ويكون السكن بدل فائدة ماله، وقد تعرف العامة على وصف هذه الحالة بقولهم (بيت بلا أجرة، مصاري فلا فايظ) أي (بلا فائدة). ويوكل البائع المشتري عند حلول المدة وعدم تسديد الدين ببيع العقار المبيع.

في 6 صفر سنة 1264هـ إشترت روزة بنت أنطوان خانم أغلي حرمة كركور مصر لي أغلي من لوسية أنطوان نوح الحلبي، البيت والمطبخ والمرتفق المسقوفات بالجسور والأخشاب وفسحة يحده قبلة السور وغرباً مقام شيخ السربة بمبلغ 8000 قرش.

وفي 13 ربيع الآخر سنة 1266هـ باع يُوسُف حنا عيد الصبّاغ وجرجس عيد الصبّاغ بيع وفاء حكمة حكم الرهن في الرد والاسترداد إلى ميخائيل فرج الله، وأذن للمرتهن المشتري بالسكن والإسكان وأقيم المشتري وكيلاً في بيع الدار بيعاً باتاً بعد مرور سنة. والمبيع هو: (الحارة الكائنة تجاه بوابة يعقوب خارج المدينة في رأس فسحة عصور لصيق مقبرة الإنكليز المشتملة على جنينة مصّونة بالأحجار وأغراس فواكه وبئر ماء نابع، والحارة من دارين كل منهما مشتمل على مسكنين، مسكن علوي ومسكن سفلي، قبلتها مقبرة الإنكليز وشرقها سهلة عصور وغربها طريق مدرسة الأمالكان (الأميركان) .... بثمن قدره مائة وعشرون ألف قرش... ).

 أما يُوسُف آغا إبن عمر النويري فقد إشترى في 10 جمادي الأولى سنة 1279هـ من قوتنتة ناصيف، داراً في سوق الأمير أمين ضمن مزرعة الغلغول المشتملة على فسحة وقبو ومطبخ وبيتين سفليين وعليّة، وجنينة شمالها ميدان السور، بصفقتين: 3 قراريط بعشرة آلاف قرش و21 قيراطاً بعشرة آلاف قرش. وباع في 24 رمضان عام 1289هـ من الحاج علي بن حسين الشخيبي، الدار بمشتملاتها في محلة الغلغول، المشتملة على ثلاثة طوابق بها أحد عشر محلاً وإيوانين وفسحتين وجنينة مشجرة وبيت ملاصق معد لعمل القهوة وفسحته، بثمن قدره مائة وخمسون ألف قرش، بصفقتن: 3 قراريط بخمسين ألف قرش، و21 قيراطاً بمائة ألف قرش.

وقد بيعت سنة 1280هـ دار في محلة الدراقن أمام باب كنيسة الروم، مشتملة على ثلاثة أماكن ومطبخ علويّة وسفليّة ومرتفق وسلم حجر وفسحة ومنافع شرعيّة بصفقتين: 3 قراريط بسبعة آلاف قرش و21 قيراطاً بستة آلاف وخمسمائة قرش.

وبيعت سنة 1284هـ دار في محلة الدراقن ، داخل المدينة، قريباً من كنيسة الأرمن، مشتملة على أربعة بيوت وإيوانين ومطبخ وفسحة وبئر ماء وممشى ودكانين متلاصقين أسفل الدار شمالها وشرقها كنيسة الأرمن : ربع قيراط بمائتي قرش و23 قيراطاً وثلاثة أرباع القيراط بتسعة آلاف وثمانمائة قرش .... وبعد إتمام الصفقة أبرأ البائع ذمة أولاده المشترين من الثمن. 

يُذكر أن الخوري سابا الأميوني إشترى في 21 صفر سنة 1267هـ من أسعد يعقوب الخيّاط قنسلوس الإنكليز في يافا، بوكالته عن زوجته، داراً في محلة كنيسة الموارنة داخل المدينة، مؤلفة من مربعين مسقفين بالأخشاب وإيوان ومطبخ وفسحة بمبلغ 8000 قرش.

 

إشترى جرجس وبشارة وحنا وكاترين من والدهم يعقوب متى فريج الصايغ العكي في 17 ذي الحجة سنة 1266هـ، داره الكاينة قرب كنيسة الموارنة المشتملة على مساكن مربعين وإيوان يعلوهن عليّتان يُصعد إليهما بسلم حجر ويتوصل إليهما بممشى خشب ومطبخ ملاصق مسقوفة بالجسور والأخشاب وبئر ماء نابع تحت حنية السلم وقبو معقود بالمؤن والأحجار وفسحة جار مبلّطة، غربها دار السريان بصفقتين: 4 قراريط بمبلغ 6000 قرش و20 قيراطاً بمبلغ 1200 قرش، ثم أبرأ البائع ذمة أولاده المشترين من الثمن.