نقل المعمرون أن مدخل البيت كان منكسراً (منعطفاً) وهو ما سماه العرب القدماء باشورة، فكان الواقف خارج باب الدار يقابله جدار بحيث يمتنع عليه رؤية من بداخل البيت وما بداخله.

وكان عليه عند الدخول أن ينعطف إلى اليمين في زاوية قائمة ويسير في ممر غير قصير ليخرج في نهايته إلى فناء الدار أو فسحتها السماويّة. وقد روعي هذا التصميم في الدور التي أنشئت خارج السور .

وحري بالقول بأن غاية هذا المدخل المنكسر كانت منع أنظار المارة والفضوليين من أن تكشف داخل البيت إذا ما فتح الباب الخارجي أو ما كان بُطلق عليه (باب الزقاق)، لانه الموصل مباشرة إلى الزقاق، وإذا ترك الباب مفتوحاً للحظات كان البيارتة يقولون (باب الزقاق عميولول)، فضلاً عن أن هذا المدخل المنكسر كان يساعد في تقوية الدفاع عن البيت فيما لو تعرض لإعتداء أو تدخل، لأن المعتدي أو الفضولي ينحشر في المدخل في رحبة محصورة بين الجدران، ثم كان عليه إجتياز الممر (الزاروب) الطويل بحيث تتلاحق عليه معوقات تجعل إقتحام الدار بعيد المنال، إضافة إلى رغبة السكان في الحفاظ على حرمة البيت وخصوصيته.

ويُعتقد بأن محلة الباشورة في بيروت سُميت كذلك لوجود قلعة أو برج كان يتميّز بالمدخل المنكسر وكان موقعه في مكان مشرف على البلدة عند الطرف الشمالي لمقبرة الباشورة.