يشار إلى أن عتبة الدار كانت مكونة من قطعة حجريّة واحدة سُميت (البرطاش) من اللغة التركيّة (بير) ومعناها (واحد)، و(طاش) ومعناها (حجر).

ولا يزال في معتقد العامة اعتبار لعتبة البيت، فيقولون عتبته منيحة أو العكس، وهو معتقد قديم نُسب قوله إلى أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه السلام) الذي قدم مكة المكرمة لزيارة هاجر وإبنها إسماعيل، فلما وصل بيت هذا الأخير قال لزوجة إسماعيل: أين صاحبك؟

قالت : ليس ههنا ذهب يتصيّد

فقال لها إبراهيم: هل عندك ضيافة، هل عندك طعام أو شراب؟

قالت: ليس عندي شيء وما عندي أحد

فقال عليه السلام : إذا جاء زوجك فأقرئيه مني السلام وقولي له فليغيّر عتبة بابه !.

فلما جاء إسماعيل أخبرته مقالة أبيه فطلقها وتزوج بأخرى.

ثم بعد مدة جاء إبراهيم إلى بيت إسماعيل فأكرمته زوجة هذا الأخير وأطعمته وخدمته فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له" قد استقامت عتبة بابك.

كانت في بيروت المحروسة من جملة الزوايا الدينيّة، زاوية قرب مجلس النواب الحالي، بنيت سنة 745هـ 1344م منسوبة إلى منشئها الشيخ أحمد بن الحاج مختار المُلقب بالمجذوب، أصله من بلاد المغرب، عُرفت بزاوية المجذوب وسُميت أحياناً مدرسة ومسجداً وأوقفت عليها عدة بيروت ودكاكين ذكرتها سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت.

يُروى أنه كان من عادة الأمهات في القرن التاسع عشر أن يحملن أطفالهن ويزرن دار الشيخ المجذوب التي كانت عندهن معظمة يأتين إليها غدواً وعشياً ويقبّلن عتبتها تبركاً رجاء أن يمنّ الله على أطفالهن بالشفاء من مرض الشهقة.

روي أنه عندما باع آل المجذوب دارهم المذكورة ظلّت عتبة الدار وقفاً، يؤكد هذه الرواية قول البيارتة في أمثالهم : (باعوا البيت وتزنروا بالعتبة).