يشار هنا إلى أن شبابيك الغرف كانت تفتح على فناء الدار لا على الخارج. وذلك لحظت في أعلى الغرف قمريات تسمح بدخول النور، قيل سُميت قمريات لاإستدارتها كالبدر أو للإستفادة من نور القمر ليلاً، وقيل إن سبب التسمية يعود إلى لجوء نوع من الحمام القمري وتعشيشه فيها. وكانت على أشكال مختلفة منها المستدير العادي ومنها المستدير المزخرف ومنها ما كان على شكل وريقات تشبه زهرة النفل (Trefle) أما الشبابيك غير النافذة فكانت تستعمل كخزانة أو رفوف.

وكانت الشبابيك القديمة ألواحاً من الخشب ثم استعمل الأباجور، وهو خروق في النوافذ لإدخال الهواء والنور ومنع الكشف في الوقت نفسه.

 ويُستدل من أقوال الشيخ أحمد الأغر الذي تولى الإفتاء بيروت وقضاءها في النصف الأول من القرن التاسع عشر أنه كان يعمل للشبابيك ما يمنع الكشف وأن البيارتة استعملوا ما عُرف بالشعاري أو (الشعريات)، جمع شعريّة، وأن ما يحصل من وضع الشعاري (أطيف النفوس، وإنشراح الصدور والخواطر، ومن سرور القلب والنواظر، من رشيد قاصر خاسر من الأكابر والأصاغر، فيحصل المراد من فتح الشبابيك من دخول ضوء كثير إلى المحلات المفتوحة على من فيها من هواء ونور شمس وغير ذلك مما فتحت الشبابيك لأجله وضعت الشعاري تمنع الكشف ممن يكون خارجاً عنها على من يكون داخلاً في محلات شبابيكها ولا تمنع دخول الضوء والهواء ونور الشمس.