عناصر المسبحة ، موادها وتباين أجزاؤها

تتألف المسبحة منذ القدم من قطع او حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد معين يكون في معظم الأحوال مبني على قاعدة أو اعتقاد محدد .

بالإضافة إلى قطع المسبحة الأخرى المختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاث أقسام وقطعة ثالثة تسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفي خيط المسبحة ويعقد بعدها . وقد يكون خيط المسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية .

إن ذلك يعني أن جميع مكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها ، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانب المئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو الكشكول) مع دلايات إضافية من مواد الخيوط او المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة .

عموما يراعى عند صنع المسبحة ما يلي :

ü السهولة والمرونة التامة لمرور وتداول الحبات بالأصابع واتصافها بالنعومة والرقة عند ملامسة اليدويتم تصنيع الحبات لتلائم الاستخدام اليدوي في معظم الحالات .

ü تناسب حجم وشكل ووزن الحبات النوعي مع حجم وشكل ووزن المسبحة الاجمالي ، وبذلك تختلف المسابح حسب نوعية موادها ، ويُفترض في حملها راحة اليد بالنسبة للوزن .

ü يراعى متانة الخيوط أو الأسلاك أو غيرها كما تراعى ديمومة الخيوط ونوعيتها .

ü ضرورة صقل أوجه القطع والحبات بشكل عملي لمنع تكسرها أو انشطارها . ومن المؤثرات الإضافية الأخرى التي تحدد أوجه صناعة المسبحة وتؤثر على شكلها المنتج تأثيرا بالغا ما يلي :

ü نوعية الاستخدام حسب الطلب . فهناك الاستخدام الديني في التسبيح والتهليل والذكر وهناك الاستخدام الاجتماعي لغرض التسلية أو التعود أو المباهاة أو الهواية ، وهذه الاستخدامات تحدد عدد حبيبات المسبحة ، وشكلها النهائي أو حجمها .

ü نوعية المادة المستخدمة ، تتباين المواد المستخدمة من حيث صلادتها أو وزنها النوعي أو من حيث علاقتها بالخرافات والأساطير المرتبطة بمادة ما ، وبسبب الخصائص النوعية لبعض هذه المواد فقد يؤدي ذلك إلى تحديد مسبق أو غير مسبق لشكل المسبحة وطريقة صناعتها وشكلها النهائي .

ü مكان صناعتها او مكان استخدامها النهائي ، قد يفرض مكان الصنع شكلا معينا للمسبحة المنتجة أو لونا معينا وقد يتطلب الأمر مهارات موجودة في مكان ما قد لا تتوفر في مكان آخر ، كذلك قد يحدد الطلب على بعض الأنواع طريقة معينة للتصنيع .

ü الأوضاع الاقتصادية والمادية ، قد نفرض الأوضاع الاقتصادية والمادية نوعا معينا من التصنيع أو المواد حسب الزمان والامكانات . فكلما تحسنت الأوضاع المادية أقبل بعض الناس على طلب المسابح النفيسة والعكس صحيح ، وقد يرتبط إضافة إلى ذلك ، الذهب والفضة والجواهر النفيسة بالمسبحة كما هو حاصل في هذه الأيام ، على الرغم من أن غالبية المسابح المنتجة في هذا اليوم هي من النوع الزهيد 

ومن القضايا المهمة التي أثرت على المسبحة وغيرها هي قدرة المعدات الصناعية أو المهارات الفنية التي يستخدمها الإنسان ، وقابلية هذا التطور الفني والتكنولوجي والعلمي على تلبية الحاجات للإنسان بأسعار معقولة .

ففي عصر الثورة الصناعية والعلمية الفائت والمستمر إلى حد هذا اليوم أيضا تطورت وسائل الانتاج بدءاً من انتاج الاحجار الكريمة وشبه الكريمة وإلى ابتكار المواد المركبة والمصنعة ، فضلا عن دخول عصر البلاستيك والمواد المنتجة من البترول وقاعدة عريضة من المواد المتوفرة الأولى . كما وبرع الناس في هذا القرن في انتاج مواد مشابهة للمواد الطبيعية ، مما أتاح ازدياد عمليات التقليد والتزوير لكثير من المواد ، حتى أصبح التمييز والتفريق في بعض الأحيان أمراً في غاية الصعوبة .

كذلك أنتجت المكائن الصناعية الحديثة والمخرطات الآلية السريعة والكابسات الكبيرة ، مما أمكن إنتاج المسابح بكميات تجارية غزيرة ورخيصة حسب نوع المادة .

غير أن كل هذا التطور لم يمنع ، وإلى حد هذا اليوم من وجود صناعة يدوية حرفية للمسبحة في بعض الأقطار ، وإن كان البعض من الصناع يستخدم المكائن نصف الآلية في الانتاج كاستخدام الماتورات وغيرها . وتمر المسبحة في كل الأحوال المختلفة وحسب الطلب بمراحل معينة عند التصنيع القديم أو الجديد ، لا بد من أن نتطرق إليها كي يمكن الإحاطة الشاملة حسب عناصر التصنيع من جهة ومن جهة أخرى .