الصّقل والتركيب وإضافة الملحقات

(Polishing and Final Construction)

تعتبر هذه المرحلة ، مرحلة مهمة أيضا ، من مراحل الانتاج ، فهي تظهر الألوان وتنعم سطوح الحبيبات وتعطيها مظهرا براقا أو لامعا مما يضفي على المسبحة صفتها الجمالية المطلوبة .

وتختلف طريقة ومادة الصقل هنا أيضا ، حسب نوعية المادة المراد صقلها ، فبالنسبة للمواد الرخيصة وبعض المواد من الأحجار شبه الثمينة أو غيرها قد يتم الصقل على المخرطة نفسها يدويا أو آليا ، وأحيانا تستخدم اسطوانات ومعدات صقل كبيرة في حالة الانتاج الواسع ، كما قد تستخدم الكرات المعدنية المجوفة بوضع الحبات في داخلها مع إضافة بعض المواد الكيماوية أو تغيير درجة الحرارة وقد يكون كليهما معا في عملية الصقل للحبات عن طريق تحريك الكرة المعدنية بطريقة دائرية متباينة لضمان صقل أسطح الحبات من كافة جوانبها .

عموما فإن معظم صناع المسابح هم من منتجي الفئة الأولى الذين ذكرناهم سابقا والذين يتوطنون في مناطق الوطن العربي وبعض الدول الإسلامية (تركيا والهند) وغيرها ، ممن يستخدمون آلة المخرطة لصقل الحبات على نفس الآلة باستخدام الأقمشة الثقيلة أو قطع الجلد المدهونة أو ببعض مواد البلاستك أوغيرها . وبسبب القاعدة العريضة لتنوع المواد الداخلة في المسبحة اليوم فإن لكل مجموعة من المواد طريقة خاصة في الصقل والتنعيم وصولا إلى المرحلة النهائية . ويجدر الذكر هنا أنه كلما كانت عملية الصقل واضهار اللون والتموجات الطبيعية متقنة فيها كلما زاد الإقبال على المسبحة من هذا النوع ويزداد سعر المسبحة تبعا لذلك ، حيث أن اجادة عملية الصقل يوفر سلاسة ونعومة لحبات المسبحة مما يوفر مرونة إضافية لانسياب الحبات بالأصابع وسهولة انزلاقها في الخيوط بع اجادة عملية التثقيب المناسبة والتي يكون خط ثقبها قائما مع أقطار الحبة عند وسطها تماما . وإذا ما أمكن الاطلاع على مواصفات المواد التي تصنع منها المسبحة اليوم ، وهو ما سيأتي بعد حين ، يمكن تصور الطرق المعقدة الخاصة بالصقل حسب كل مادة .

كما توجد بعض الاستثناءات في طرق الصقل ، فبعض الحبيبات والملحقات تكون أشكالها كمثل حبات الماس من حيث شكل التقطيع السطحي المضلع ، أي ان الحبة الواحدة تحوي أسطح مضلعة عديدة ، تعكس الأشعة والأنوار وتبدو كمظهر الماس كمسابح الكهرب والجيد والعقيق والكريستال الصخري والبلوريات إلخ . . . . .  فهذه الأنواع تحتاج إلى معاملة خاصة في الصقل قد لا تتشابه أحيانا لما ذكرناه وقد يقتضي الحال صقل الأسطح بعناية مركزة مما يستوجب في نهاية الأمر سعرا مرتفعا . أما المسبحة ذات الحبات المضلعة والماسية الشكل والرخيصة مثل الزجاج أو غيره فإنها تكبس بهذا الشكل وحسب طرق تصنيع الزجاج المعروفة .

وفي كل الأحوال وعندما تنتهي عملية الصقل فإن بعض الحبات من بعض المواد تحتاج إلى عملية تنظيف ومسح أخرى ، جراء مما علق بها من مواد كيماوية أو دهنية أو غيرها مثل حبات الكهرب والتي تغسل بمواد الصابون غير الكيماوي على سبيل المثال . وهناك أيضا استثناءات لهذه الحالة فمواد الخشب وبذور الثمار ومادة اليسر وبعض المواد الأخرى على سبيل المثال قد تحتاج إلى دهون خاصة حسب كل مادة لابراز جمالية اللون والتشكيل الطبيعي وزيادة البريق عند ملاحظة اختفاء البريق بعد عملية الصقل كما أوضحناها . فاليسر مثلا قد يحتاج إلى زيوت نباتية لغرض التلميع ، والخشب قد يحتاج إلى بعض المواد الدهنية الأصل للغرض السابق وهكذا .

وبعد الانتهاء من عملية الصقل تمرر الخيوط في حبات المسبحة  وحسب العدد المطلوب مع الفواصل والمنارة وقد تضاف في أغلب الأحيان إلى نهاية المئذنة وعند مكان عقد الخيوط النهائي قطعة أخرى لغرض التجميل، وبذلك تصبح معدة للاستعمال الشخصي أو البيع .