المسابح من الأحجار شبه الكريمة

إن التطور التكنولوجي وارتفاع الطلب على هذه الأحجار رفع من معدل استخدام هذه الأحجار لتصنيع المسبحة منها ارتفاعا كبيرا وتزايد انتاجها تزيدا مضطردا وبشكل تجاري كبير وبلغ انتاجها خلال العقدين الأخيرين من الزمن أضعاف مضاعفة مقارنة بما انتج في كل القرون والعصور السابقة ، بل ان أسعار مسابحها أصبحت متهاودة وفي متناول طبقة كبيرة من الناس من ناحية الكلفة .

لقد شملت قائمة الأحجار شبه الكريمة والتي صنّعت منها المسبحة أنواعا عديدة قد يصعب حصرها في مجال واحد إلا اننا حاولنا قدر الإمكان حصر المعروف منها للاختصار والفائدة ولقد قدرنا وبسبب طول هذه القائمة أن نذكر هنا التفاصيل العامة لقياس الحبات المنتجة من هذه الخامات بسبب توحدها أولا وإجماع صانعيها على اختيار قياسات موحدة وإن كانت ذات أحجام متباينة . وحيث أخذ الوزن النوعي والحجم الملائم بنظر الاعتبار وذلك للحصول على الملائمة اللازمة في استعمال المسبحة عمليا بالإضافة إلى الناحية التجارية والتسويقية .

ولغرض عدم التعرض لهذه القياسات في كل نوع يرد ذكره في هذه المجموعة فإننا نذكر في يلي جانبا من ملاحظاتنا حول القياسات العامة والشائعة لهذا النوع من الأحجار التي استخدمت لصناعة المسبحة وإن كنا لا نستطيع عزل هذه القياسات عن بقية القياسات لصناعة المسبحة من مواد أخرى .

قياسات مسبحة المواد من الأحجار شبه الكريمة

- القياس الأول (الشائع) : تتألف المسبحة فيه من 33 حبة زائدا المنارة والفاصلتين ويكون معدل قطر الحبة بشكل عام هو (6) ملم (مع وجود استثناءات في الحجم أو القطر بطبيعة الحال) ومعظم أشكال الحبات هي الأشكال الكروية التامة الملساء ، وبعضها ذات شكل بيضوي (اهليجي) حيث يكون طول الحبة الواحدة يقل عن (8) ملم ويكون معدل قطرها بشكل عام يتراوح ما بين (5) إلى (6) ملم ومعظمها تكون منارتها وفواصلها من نفس المادة الخام لحبات المسبحة  وقد تكون أحيانا من المعادن الأخرى كالذهب والفضة أو المعادن المطلية وينطبق ذلك على الملحقات من الشرابات وغيرها .

- القياس الثاني (الحديثة) : وهي قياسات للمواصفات التي طرأت حديثا ، حيث تتألف المسبحة من (45) حبة أو (66) حبة زائدا المنارة والفواصل . ويكون معدل قطر الحبة الواحدة أحيانا منطبقا مع النوع الأول الذي أشرنا إليه أعلاه مع انطباق الأشكال البيضوية أيضا وتصغير حجم الحبة الواحدة أحيانا ، بحيث يقل معدل قطر الحبة الكروية الواحدة عن (5) ملم وذلك لملائمة الوزن النوعي الاجمالي للمسبحة .

- القياس الثالث (نمط المسابح الدينية) : حيث تتألف من (99) حبة زائدا المنارة والفواصل والملحقات الأخرى ليصبح مجموع القطع بحدود (101) قطعة ، ومعظم حبات هذه الأنواع تكون من النوع الكروي الأملس ويندر وجود الحبات ذات الشكل البيضوي في هذه الأنواع من الأحجار نظرا لوزنها النوعي المحتمل . عموما يقل قطر حباتها عن 5 ملم ولا يحظى هذا النوع من المسابح الحجرية الأصل بالطلب الكثير بتأثير ما سبق وأن أشنا إليه وهو الوزن النوعي للاحجار شبه الكريمة والذي يجعل حمل المسبحة أو تداول حباتها ، غير مريح ، وأحيانا غير عملي .

أخيرا يتوجب هنا ادراج ملاحظتين :

الأولى : تتعلق بضرورة إجراء التثقيب المتوازن مع قطر الحبات والصقل التام لحبات المسبحة الواحدة وإلا لتشوّه المنظر بميلان الحبات وعدم توازنها وقد يتوفر وجود بعض الصعوبة في مرور الحبات بالخيط أو السلاسل فضلا عن صعوبة مداعبة ومداولة الحبات إذا كان سطح الحبات خشنا ولم يصقل بصورة جيدة أو أن أحجام الحبات غير متماثلة تماما .

الملاحظة الثانية :  ما يتعلق بصعوبة ادراج كل مواد الأحجار شبه الكريمة والتي صنعت منها المسبحة في قائمة واحدة بسبب عدم رواج هذه الانواع أو لكون صناعتها صناعة استثنائية وما إلى ذلك . كذلك فقد لوحظ أن معظم صناعة منارات وفواصل هذا النوع من الاحجار هي متشابهة إلى حد بعيد بحيث لا يقتضي ادراج تفاصيل عنها . كما أن البعض متها وضع لها منارات المعادن الكريمة كالذهب والفضة .