الجمشت (Amethysts)

مسابح الأمشست - الجمشت

(Amethysts)

الجمشت ، لفظة فارسية معربة ، كما وردت مثل الجمز ، وتعني الأحجار الكريمة ، وعند الأوبيين يسمى هذا الحجر بالامشت وهو تعبير مشتق من الصخور المستخرجة من جبال الأورال . وهذا الحجر من نفس عائلة البلور الصخري (Quartz) ذو لون بنفسجي أو أرجواني بهيج موزع في الحجر بشكل عفوي . ويعزى لونه في العادة إلى وجود شوائب دقيقة جدا من مركبات المنجنيز أو مركبات الحديد أو سيانيد البوتاسيوم ويبلغ وزنه النوعي 2,66 غم / سم مكعب وصلادته هي 7 من 10 على مقياس موسى ، أما نظام الحجر البلوري فهو ثلاثي ويقال أن أحد العلماء الأقدمين (التيفاشي) سماه بالحجر الحديدي . والحجر معروفا ومستحسنا عند العرب حيث ذكرته الروايات بأنه كان يُجلب من قرية تسمى الصفراء تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن المدينة المنورة في منطقة الحجاز .

ولقد رويت الأساطير والمعتقدات عنه ، وظن بعض الناس أنه يُعطي الشجاعة لمن يلبسه ، وأن من شرب في كأس مصنع ومنحوت منه لا يسكر ، ومن دفنه تحت مخدته لا يحلم بالأحلام الفاسدة وغير ذلك من الأساطير ... وقال البيروني (أحد العلماء العرب) : إن عرش بلقيس صنع من هذا الحجر .

ويشيع انتاج هذا الحجر في مناطق عديدة منها البرازيل والأرغواي وجنوب أفريقيا وبعض المناطق في أمريكا الجنوبية الأخرى ، كما يتواجد في الهند وسيلان (سيريلانكا) واليابان وسيبيريا ومدغشقر ومنطقة الماين وسويسرا . إن بعض الأحجار من هذا الخام يمكن تغيير لونها بالحرارة أو بواسطة أشعة إكس أو جاما وبذلك فإن أغلب أحجار أمشست حولت إلى اللون الأصفر بواسطة الحرارة .

ولقد صنعت منه الخواتم والحلي المختلفة والقلادات والأساور على مختلف الأشكال كما نحت الحجر بالنقوش مثل الزهور وأشكال الحيوانات والوجوه وغير ذلك .

وعلى حد علمنا فقد صنّع هذا الحجر كمسبحة عند منتصف هذا القرن واعتبرت ألوانه البنفسجية الرائقة البراقة من أجمل الألوان وغالبا ما سعّرت مسابح هذا الحجر بأسعار عالية نظرا لجمالها وصلادتها ونفاستها .

وتخضع مسابح الأمشست إلى نفس قياسات النوع الأول الذي ذكرنا آنفا من حيث شكل الحبيبات الكروية (4 - 5 ملم) مع وجود الاستثناء وعدد الحبات يتراوح من 33 حبة أو 45 حبة ، وبعض حباتها نقشت عليها الزهور أو الزخارف الجميلة أو الخطوط الطولية والمعرقة .

إن بعض المسابح المنتجة من هذا الحجر انتجت من النوع المتوسط الجودة بهدف تقليل القيمة المادية للمنتج النهائي . وانتجت الهند وسلان بعض منها حيث افتقد الاتقان في الصنعة ولم يصقل الحجر جيدا . وتباع مسابح الأمشست في معظم الأحوال عند محلات الجواهر أو باعة المسابح المشهورين ، وبسبب أسعارها المرتفعة للأنواع الجيدة منها فإنها تباع عادة إلى الأثرياء . كذلك انتشر تقليد الأمشست بمواد زجاجية مصبوغة باللون البنفسجي وبعضها ينطلي على كثير من الناس .

- مجموعة مسابح المرو (الكوارتز) Quartz الوردي - السماوي - المدخن - الأصفر - درّ النجف وغيرها .

لقد صنعت المسابح من جميع هذه البلوريات (المرو) أعلاه وبكافة ألوانها  منذ منتصف القرن وتزايدت في مرحلة الثمانينات وكان معظم الأنواع الجيدة منها صنعت في ألمانيا ودول الشرق الأقصى . ومعظم أنواعها ذات صلادة جيدة تبلغ (7) على مقياس موسى ، وقياساتها قد تتراوح ما بين النوع الأول والنوع الثاني . أي أن بعضها تكون أقطار حباتها بحدود (5) ملم وعدد الحبات يكون (33) حبة أو (45) وحتى (66) حبة أحيانا مع صناعة الفواصل والمنارات من نفس النوع . كذلك انتجت منه ما يزيد قطر حباتها عن (8) ملم وتتألف من 33 حبة زائدا الفاصلتين والمنارة من نفس النوع على الرغم من الوزن النوعي الثقيل لهذه الأحجار . وأحيانا زودت بالفواصل والمنارات الذهبية الخالصة أو الذهبية المطعمة بالأحجار الأخرى أو الماس . والطلب على هذه الأنواع يقرب من الطلب على مسابح العقيق رغم حداثة انتاجها واشتهارها . وبعضها تقليدا لهذه الأنواع من مادة المرو - الكوارتز . ويقتضي لمسابح المرو وعلى اختلاف ألوانها اختيار الخيوط المتينة لها إذ لاحظنا أن بعض المستخدمين لمسبحة هذه الأنواع من الأحجار غالبا ما يعوضون الخيط بسلسلة ذهبية مما يؤدي في أحوال كثرة إلى انقطاعها بسبب الاحتكاك .

ومن مجموعة المواد التي صنعت منها المسابح هي مادة الكريستال الصخري المعروفة في العراق بمسابح درّ النجف ، ومادة هذا الحجر (دّ النجف) عرفت منذ العهد العباسي في العراق واشتهر بصناعتها للخواتم والقلائد (لا تزال هناك قلادة قديمة منه في كنوز المراقد المقدسة في كربلاء والنجف ) . وهذه المادة من عائلة البلور الصخري - Rock Crystal - سواء الشفافة أو نصف الشفافة . وتتوفر هذه المادة ومنذ القدم قرب مدينة النجف في وسط العراق وسميت بالدر لندرة هذا الحجر من ناحية ومن ناحية أخرى لشبهها الشديد بالدر الكبير من اللؤلؤ في اللون وصفة النفاسة حيث اعتبرت جوهرا . ودرّ النجف خام أبيض اللون براق تنعكس عليه الأضواء برشاقة بالغة .

وبُعيد منتصف هذا القرن بقليل اطلعنا على نموذجين لمسبحة درّ النجف في العراق ، من قبل أحد الباعة أمام المدرسة المستنصرية القديمة في بغداد . وهي ذات لون أبيض براق تتلألأ عليها الأضواء ، وقد صنعت حباتها على الشكل البيضوي غير المنتظم تماما وقدرنا أن قطر الحبة فيها قد يفوق (8) ملم وطولها قد يكون (12) ملم ، فواصلها ومناراتها من نفس المادة وإن كانت المنارة أقرب إلى الشكل المخروطي . واليوم يحتفظ بها قلة من الناس ، ويحتمل أن يكون زمن التصنيع بما يفوق القرن من الزمان ، حيث أن البحث والاستخراج لهذه المادة قد توقف ، ولم نسمع عن أي اهتمام في البحث عنها . ولقد أخبرنا بعض كبار السن أن حجر درّ النجف كان يعثر عليه بالمصادفة أو البحث كمن يفتش على أشكال تقرب من أشكال الحصى المتناثرة في صحراء النجف .

وضمن هذا السياق فقد انتجت مسابح من مادة الكريستال الصخري سواء الشفافة أو المعتمة ، أو المصقولة تماما أو المضلعة الماسية الشكل ، وقد اشتهرت عند منتصف هذا القرن وتقوم بصناعتها مصانع الكريستال في بوهيميا وألمانيا والنمسا وفرنسا . وبعض المسابح من هذا النوع تصنع حباتها بالشكل المضلع الماسي الشكل والتي تعكس الألوان المتلألئة البيضاء والصفراء والزرقاء والحمراء وإلخ ....... وبقية أشكال الحبات كروية ولا يزيد معدل قطرها عن  5 - 6  ملم وإن كان هنالك أصغر حجما من ذلك .

ومسابح الكريستال الأصلية أقرب إلى أسعار مسابح الأحجار البلورية التي مرّ ذكرها . وقد راجت ومنذ عقود مسابح الزجاج المقلدة للكريستال الصخري بعد خلط الزجاج بخام الرصاص وأصبح من الصعب جدا التفريق بين النوعين إضافة إلى الانتاج الزجاجي لكافة الأنواع .