مسابح بعض الأحجار الأخرى

مثل الملكيت والبازهر والجارنيت

لقد أفردنا مكانا خاصا للمسابح المصنعة لهذا النوع من الأحجار لأسباب مختلفة ، منها حداثة دخولها للتصنيع أو أن لها شهرة معينة أو لعدم شيوع ومعرفة بعضها لدى بعض الناس .

فمسبحة حجر الملكيت غير معروفة مثلا بشكل واسع وهي حديثة التصنيع ، وأطلق الأوربيون على هذا الحجر اسم الملكيت (Malachite) وقديما أطلق عليه اسم الدهنج أو الدهانة (بالفارسية) ويسميه العراقيون (ملكيت) أو (مولخيت) ، وهو حجر ذو لون أخضر براق مكون من كاربونات النحاس القاعدية ، وقد يكون معتما أو نصف شفاف شديد الخضرة مع خطوط سوداء ، وأحيانا يشوبه حمرة خفيفة ، أو موشحا . والحجر عادة من الأحجار الثقيلة جدا فيبلغ وزنه النوعي (4) غم / سم مكعب ، كما أن صلابته وصلادته هي (3,5) من (10) على مقياس موسى ، وخاصية الوزن في هذا الحجر قد لا تجعله صالحا لصناعة المسبحة بسبب الثقل النوعي ولكن لون وطرافة الحجر أدى إلى تصنيعه في بعض الأحيان . ولقد صنعت منه مسابح ذات (33) حبة أو (45) حبة صغيرة بقطر لا يتجاوز (4) ملم مع صناعة الفواصل والمنارة من نفس المادة أو غيرها أحيانا . وقد لوحظ أن تكاثر الشوائب في هذا الحجر غالبا ما تؤدي إلى تكسر أو انشطار وتثلم حبات المسبحة منه وخصوصا جزئي الفواصل والمنارة . كما قد حذّر من وضع هذا الحجر في الفم لاحتوائه على مواد تشابه صدأ النحاس في مواصفاته كما أخبرنا بعض الصناع .

وهناك مسابح من مواد معروفة في بعض المناطق ولدى فئات معينة من الناس وغير معروفة لدى آخرون .

فمسبحة البازهر معروفة في العراق وإيران وأفغانستان ، وعادة يستخدمها بعض المتدينين ، وهي أيضا شبه مجهولة أو غامضة لدى الشعوب الأخرى . ومادة البازهر تسمى أحيانا بالباذهر حيث ان أصل هذه الكلمة فارسي ، ومعناها (شاف من السم) . كما يسميه اهل العراق احيانا "البازهر" أو "البايزهر" بالعامية ، بينما يسميه أهل الخليج العربي بحجر "شاه مقصود" وقد يطلق عليه باللغات الأجنبية اسم (Bezar) أو (Bezoar) . وبغض النظر عن تسمياته أو اختلاف الناس في مواصفاته . إلا أنه في رأينا يتمثل بحجر من مجموعة الصخور المتبلورة ، وهو أشبه ما يكون إلى الجيد أو العقيق أو البلوريات الأخرى ، متوسط الوزن ، ذو صلادة جيدة . وهذا الحجر له ألوان تتراوح بين تدرجات الأخضر والأصفر غير الداكنين . وفي بعض الاحيان يكون لونه أشبه وأقرب للابيض ، كما قد تتخلله أحيانا الشوائب أو النقاط الداخلية البيضاء . ولقد عرف ان أجود الألوان المرغوبة فيه ما كانت تميل إلى اللون الاخضر "الحشيشي" الرائق . ولقد علمنا أن أماكن وجوده هي أفغانستان وشرقي إيران والهند وهو يصنع فيها أيضا وندر أن يصنع هذا الحجر في أماكن أخرى . ولقد صنعت المسابح الدقيقة الحبات منه وانتشرت في مناطق محددة فقط كالعراق وإيران وأفغانستان ، ولوحظ اهتمام طبقة رجال العلم والدين وطلبته بهذا النوع . وجميع مسابح هذا النوع اطلاقا من فئة (99 حبة زائدا الملحقات) وحباتها دقيقة وناعمة اهليجية الشكل (بيضاوية) أقرب إلى شكل حبة الحنطة الكبيرة . والغريب أن حجم الحبات في هذه المسابح متدر جة (أي انها تبدأ في الحجم الصغير فالأكبر حتى منتصف المسبحة ثم تعود إلى تناقص الحجم حتى نهاية محيط المسبحة الثاني) وبذلك تتشابه مع بعض العقود النسائية وقياس قطر حباتها المتدرج يتراوح : فهو أحيانا 2 - 3 ملم وأحيانا 4 - 5 ملم وقد لا يتجاوز ذلك . كما أن المسبحة الجيدة منه لها ملمس دهني . جيدة الصقل والتثقيب . وعادة يكون خيط هذه المسبحة من النوع الإيراني المجدول ولا تستخدم فيها الشرابات الزاهية ، كذلك تتصف هذه المسابح بشكل منارتها المخروطية الصغيرة والقصيرة نسبيا . واستثناءا من قواعد تصنيع هذه المسبحة (المشار إليها آنفا) فقد قام بعض اللبنانيين باستيراد الحجر وتصنيعه في ألمانيا ولعدد قليل فكان الناتج مسابح جميلة ونادرة وذات (33) حبة يبلغ قطر الحبة الواحدة بحدود (8) ملم وذات لون أخضر حشيشي مشوب بصفرة . ولم نطلع على غير هذا الاستثناء .

وبسبب شهرة هذه المسابح عند تلك الدول التي أشرنا إليها فقد تم تقليدها من مادة البلاستيك أيضا .

النوع الثالث من نوادر المسابح هي المنتجة من حجر الجارنيت (Garnet) والجارنيت هو حجر أقرب إلى الياقوت او العقيق الجيد بسبب صفاء الحجر ولونه المائل إلى الإحمرار الداكن وأحيانا اللون الوردي ، مما يجعل التفرقة بينه وبين حجر الياقوت صعبا . ويسمى هذا الحجر أحيانا بحجر الرمان وكلمة الجارنيت أو الكارنيت مشتقة من اللاتينية (Granatum) وتعني بثمرة الرمان وهو حجر معروف منذ قديم الزمان . أما خصائصه فتشمل تكويناته من سيلكات الالمونيوم مع الكالسيوم أو الحديد او المنغنيز ونظامه البلوري مكعبا وذو صلابة قدرها ما بين (6,5) إلى (7,5) على مقياس موسى بوزن نوعي يتراوح ما بين (3,58) إلى (4,32) غم / سم3 وفي نهاية عقد الثمانينات أنتج في بعض الدول الأوربية من هذا الحجر مسابحا كانت أقطار حباتها ما بين (3) - (4) ملم كروية الشكل ، وأسعارها مرتفعة جدا مع استخدام الذهب في صنع المنارة والفواصل . كذلك صنعت في الهند وسيلان ، إلا أن إتقان بعضها كان متوسطا وخصوصا فيما يتعلق بثقوب حبات المسبحة واستدارتها . عموما فقد صنعت هذه بعدد محدود فقط .