مسابح المرجان الأحمر والوردي والأبيض

 (Red & Pink Coral)

ورد اسم المرجان في القرآن الكريم في سورة الرحمن الآية (21) (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) ، ويعتقد البعض أن تكون اللفظة للمرجان مشتقة ، كما اعتقد آخرون أن اللفظ معرب عن اليونانية والذي سمي فيها مورجنتو (Morginto) إلا أننا نعتقد أن اللفظة عربية . وفي اللغة الإنجليزية يسمى الكورال (Coral) .

ويستخرج المرجان من تحت سطح البحر في أعماق متوسطة ومن مناطق معينة ، حيث يتم الغوص لاستخراجه ، وهو تركيب كيمائي من حجر الكلس (كاربونات الكالسيوم وبعض المواد البروتينية) ، ناتج عن نمو وافرازات حيوانات  المرجان ، المتراكمة والمتشعبة مع بعض ، وبعضها يشبه التراكمات الصخرية أو أشجار النباتات . وتبلغ صلادة أحجاره   3,5 من 10   على مقياس موسى ، كما يبلغ وزنه النوعي من  2,6 إلى 2,7  غم / سم3 . أفضل ألوانه الأحمر الرائق أو الدموي الغامق وقد تتدرج ألوانه إلى اللون الوردي أو الموشح أو الأبيض الحليبي الخالص أحيانا . وفي أعماق سحيقة وجد ومنذ سنوات مرجان أسود اللون غاية في الصلادة ، مع بريق شديد . واستخدم المرجان منذ عصور سحيقة في صناعة الحلي وأدوات الزينة واعتبر رمزا للحكمة عند بعض الأقوام ، ولقد بفائدة هذا الحجر كثيرا من الناس ودارت حوله الأساطير الإغريقية والرومانية وحتى العربية ، واستخدم أيضا للتعاويذ والطلاسم ، والقلائد والأساور وصنعت منه تحف جميلة . ولقد أحبه العرب ومن ثم المسلمون لوروده في القرىن فضلا عن حسن وبهاء الحجر نفسه .

والمرجان دهني الملمس ، سهل التصنيع نسبيا ، يمكن النقش عليه ونحته وصقله بسهوله نسبية ، ويوجد من يصنعه في الصين ودول شرقي آسيا عل أشكال مختلفة وتماثيل صغيرة في غاية الروعة والإتقان . فبالرغم من صعوبة تحديد الزمن الذي صنعت فيه المسابح من المرجان لأول مرة إلا أن هناك بعض النماذج لدى قسم من الناس قدرت بحدود مائتي سنة أو تزيد . وخلال هذا القرن أنتجت المسابح من المرجان وبكافة التدرجات اللونية كالاحمر والوردي وحتى الأبيض . وتقع معظم مغاصات المرجان في البحر الأبيض المتوسط مثل شواطىء تونس والجزائر والمغرب وكرسيكا وسردينيا ونابولي كما يتواجد في بعض مناطق البحر الأحمر وشواطىء أستراليا والصين وبعض الشواطىء والمناطق البحرية لدول شرق آسيا .

أفضل أنواع المرجان ما كان لونه أحمرا صافيا مشرقا خال من الشوائب والتشققات ذو احجام كبيرة نسبيا ، وهو اغلى انواع المرجان ، وقد يعتبر من الجواهر في بعض الأحيان . أما ما كان لونه ورديا أو أبيضا فأسعاره متهاودة وفي متناول كثير من الناس .

ولقد رأينا بعض المسابح المرجانية الحمراء المنتجة من تونس او أسبانيا والصين وبعض دول شرقي آسيا حيث أفضلها التونسية يليها الصينية . حيث تتألف المسبحة من (33) حبة أو (45 - 66) حبة ، وهي كروية الحبات تتراوح أقطارها بين (4) إلى (5) ملم .

وفي مرحلة السبعينات والثمانينات انتشر انتاج المسابح المرجانية ذات اللون الوردي أو الأبيض الموشح بالوردي أو الأبيض ، من دول شرقي آسيا كتايوان وهونق كونق والصين ، وأشكال حباتها كروية أو بيضوية وبنفس القياسات التي أشرنا إليها أعلاه ، وهناك بعض المسابح ذات حبات منحوتة بنقوش جميلة مثل الزخارف الزهرية أو غيرها وهي من إنتاج الصين .