ألوان وأشكال الكهرب الطبيعي

تتباين ألوان مادة الكهرب ، وإن كان معظمها ذات ألوان أقرب ما تكون إلى اللون الأصفر . وعادة ما تكون هذه المادة بالنسبة لألوانها وشكلها الطبيعي على ثلاثة أنواع حسب شفافيتها ، فهنالك اللون الشفاف (Transparent) أو نصف الشفاف (تختلف نسبة العتمة فيه) ، والنوع الأخير هو غير الشفاف والمكتسب صفة الكهرب الحجري أحياناً .

فبالنسبة إلى النوع الأول الشفاف معظمه ما يميل إلى اللون الأصفر الذهبي أو المحمر الداكن ، وبعض أنواعه تقرب في شفافيتها ويقل اللون فيها حتى تكون كالزجاج الذي ليس له لون والبعض من هذا النوع يحوي الشوائب أو الحشرات الكامنة التي يمكن رأيتها ، ولعل أطرف ما قيل لنا (كذلك ذكر ان للملك فاروق مسبحة ذات لون بني متشابك مع ألوان أخرى ولها منارة من الذهب المطعم بالماس . ولقد بيعت هذه في مزادات علنية في أوربا ز من مقالة في مجلة زهرة الخليج ، العدد 717 ، ص. 52   12/2/1994م) هو وجود مسبحة من الكهرب كان يقتنيها الملك السابق فاروق في مصر ، حيث تميزت حباتها الخالصة باللون الشفاف النقي مع احتوائها على شوائب داخلية خضراء من أوراق الشجر الدقيقة .  أما المسابح من مادة الكهرب الشفافة والتي تحوي على الحشرات أو الشوائب المندسّة منذ القدم في صلب حباتها فهي موجودة عند مختلف باعة المسابح اليوم على الرغم من ندرة أعدادها وأهميتها التاريخية لوجود الحشرات فيها ويسميها أهل العراق بمسبحة الحشرات . أما مسابح الكهرب الصافي اللون فتسمى (بالعطش) خصوصاً إذا كان الحجر قد عومل معاملة خاصة ، وذلك لعكسها أشعة الضوء بصورة متقطعة تشبه تذبذب الأشعة الضوئية الناجمة عن اشتعال النار .

ومسبحة مادة الكهرب الشفاف القديمة ذات اللون الأصفر الذهبي والبرتقالي صنعت يدوياً ، شكل حباتها على الأغلب بيضوياً ، حيث أن قطر الحبة يتراوح ما بين 7 - 10 ملم وطول الحبة (10- 15) ملم ، كما أن بعضها صنع بالشكل المضلع له أسطح ماسية التقطيع سواء الكروية أم البيضوية منها تعكس الأضواء بصورة جميلة ، ويسميها أهل العراق مسبحة كهرب (الطراش) .

النوع  الثاني من أنواع مادة الكهرب حسب شفافيتها هي نصف الشفافة . وفي هذا النوع تتداخل الشفافية مع نسبة من اللون الأصفر أو البني حيث تكون نسبة من الحجر شفاف والبقية منها معتمة ، وقد يتداخل اللون البني والألوان الأخرى والشوائب الداكنة فيها ، وبسبب هذا التداخل فلقد أطلق عليه أهل العراق (الكهرب البلغمي) أو المسبحة البلغمية .

النوع الثالث هو مادة الكهرب غير الشفافة أو (المعتمة) وأغلب ألوان هذا النوع هو الأصفر وتدرجاته ، من الغامق إلى الفاتح مع توشحات ذهبية أو بنية أو غيرها كما يوجد من الألوان الأحمر الداكن حيث يقرب أحياناً من لون القهوة بتأثير التقادم الزمني . كذلك قد يكون لون هذا النوع اللون الحليبي في بعض أنواع مادة الكهرب وخصوصاً ذلك المصنّع حديثاً. ومن أندر أنواع الكهرب حسب لونه هو الضارب إلى الأزرق المشوب بحمرة ، أو الأسود ، وحيث تعتبر المنتجة منها من أندر أنواع المسابح في العالم ولا يمكن تحديد أسعارها بشكل دقيق إذ يخضع ذلك للتعامل الشخصي ، وتوجد منها نماذج لدى بعض الناس .

ومن المعلوم أن ألوان مادة الكهرب من هذا النوع بصفة خاصة تتغير عبر الزمن ، فلو افترضنا أن مسبحة أنتجت منها وكان لون حباتها يميل إلى اللون الأبيض أو الأصفر الفاتح . فإنه يتحول إلى اللون الأصفر الداكن بعد عشرين أو ثلاثين سنة ثم يتحول في معظم الأحيان إلى اللون البني بعد مرور فترة تقارب نفس الفترة أعلاه ، أما تحوله إلى اللون الأحمر الداكن والشبيه بلون ثمار البلح الناضجة فلا يحصل إلا بعد مرور أكثر من مائة عام على الأقل . وقد تستخدم هذه الطريقة في المعرفة لتقدير عمر المسبحة وتاريخ صنعها التقريبي ، وقد يكون بأكثر من ذلك إذا عرف اللون الأساسي الأول . إن هذه التغيرات اللونية لا تحصل إلا في قشرة مادة الكهرب فقط ، حيث أن اللون الأبيض والأصفر هو الغالب في لبّها ويمكن ملاحظة ذلك بطبيعة الحال عند تكسر الحبيبات ، أو عند إعادة تصنيع الكهرب القديم . وهذه قد يتجاوز عمرها الافتراضي المائتي سنة .

طرق صناعة الكهرب الطبيعي والمصنّع والمضغوط

تقوم صناعة الكهرب ، أي نحته وخراطته ونقشه ، ومنها صناعة المسبحة في أغلب الأحوال ، وفي الدول المنتجة لهذه المادة مثل روسيا وبولندا وألمانيا أو غيرها . مع تصنيع محدود في بعض الأقطار الأخرى المختصة بصناعة المسبحة مثل مصر والعراق وتايوان وفي تركيا مرحلة سابقة حيث تصنع مادة الكهرب الخام إلى حبيبات أو أشكال أخرى كمباسم الأركيلة بحرفية جميلة .

لقد تطرقنا إلى كيفية صناعة حبيبات المسابح بصفة عامة والكهرب بصفة خاصة ، سواء بالمخرطة (البدائية) أو نصف الآلية أو تصنيعها آليا بالكامل . وتصنيع الكهرب إلى حبيبات وملحقات السبحة الأخرى يعتمد على المصادر الجديدة للحجر الخام المستخرج أو المجمع أو تحويل الأحجار والأشكال القديمة إلى حبيبات . فبالنسبة إلى المصادر الجديدة ، وبعد معرفة تفاصيل الطلب وقياساته يتم شراء وتجميع الأحجار حسب الأحجام المناسبة واختيار الألوان المتناسقة وفي العادة تباع مادة الكهرب في أكياس يصل وزنها إلى الكيلو الواحد ، وبعد تقسيم نوعيات الأحجار المشتراة ، تزال الشوائب وتُقطع حسب الأحجام المطلوبة ، ويراعى في التقطيع دراسة مثالية للحجوم حتى لا تتعرض قطع مادة الكهرب إلى وجود أشكال وألوان فائضة لأجزاء غير مطلوبة ، وفي معظم الأحيان تقطع الأحجار بأشكال متساوية أو على شكل اسطوانات أو أشكال أخرى حسب نوعية الطلب . وبعد ذلك تبدأ خراطة مادة الكهرب بعد تثقيبها للحصول على حبيبات كروية أو بيضوية أو صنوبرية أو غيرها مع تخصيص أجزاء من الأحجار إلى المنارة والفواصل ، وتستخدم في الخراطة أزاميل خاصة لغرض إجراء التشكيل المطلوب عند خراطة المادة مع ملاحظة درجة حرارة القطعة من مادة الكهرب عند عملية الخراطة أو عند إجراء التثقيب المتوازن وإنجاز العمل وصب أو تنقيط الماء عليها أو وضع بعض الزيوت لغرض تلافي تكسر الحبات المخروطة جراء الحرارة الناجمة عن هذا العمل . وبعد ذلك تأخذ الحبات شكلها النهائي ومن ثم تبدأ عملية التنعيم والصقل ، وتمر مادة الكهرب وحبيبات المسبحة عادة بثلاث مراحل من الصقل ، الأولى تنعيم سطح الحبة الخشن بواسطة أزاميل مبردية ناعمة السطح (بالنسبة للطريقة الآلية الحديثة توضع حبات المسبحة حسب الأشكال المصنعة في كرة مجوفة يوجد بها مواد كيماوية معينة حيث يتحدد داخل الكرة درجة حرارة معينة وتقوم الكرة المجوفة بالدوران آلياً حتى تتنعم وتصقل أسطح حبات مادة الكهرب) .

المرحلة الثانية (اليدوية) وهي تتم على نفس المخرطة وأحياناً باليد ، حيث تستخدم مواد ناعمة بلاستيكية ذات مرونة متوسطة وبعد دعكها للحبات يظهر سطحها بالشكل الصقيل والناعم الملمس .

المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة إبراز بريق ولمعان سطح مادة الكهرب وهي تقام على المخرطة أيضا أو على الآلات الحديثة الأخرى ، وتستخدم شحوم دهنية خاصة وأقمشة ناعمة ، حيث أن دعك هذه المواد المحوري لحبيبات المسبحة بصورة مستمرة يظهر البريق المطلوب والنعومة الكاملة والملمس الدهني وتفاصيل ألوان مادة الكهرب وتقاطيعها بصورة جميلة ومشرقة . وبعد تنظيف حبات الكهرب والمنارة والفواصل بواسطة منظفات مختلفة أو الصابون غير الكيماوي والماء تنشّف وتمسّح وتنظّم في الخيوط حيث تصبح صالحة للاستعمال .

أما المسابح من مادة الكهرب والتي تكون حبيباتها على شكل الحبيبات المضلعة (ذات الشكل الماسي) فإن طريقة صنعها مضنية وصعبة حيث تنحت وتستخرج الأسطح للحبة بنفس طريقة استخراج الأسطح المضلعة للأحجار الأخرى (وخصوصا الماس) أي حك الحبات بواسطة اسطوانة خشنة لاستخراج أسطح الحبات المضلعة ثم تنعيمها وصقل الأوجه المسطحة وتثقيبها ولقد شاهدنا قطعاً من هذا النوع أنتج في روسيا وألمانيا ومصر وتركيا وفي العراق .

وينتج من صناعة حبيبات المسبحة من مادة الكهرب عادة مخلفات عرضية من هذه المادة وبما يزيد أحياناً عن نصف الكمّية التي خصصت للإنتاج إذا لم تدرس القطع المعدة للإنتاج بصورة دقيقة قبل تصنيعها ، وذلك يفسر أحيانا الارتفاع النسبي لأسعار المسبحة من هذه المادة ، ولجوء صانع المسابح إلى جعل الحبات متدرجة أحياناً في المسبحة الواحدة . كما أن ذلك يستدعي إلى استغلال مخلفات التصنيع في صناعات تحويلية متعددة أخرى .

فقسم من المخلفات وهي الشذرات والقطع الصغيرة والناعمة تدمج مع سائل بلاستيكي أو كيماوي وتصب في قوالب صغيرة وتكبس ، أو تصب في أعمدة ، ومنها تخرط حبيبات المسبحة وأجزائها الأخرى وحسب الطلب ، وأحيانا تصنع بعض العقود والقلائد النسائية بهذه الطريقة . وحيث يلاحظ وجود قطع مادة الكهرب الأصلية في جوفها وقد تشكل ما مقداره (50%) خمسون في المئة من حجم الحبيبات الإجمالي ، وهذا النوع من مسابح الكهرب المكبوس يفقد فيها الكهرب مواصفاته الأصلية بسبب المحتويات الأخرى في الحبات وعملية التصنيع .

وهناك نوع آخر من التصنيع المرتبط بمادة الكهرب وتسمى (بمسابح الكهرب المضغوط) (Pressed Amber) يقوم على أساس الصهر الحراري العالي لمخلفات مادة الكهرب أو ترابها وشذراتها تحت ضغط جوي معين ومن ثم تصب بالضغط في قوالب خاصة ثم يتمم صقلها وإعدادها للمسابح أو العقود والأدوات النسائية . وفي ذلك النوع من التصنيع تفقد مادة الكهرب كافة خواصها الأصلية أيضاً . عموما فالمسابح ذات الحبات التي تصنع بطريقة الكبس أو بطريقة الضغط تتميز بكونها أكثر صلادة من الكهرب الأصيل ، كما أن أسعارها تقل عادة عن نصف سعر مادة الكهرب الطبيعي . أما ألوان مسابح مادة الكهرب المضغوط عادة تميل إلى اللون البني الداكن مع وجود توشيحات تركيبية داخلية .

اكتشاف تقليد حجر الكهرب

مادة الكهرب نادرة وغالية الثمن كما أن المنتجات منها ذات أسعار مرتفعة وهذا السبب أغرى الكثير من الناس وأصحاب الصنعة على محاولة تقليدها من مواد أرخص ثمنا وأسهلا تحصيلا . وكان هناك تجارب لمواد يشابه لونها اللون الطبيعي لمادة الكهرب وبعضها له خاصية إستاتيكية في جذب الأشياء السيللوزية الصغيرة مثل المادة الأصيلة بالضبط ، مما جعل بعض المشترين لمنتجاتها يقبلون عليها لضنهم أنها من النوع الطبيعي ، إلا أن أحداً لم يستطع أن يقلد المادة الطبيعية في خاصيتها لبعث الرائحة الزكية عند الدعك وإن حاول بعض الصنّاع تضميخ منتجاتها بروائح العطور قبل البيع وبصورة وقتية . وبسبب ندرة أحجار الكهرب الطبيعي وغلاء أسعاره فقد لا تتاح الفرصة لعدد كبير من الناس أن يتعرفوا عليها بصورة جيدة أو عملية . ومنذ بداية القرن العشرين نجح الكثيرون في تقليد المادة الطبيعية وصنعوا منها المسابح وغيرها من المنتجات بالشكل الذي يصعب فيه على كثير من الناس التفرقة ظاهرياً بين الأصيل والمقلد ، خصوصا بعد تقدم العلوم الكيمياوية والتصنيع الحديث والذي أدى إلى الانتشار الكبير لصناعة رائجة وهي تصنيع المواد المقاربة لوناً وشكلاً ووزناً لمادة الكهرب الطبيعية . بل أن بعض المنتجات من الصنف المقلد فاقت في جمال ألوانها الحجر الطبيعي ، ومن جملة تلك المنتجات المسبحة ولا تزال قضية صعوبة التمييز قائمة لحد اليوم .

ولغرض حل هذا الإشكال ، أي التفرقة ما بين الأصيل والمقلد في حالة وجود نوع من الاهتمام بذلك ، فقد اعتاد الناس على فحص المواد المستخدمة من منتجات الحجر الأصيل أو المواد المقلدة لغرض التمييز بطريقتين الأولى الطريقة البدائية والثانية الطريقة العلمية مع أن كلتا الطريقتين تفحص في الواقع الخواص الطبيعية لمادة الحجر الأصيل والتي تثبت عدم استطاعة الصنّاع تقليدها .

الطريقة الأولى : وهي طريقة بدائية بسيطة تشمل تجربتين عند الالتباس أو حالة الشك بأصالة المادة تحت اليد  وتتمثل هذه الطريقة بما عرف بتجربة الماء المالح "القريب ملوحته من ملوحة ماء البحر ، ويتم في هذه الحالة أخذ عدد من حبات المسبحة أو كل أجزاء المسبحة ( ما عدا الأشياء المعدنية كالملحقات ومن ثم تغطيسها في الماء المالح فنجد أن الحبات تطفو على سطح الماء المالح بينما تغوص الحبات المقلدة إلى قعر الماء المالح في معظم الأحوال ويعود سبب ذلك إلى أن وزن حجر الكهرب الأصيل النوعي (1.1) غرام في / السنتمتر المكعب من المادة ، وهذا العامل يجعل من المادة الأصلية تطفو فوق سطح الماء المالح وذلك لانخفاض الوزن النوعي للحجر مقارنة بالوزن النوعي للماء المالح . وعلى الرغم من نجاح هذه الخاصية في إثبات ماهية المادة إلا أننا وبالإضافة إلى ذلك نؤكد على إجراء العملية اللاحقة بسبب إمكانية تقليد الوزن النوعي أيضاً . وهذه العملية تتعلق باللسع بالنار ، وفيها يقرب من لهب النار جزء بسيط من جسم حبة المسبحة لثوانٍ وعلى بعد حذر ، وينجم عن ذلك انبعاث رائحة الكهرب الذكية ذات الأساس العنبري العطري بدلا من تنسم روائح المواد البلاستيكية أو الكيماوية الأخرى .

وبسبب معرفتنا بعدم استطاعة تقليد هذه الرائحة في المنتجات وإلا لتزايدت الكلفة للمنتجين ، فإننا ننصح بالحذر في الوقت نفسه وأخذ الحيطة لئلا يحترق وجه الحبة من المسبحة مما يسيء إلى لونها ويغيره عند استمرار الحرق الغير مبرر .

وهذه الطريقة تساعد إلى حد كبير ومن دون جهد بالغ في إجراء التمييز والتقدير بالإضافة إلى الخواص الأخرى مثل الملمس الدهني الدافئ لحبات المسبحة من المادة الطبيعية ،والتوزيع الطبيعي لألوان وشكل المادة وأحيانا وجود بعض الشوائب الدقيقة (يمكن أن يفحص بالعدسات المكبرة) .

الطريقة الثانية : وتشمل إجراء التحليل العلمي على الحبات عند المختصين بمثل هذه التحاليل ، ويقضي ذلك إجراء التحليل الكيمياوي على مكونات الذرة حيث أن المواصفات التركيبية الكيمياوية لحجر الكهرب الأصيل معروفة . وبذلك يمكن البت نهائياً في مصدر الحجر على الرغم من أننا نعتقد أن إجراء التجارب  بالطريقة الأولى قد يكون كافيا في معظم الحالات كما أن أصحاب الباع الطويل في معرفة حجر الكهرب وأصحاب محلات المسابح لديهم الخبرة العملية في التمييز .

إن بعض أحجار الكهرب الطبيعي ومنه على الأخص الكهرب الشفاف أو ذاك المستخرج حديثاً قد لا تظهر عليه خاصة بعث الرائحة الذكية عند الدعك ، مما يثير ريبة البعض من أنها ليست من الحجر الأصيل وبذلك يحصل الشك ويستريب الإنسان من ماهية هذا الحجر ولعل الطريقة الأولى تفيد الغرض .

ويلاحظ أن المسبحة المقلدة تميل إلى اللون الأصفر البني أو البني الغامق مع توشيحات غامقة جوفية ، وجلّ الحبات تكون من النوع الشفاف أو نصف الشفاف Less Transparent / Misty المضبب . كما أن أسعاره المتهاودة جعلت المسبحة المنتجة منه محط أنظار بعض الناس . عموما لا شيء يضاهي المسبحة المصنعة من مادة الكهرب  الأصيلة ، حيث أن تلك التي تصنع من الكهرب المضغوط ذات ملمس بارد على عكس المادة الطبيعية ومواصفاتها الخلابة في دفئ ملمسها ورائحتها العبقة عند الاستخدام .

وبودنا أخيرا الإشارة إلى بعض الأخطاء الشائعة عن مادة الكهرب ومحتوياتها . فالمسبحة المصنعة من هذه المادة والتي تكون حباتها من النوع الشفاف المحتوية لبعض شوائب لحاء الأشجار أو الغبار أو فقاعات هوائية يظنها بعض الناس في احتوائها الحشرات المتنوعة وبعضهم من يسميها فعلاً بمسبحة الكهرب (ذات الحشرات) أما تلك التي تحوي حباتها على حشرات فهي من النوادر الحقيقية في العالم وقد تعد أعدادها على أصابع اليد الواحدة . والواقع أن استخدام هذه الأنواع يسئ إلى الحفاظ على القيمة العلمية ، حيث أن مادة الكهرب قد حفظت هذا السجل التاريخي لملايين السنين ومن غير المنطقي أن نعرضه للتلف في مثل هذا الاستخدام .

ولقد أبدى بعض الناس اهتمامهم بالمسبحة من الكهرب التي حباتها تحوي على بعض الشوائب الظاهرية كالبقع السوداء أو الخطوط البيضاء أو الزرقاء وما إلى ذلك . واعتبروا أن ذلك عنصر جديد يضاف إلى جمالية الحجر ويعبر عن تشكيلاته الطبيعية .

واهتم الناس بشكل كبير ، بالمسبحة المصنعة من مادة الكهرب الطبيعي فتوجهوا بالبحث نحو هذه المادة الداخلة في بعض الصناعات الأخرى كالعقود أو مكعبات الكهرب القديمة حيث يتم تصنيعها كمسابح جديدة وأحيانا مسبحتين من العقد الواحد أو إعادة خراطة المسابح الكبيرة القديمة مع أسفنا الشديد وتحويلها أحيانا إلى مسبحتين مما يسيء حتما إلى تاريخ انتاج المسابح القديمة وضرورة الحفاظ عليها .