صنعاء 

صنعاء هي عاصمة اليمن الموحدة، تقع في منطقة جبلية عالية وسط شمال البلاد. وتتفرع منها عدة طرق رئيسية، أهمها: طريق صنعاء/صعدة باتجاه الشمال، وطريق صنعاء/الحديدة، باتجاه الجنوب الغربي، وطريق صنعاء/تعز، فعدن، على ساحل خليج عدن، باتجاه الجنوب.


وهي مدينة تجارية وصناعية تصنع فيها البرود اليمانية المشهورة، وبها العديد من الصناعات اليدوية التقليدية المتمثلة بصنع الأسلحة والخناجر والسيوف، والأخرى الحديثة المتمثلة بصنع المواد البلاستيكية والأدوات المنزلية. وبها مصنع الغزل والنسيج الذي يعطي حوالي 40 ألف ياردة يومياً. وبها جامعة علمية وطنية ناشئة يقدر عدد طلابها بخمسة وعشرين ألف طالب وما يزيد عن هذا العدد وهي أنشئت عام 1970.

وفي صنعاء مطار دولي لاستقبال الطائرات العاملة على الخطوط الجوية الدولية والأخرى الداخلية فيها سور ضخم من عهد الأيوبيين، وعشرات المساجد، وهي قاعدة محافظة صنعاء ومن أقضيتها عمران والجوف وكوكبان.

* أزال، من قدم المدن:

تعد صنعاء من أقدم المدن التاريخية. وكان اسمها أزال، فلما دخلت الحبشة اليمن قالوا نعم نعم فسمي الجبل نعم، أي أنظر. فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة، حصينة، فقالوا: هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت صنعاء بذلك. وقيل إنما سميت صنعاء باسم بانيها صنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أوفخشذ بن سام بن نوح.


ولم يكن باليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء، وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول المرء من مكان طول عمره صيفاً وشتاء، وبها تتقارب ساعات الشتاء والصيف لقربها النسبي من خط الاستواء (تقع على خط العرض 15 شمالاً).

وكان بصنعاء بناء قديم قد خرب، وهو على تل عال يعرف بغمدان. وكان لها تسعة أبواب، لا يدخلها غريب إلا بإذن، وكان أهلها يعتقدون أن صنعاء لا تخرب إلا من رجل يدخل من بابها المسمى بباب حقل، فكانت عليه الأجراس متى حركت سمع صوتها من بعيد، وكانت مرتبة صاحبة الملك، أي إقامته، على ميل من هذا الباب ، وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كل واحد منهما إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب محدودة، وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه. وكان أبرهة قد بنى بصنعاء القليس، أي البيعة والكنيسة، وأخذ الناس بالحج إليه. ولقد أكثر الشعراء من التغني بجمال صنعاء، ومن هؤلاء أبو محمد اليزيدي.

* أعلام صنعاء:

وإلى صنعاء ينسب خلق كثير من أهل العلم منهم عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري الصنعاني، أحد الثقات المشهورين، وروى عنه سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعلي بن المديني، وأحمد بن منصور الرمادي، والشاذكوني. مات سنة 211 هـ.