ماكسويل .. الاعلامي الجاسوس

الموت أثار شكوك الإعلام حول الطريقة التي توفي بها ماكسويل.هل انتحر بسبب الأزمة المالية التي كان يمكن أن تغرق إمبراطورية الإعلام ؟ أم قتل على يد فريق يخته أو من خلال جنود عبروا أمام اليخت؟.

تشريح الجثة لم يثبت ما إذا كان قتل أوغرق بسبب عدم وجود مياه في رئتيه ودون تحديد سبب الوفاة فإن جثة ماكسويل نقلت إلى القدس حيث دفنت في جبل الزيتون، ولكن بجانب غموض الكيفية التي مات بها بارون الإعلام البريطاني غريب الأطوار فان موته فتح ملف إمبراطورية الإعلام الضخمة التي كان يملكها أمام التدقيق والتحقيق. وخلال حياته جعل ماكسويل النقاد يرزحون تحت ثقل دعاوى قضائية وبضغط من مجموعة القوانين البريطانية القاسية. ولكن بموته تغير الأمر ووجد مراقبو الحسابات أنه، نهب أموال تقاعد موظفيه وارتكب خداعاً مالياً واسع الانتشار، كما قادت وفاته إلى متاهة أمن قومي بريطاني. في هذه الزوايا المبهمة كان ماكسويل يهودي هرب من “الهولكوست” وصنع حياته كرجل أعمال معروف يمكنه أن ينساب من جانب إلى آخر عبر الستار الحديدي.

وخلط بين الصحافة والدبلوماسية، وفي عهد ريجان وبوش الأب عمل بقرب “إسرائيل وجند محافظين أمريكيين بارزين مثل السيناتور السابق جون تاور أحد اقرب الحلفاء لبوش. وفي نهاية الحرب الباردة كان ماكسويل الرجل الناصح لبوريس يلتسين حول كيفية مقاومة الانقلاب من المتشددين الشيوعيين وتمرير رسائل إلى مستشار الأمن القومي في عهد بوش الأب برنت سكوكروفت.

وغموض ماكسويل كان موضوع الكتاب الجديد الذي نشر في انجلترا وكتبه روسيل دايفيز بعنوان الجسد الأجنبي: الحياة السرية لروبرت ماكسويل وهو مساهمة في التاريخ الأمريكي الحديث وخاصة ليختبر مصداقية ابرز الشهود الخادعين في فترتي ريجان وبوش الأب وهو رجل الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلي السابق آري بن ميناش. الذي كان قد ظهر على السطح عام 1990 بعد اعتقاله في الولايات المتحدة لمحاولة بيع طائرات شحن من طراز   C-130   لايران.

ومن بين اتهامات أخرى فان ماكسويل وأحد محرريه في صحف الميرور البريطانية ساعدا وسطاء في شحن الأسلحة “الإسرائيلية من الكتلة الشرقية إلى وجهات دولية متعددة منها إيران. فيما يخص بن ميناش كان ماكسويل اللاعب الأساسي في بناء روابط “إسرائيلية سرية دبلوماسية واستخبارية مع موسكو.

كان بن ميناش قد ورط أيضا تاور على انه تعاون في شبكة ماكسويل الدبلوماسية الصحافية.وأن “اسرائيل” اتهمت رجل الاستخبارات المركزية الأمريكية روبرت جيتس والرئيس بوش الأب للمشاركة في صفقات سرية للشرق الأوسط ترجع إلى فترة حملة “ريجان- كارتر” عام 1980و من المذهل أن يدعي بن ميناش انه شهد أن جيتس وبوش دخلا في مفاوضات مع الإيرانيين من اجل تقويض جهود كارتر لتحرير الرهائن الأمريكيين ال 52 الذين احتجزوا في إيران عام 1980.

وبجميع المقاييس كان بن ميناش شاهداً مثيراً للجدل وعندما وجه اتهاماته في مقابلة مع الصحافيين والمحققين من الكونجرس فان ادعاءاته قوبلت برفض واسع وسخرية، وكانت شهادته للمهمة السرية من قبل تاور وجيتس وبوش وماكسويل بدت مثل خيال متقن من روائي أدب جاسوسية فاشل. ومن جهتها فان حكومة الليكود “الإسرائيلية أنكرت أن بن ميناش عمل مع استخباراتها العسكرية.

ولكن في عام 1990 نشر بن ميناش رسائل تشير إلى دليل على انه عمل من 1977 إلى 1987 في مكتب الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية. وفي مواجهة هذه الرسائل غيرت “إسرائيل قصتها واعترفت أن بن ميناش عمل معها ولكن أصرت على انه كان فقط مترجماً بسيطاً لم يسافر أبدا في مهام حكومية.

الخط الجديد من الدفاع كان من الجمهوريين والمحافظين في وسائل الإعلام التي أكدت أن كلام بن ميناش ليس إلا هراء وأن من يجرؤ على اخذ قصصه محمل الجد شخص ابله. لكن القصة “الإسرائيلية كان لها مشاكلها. حتى ضباط الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية اعترفوا أن بن ميناش كان اكبر لاعب في الدور الذي سمحت له به الحكومة.

ومع ذلك كان شخصية متبجحة ووعد المحققين بأكثر مما قدمه لهم وادعاءاته ضد بوش وجيتس واجهت أيضا انكارهما الشديد أما تاور الذي كان المحقق الداخلي في قضية إيران كونترا فقد توفي بعد حادث طائرة في ابريل/نيسان عام ،1991 وفي وقت وفاته كان يعمل مع دار نشر ماكسويل بمرتب 200 ألف دولار سنويا.

مصداقية بن ميناش غرقت اكثر عندما اتهم ماكسويل بالعمل الاستخباري لحساب “إسرائيل إذ ادعي أنه ومحرره الخارجي الأنيق نيكولاس دايفيز رتبا أسلحة وساعدا “إسرائيل في تشويه سمعة موردخاي فعنونو عندما حاول هذا العالم المرتد أن يفضح تفاصيل برنامج تسلح “إسرائيل النووي السري.