أربد

 أربد 

تمتاز اربد (أرابيلا) ، عروس الشمال بأنها من أجمل المدن الأردنية، يبلغ عدد سكانها حوالي 650 ألف نسمة، وتقع في منبسط من الأرض على بعد 65 كم شمال العاصمة عمان، وهي في الجزء الشمالي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، وتحيط بها السهول الزراعية الخصبة من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية، والتي سميت قديماً بالأقحوانة نسبة إلى زهرة الأقحوان فيها.

وشهدت اربد استيطانا بشريا قبل حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد لكل من الحضارات الآدومية والغساسنة والعربية الجنوبية، وميزتها الحضارات الاغريقية والرومانية والاسلامية، ولقد خلفت تلك الحضارات في محافظة اربد المواقع الأثرية والتاريخية، ونشأت المدن الاغريقية الرومانية مثل اربد وبيت راس ، والحصن، وأم قيس، وطبقة فحل، وقويلبة وتعتبر هذه المدن من مدن التحالف العشر (الديكابولوس)، وقد اسس الغساسنة دولتهم في شمال الأردن في منطقة اربد والجولان وسهول حوران، ووصفت بأنها من أجمل البلاد الشامية وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وقد انتشرت المسيحية منذ القرنين الثاني والثالث الميلاديين.


وعاصرت اربد دول الادوميين والعمونيين، وظهرت أهميتها في العصر الهلنستي، ومع انتشار الدعوة الاسلامية تقدمت جيوش الفتح الاسلامي، وتمكن القائد المسلم شرحبيل بن حسنة من تحقيق الفتح الاسلامي سنة 13 للهجرة 634 ميلادية، حيث فتح اربد وبيت راس وأم قيس، وفتح القائد ابو عبيدة عامر بن الجراح طبقة فحل، الى أن تمكن القائد خالد بن الوليد في معركة اليرموك الخالدة من سحق القوات الرومانية سنة 636 ميلادية 15 هجرية، واضعا حدا للوجود الروماني. وتمكن القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي من التقدم بجيوشه الى حطين سنة 583 هجرية 1187 ميلادية، والتي جرت على ارضها اعنف معركة في تاريخ الحروب الصليبية، هذه المعركة التي اعقبها تحرير القدس الشريف وعودته الى الحظيرة الاسلامية.

واستمرت منطقة محافظة اربد تلعب دورها كمنطقة استراتيجية في العصر المملوكي وخاصة في مجال خدمة قوافل الحجاج القادمين من تركيا وشمال العراق وجنوب روسيا، ومركزاً هاماً في شبكة الاتصالات التي أسسها المماليك ومعبراً للديار المصرية و الحجازية والساحل الفلسطيني و خصوصاً عندما كانت تابعة لنيابة دمشق وهذه التابعية انعكست على الحركة العلمية والثقافية حيث تشير الكتابات التاريخية إلى ارتباط الحركة العلمية بدمشق و بيت المقدس بالإضافة إلى انتشار عدد من العلماء و الفقهاء من أبناء إربد و القرى المجاورة لها.

ولقد ترك الفتح الاسلامي العديد من مقامات الصحابة المجاهدين والعديد من المساجد والصروح الدينية التي لا تزال تقف شواهد الى اليوم، كمسجد سحم الأموي، ومسجد حبراص المملوكي، ومسجد اربد المملوكي وكذلك السرايا العثماني (السجن القديم).

ولمحافظة اربد دور هام لأنها جزء من المملكة الأردنية الهاشمية التي أسسها المغفور له جلالة الملك عبد الله بن الحسين، وتابع حمل رايته الملك طلال بن عبد الله، ثم الحسين بن طلال، وواصل الملك عبد الله الثاني بن الحسين بناء الأردن الحديث.
وتمتاز محافظة اربد بموقعها الاستراتيجي، وأهميتها التاريخية والأثرية، والدور الاقتصادي الذي تلعبه، وهي المنطقة الزراعية الأولى في الأردن وخاصة في إنتاج الحمضيات والزيتون والحبوب وإنتاج عسل النحل.

 
وتشير الإحصائيات الى ان مساحة إربد التنظيمية حوالي 410 كليومتر مربع يقطن فيها حوالي 650 الف نسمة يخدمون من قبل 500 مدرسة حكومية وخاصة وروضة أطفال و 11 مسشفى حكومي وخاص و 10 جامعات حكومية وخاصة و 130 مكتبة و 26 دار نشر و 241 مسجد و 5 ملاعب رياضية منها 2 قانونية و 3 مغلقة وفيها 78 جمعية خيرية وتعاونية وأكثر من 260 مطعم من مختلف الفئات و 9 فنادق سياحية وشعبية وأكثر من 30 حديقة.