عبد الله اليافي        

سياسي بيروتي، كان له دور مهم في سياسة لبنان الحديث، وخاصـة بعـد الإستقـلال، وأصبح رئيساً للوزراء عدة مرات.

ولد عبد الله بن عارف اليافي في بيروت عام 1901م، ودرس الحقوق في جامعة بيروت الفرنسية، وتخرج فيها عام 1922م، ثم تابع دراسته في العلوم السياسيّة في السوربون بباريس حيث حصل على الدكتوراه في سنة 1928م، وعاد إلى بيروت ومارس المحاماة لمدة 12 عاماً.

وكان المفوض السامي الفرنسي في لبنان، في عهد الإنتداب، الكونت دو مارتيل، قد أعلن عودة الحياة السياسيّة في لبنان في الرابع من شهر كانون الأول عام 1937م، وفي اليوم ذاته عهد رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة إميل إدّه إلى خير الدين الأحدب بتأليف وزارة تحل محل (مجلس المديرين) وتتسلم السلطة التنفيذيّة في البلاد بموجب الدستور فكان أول مسلم يتولى رئاسة الوزراء في لبنان، وفي سنة 1938م إنتخب عبد الله اليافي عضواً في مجلس النواب الجديد، وإشترك في عام 1944م في وفد لبنان إلى الإجتماعات التمهيديّة لإنشاء جامعة الدول العربيّة، ثم إلى مؤتمر سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأميركيّة لإنشاء منظمة الأمم المتحدة عام 1945م.

وفي سنة 1946 أصبح عبد الله اليافي وزيراً للعدل، ثم وزيراً للزراعة في السنة التالية، ثم وزيراً للعدل والماليّة فوزيراً للزراعة في عام 1950م.

كانت الأحوال في لبنان منذ سنة 1937م قد جعلت إسناد منصب رئيس الوزراء إلى رئيس مسلم سني تقليداً متبعاً، ومنذ قبول خير الدين الأحدب هذا المنصب أصبح من نصيب المسلمين السنيين، وعلى إثر إستقالة الأحدب خلفه في الرئاسة الأمير خالد شهاب، من شهابيي حاصبيا المسلمين. ولما إستقال الأمير وذلك في عام 1951م وفي عهد الرئيس بشارة الخوري، ألف اليافي الوزارة محتفظاً لنفسه بحقيبة وزارة العدل، ولكنه لم يلبث أن إستقال بسبب سياسته الزراعيّة التي شملت تحريم زراعة حشيش الكيف.

وعهدت رئاسة الوزارة إلى عبد الله اليافي للمرة الثانية في سنة 1951ـ1952م، ثم تولى اليافي هذا المنصب في سنة 1953م ومرة أخرى في سنة 1956م، وفي عهد هذه الوزارة وقع العدوان الثلاثي على مصر، وكان رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة في ذلك الوقت كميل شمعون. وقد حث عبد الله اليافي، وأيده في ذلك وزير الدولة صائب سلام، على قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع بريطانيا وفرنسا إستنكاراً لإشتراكهما في العدوان، وأسوة بما فعله معظم الدول العربيّة، ولكن الرئيس شمعون رفض النزول عند رغبة الياقي وسلام، فاستقالا من منصبيهما، وكلّف شمعون سامي الصلح بتأليف الحكومة.

وإبتعد عبد الله اليافي عن المسرح السياسي بعد إستقالته وأصدر جريدة (العلم) ولكنه عاد فتولى رئاسة الحكومة في التاسع من شهر نيسان عام 1966م خلفاً لرشيد كرامي الذي خلفه في السنة التالية، ثم ألّف وزارته الأخيرة في سنة 1968م، ولم يعد إلى السياسة بعد أن تقدمت به السن، وتُوفّي عبد الله اليافي عن 85 عاماً.