أنواديبو

    أنواديبو  

كانت تسمى في عهد الإدارة الإستعمارية الفرنسية بورت أتين، وتتمثل هذه المدينة في ميناء هام يقع في أقصى الجهة الشمالية الغربية في الرأس البيضاء، ويشرف هذا الميناء على خليج السلوقي ويبعد من انواكشوط العاصمة بنحو 280 كلم.

أنشأ هذا الميناء عام 1905، ويمتاز بالهدوء لعدم وجود عواصف بحرية، وتعد هذه المنطقة البحرية من المناطق الغنية بالأسماك،. وساعد على نمو المدينة اكتشاف منابع للمياه العذبة على بعد 85 كلم، وتم توسيع الميناء ببناء مرفأ لشحن المعادن المستخرجة من المناجم المحيطة ومناجم أزويرات وأكجرجيت على مسافة 10 كلم جنوبي الميناء، ويبلغ عمق هذا المرفأ 15 مترا، ومد عليه رصيف طوله 245 مترا وعرضه 19 مترا وعمق قاعدته تحت الماء 13.5 مترا.

شهدت مدينة أنواديبو نموا حضريا سريعا حيث تتكون الغالبية السكانية للمدينة من عمال المشروع الصناعي لاستخراج الحديد، وعمال مشروعات الصيد والصيادين التقليديين. وتتكون هذه الطبقة العمالية الجديدة من المهاجرين البدو الذين تركوا مهنة الرعي بسبب الجفاف والتحقوا كعمال بأجر في الشركات الصناعية والسمكية بالمدينة. وتكون كذلك مع بعض الفلاحين المعدمين الجنوبيين الذين هاجروا إلى المدينة بحثا وراء العمل المستقر الذي يحقق أجرا مجزيا نسبيا.

وترتب على دخول هؤلاء البدو والفلاحين حياة الحضر حدوث تغيرات أساسية في حياتهم الاجتماعية التقليدية، وتتمثل أهم هذه التغيرات في ضعف الحقوق والالتزامات القبلية بين أعضاء القبيلة الواحدة، فقد فقدت العلاقات القبلية فاعليتها القديمة في المجتمع الجديد. وساعد وجود فنيين أوروبيين في الشركات الصناعية والسمكية، وما يحملون من أنماط ثقافية عصرية، على تنشيط عمليات انتشار بعض العناصر الثقافية العصرية للعمال الموريتانيين، ويمكن ملاحظة تلك الأنماط السلوكية الجديدة عند الطبقة العمالية في مدينتي ازويرات وأكجوجيت، إذ تتكون هذه الطبقة كذلك من البدو والفلاحين المهاجرين.