لم يقل ادونيس في محاضرته التي ألقاها في مسرح المدينة في بيروت عشية 31/10/2003 بعنوان <<بيروت اليوم، اهي مدينة حقا؟ ام انها مجرد اسم تاريخي، ما سبق أن قاله بدر شاكر السيّاب في قصيدة <<المسيح بعد الصلب>>: <<تبارك الرب/ هذا مخاض المدينة>>. او ما يشبهه، متلمساً ولادات جديدة وصعبة في هذه المدينة الدهرية التي تولد بالفعل ولادات تاريخية، وتتسمى بأسماء متغيرة على توالي الادهر والحقب، فسماها باسم واحد وصمها به، ولم يذكر جميع اسمائها (وفيها اسماء حسنى)، ورسم لها صورة وحيدة هي الاكثر قبحا وبشاعة بين صورها الكثيرة، بل الاكثر عدائية نحو هذه المدينة، حتى لكأني به هفّتها وهزأها بل أعدمها بدم بارد، وقال فيها مقالة السائح المشمئز والمستشرق القديم، فمما قاله في فضائها الهندسي انه <<لا يصدر عن رؤية هندسية مدينية جمالية، وإنما يصدر عن نزوات فردية تتطابق مع مصالح معينة تجارية اقتصادية او طائفية اجتماعية، وينتج عن ذلك فضاء هندسي ملوّث وملوِّث، اضافة الى عشوائيته، ولا يكون مثل هذا العمران إلا نوعا من سرقة الفضاء او اغتصابه، نوعا من العنف ضد الارض، نوعا من اغتيال الأرض واغتيال الفضاء... كأن العمارات تضاريس مصطفة مشكوكة في تضاريس الطبيعة كمثل اظفار ومخالب تنهش كبد الأرض... بيروت اليوم مجموعة احياء كمثل صناديق بطبقات مظلمة ومغلقة... وسكان هذه الاحياء الصناديق ليسوا إلا اشتاتاً... فبيروت مشهد لا مدينة>>.

ومما قاله في ثقافتها انها <<تعكس أغلال الثقافة الوطنية في اللاوطنية، واللامدنية واللامدينية في آن... فثقافة بيروت كهندستها: الدين هو الاساس الاول لها وهي نوع من الاستزلاف لكثرة ما تنطوي عليه من الرياء والزخرفية والتبجح... فليس في الثقافة اللبنانية حوار حقيقي بين اطرافها. هناك ضوضاء كلامية: مدح او هجاء>>.

فضاء بيروت مكان مقدّس بوصفه متحدات طائفية... تراكمات، وفي هذا ما يولد الشعور عند كل طائفة بأنها تعيش في بيروت ما يشبه برميلاً مثقوباً>>.

وإذا نظرنا إليها بوصفها كلاً، فسوف نرى انها قد تكون بين اسوأ المدن في العالم العربي>> هي <<مكان تجارة لا مكان حضارة>> وسكانها يعيشون في صراع نبوءات آخرة ودنيا. إن بيروت جماعات دينية، <<جردوا بيروت من اثر الغرب فيها فلن يبقى فيها إلا شيئان: الكنيسة والجامع>> و<<سكانها لا يعيشون بعضهم مع بعض متساوين، واجبات وحقوقا، وإنما يعيشون متنابذين وكل يحاول ان يكون السيّد>> ثم إن بيروت <<مأوى>> كل يتمسك بمأواه مدافعا عنه لا عن المدينة بوصفها كلاً، يمارسون طوعا او كرها التنابذ والتضاد والثبات والسُبات، كل في مأواه>> فهي <<شبيهة بجسد يقاتل بعضه بعضا ويلتهم بعضه بعضا>>.

ونقرأ في هذه الخريطة ان بيروت، اعني هذا المشرق الذي اشرت إليه، فقر في كل شيء وفقر الى كل شيء: ... اذهب، انطفئ، مت لكي احل محلك في السياسة في الدين في المال في الفن في الشعر والأدب... إنها مدينة تبسيطية ساذجة ومضحكة. إنها سياسة الموت في عالم يبدو كأنه مؤسس على إبادة بعضه بعضا... هكذا تصوّر بيروت وتعاش كأنها مدينة من القش تشتعل بمجرد ان تلامسها شرارة الكلمة... ومثل هذا النظام (السياسي) يحكم مدينة ميتة، وبشراً موتى وهو نفسه ليس إلا قناعآً من اقنعة الموت>>.

ونقل كلام ادونيس بحرفيته، ضروري في مجال الحوار معه، فبيروت كما يرى إليها اليوم، تسرق الفضاء هندسيا، وسكانها اشتات ولكن معلبون في صناديق، وثقافتهم دين وطوائف، رياء وزخرفة وتبجح، ولا حوار بينهم بل ضوضاء كلامية، وهي الاسوأ في مدى عربي اسوأ منها ومدى مشرقي هو الاسوأ بإطلاق، وبيروت مأوى، ويعيش في المأوى أناس يكره بعضهم بعضا او يلتهم بعضهم بعضا... وبيروت مدينة موتى... وانتهت الحكاية.

مدينة باء

هل هذه الفقرة تلخص افكار ادونيس وكلامه بأمانة؟

نسأل أنفسنا ونجيب: نعم. بيروت مدينة الافتراس والموت والهشاشة والفراغ الاجوف الكبير. وهي مقالة ادونيس التي تظهر مغمسة بدم اسود، لسائح يجوب مدينة يكرهها في بلاد يكرهها، ولمستشرق قديم، فحتى <<جب>> لم يقل في مصر ما قاله ادونيس في <<بيروت>>، وحتى بلفور وكريمر وكيسنغر لم يقولوا في الشرق ما قاله ادونيس في بيروت (الشرق)، وهو عمى اسود خالص تجب علينا مناقشته، بل مساءلته وكشفه. فغراب الهزيمة اشد إيلاماً وبشاعة من الهزيمة نفسها... فكيف لو كان ثمة انتصار ما، بيّن؟ وملاحظتي الاولى هي ان ادونيس لم يذكر لبيروت سوى اسم واحد هو البشاعة او الموت او الهشاشة... في حين ان لبيروت اسماءً كثيرة وكلها لها وهي صحيحة... فهي <<مفرد لصيغة جمع>>، وبالاتكاء على ادونيس نفسه . قديما كانت تسمى <<أم الشرائع>> وسماها نزار قباني (ست الدنيا) ولا نحب هذه التسمية وخلال الحرب الاهلية كانت مدينة المتاريس والخنادق والذبح على الهوية، ثم انتهت لكي تصبح، مدينة التحرر (من اسرائيل) وهي اول اسماء الحرية...

فأول اسم ينساه ادونيس لبيروت، بل يطمسه، هو اسم الحرية. وبيروت هذه، رمز، بل جوهر، يغوص في الخرائب والدماء، بل هو يهندس خرائبها الجميلة، وجدرانها المرقشة، ومداخلها وضواحيها، ويمد بخارطتها الى الجنوب والشمال، ويطير بها الى الكرة الأرضية بكاملها. وهو اسم فوق فوضى هندساتها، وظلمات أحيائها وزواريبها، وفوق عشوائية العمران، وصناديق الاحياء وشتات السكان والأديان والملل والنحل والمذاهب. فكيف كيف ينسى ادونيس وجه بيروت الوضيء المتحرر وهو آخر وجوهها وأعمق وجوهها؟ بل هو آخر اسمائها؟

... وأدونيس، في ما اعطاه لبيروت من اسم هو <<القتل>> او <<الموت>> او <<البشاعة>>، لا يخرج عن سنته في الكتابة الشعرية او النقدية... حتى لأخالني اقرأ في محاضرته، فصلا جديدا يضاف لفصول <<الكتاب>>، وهو اسم ثلاثيته الشعرية المعروفة... بل تصورت اني اقرأ في اوصاف بيروت، استعادة نثرية مغلفة بمنطق سرعان ما نكتشف غرضه بل سمه، للمدينة التي سماها ادونيس في الكتاب II، المدينة <<ب>>، وهي احدى مدن الابجدية العربية التي سماها الشاعر بأسماء الاحرف، من الألف حتى الياء، وهي جميعا من دون استثناء ولو بكلمة واحدة او جملة واحدة، او مدينة واحدة، مدن الخراب والدم والطغيان والمرض والقذارة والخرافة والموت والطغيان. ونحن نفهم من هذه المدن، مدن الحضارة العربية من ألفها ليائها، من اصولها لنهاياتها... من مكة الاولى لمكة الاخيرة، ومن بغداد الاولى لبغداد الاخيرة، ومن دمشق الاولى لدمشق الاخيرة، ومن بيروت الاولى لبيروت الاخيرة... وهي جميعا، في نظر الشاعر، مدن القهر والخرافة والانحطاط... لقد بحثت، جاداً وصادقاً، عن زغب للضوء او بصيص أمل، في مدن الابجدية العربية كما صورها ادونيس، فلم اجد... حتى ليكاد الرجل يكون عرقيا ضد نفسه ومازوشيا لآخر الحدود. يقول في <<المدينة باء>>:

مكتبة في المدينة باء، لا يرى الداخل إليها غير محابر لا حبر فيها وغير اقلام لا تكتب... قتل الأب في المدينة باء ظاهرة عامة، لكن معظم الابناء ينتحرون فيما يحاولون قتل آبائهم... المهم في الشعر بالنسبة لمدينة باء هو رؤية اسنانه، خصوصا الانياب... في المدينة باء، ينزل المطر من غيم كمثل غشاء البكارة، في المدينة باء يغش العضو العضو، عجبا، كل جميل في هذه المدينة يموت لحظة الولادة والقتل فيها نشيد لا تتسع لغيره حنجرة الريح>>، كل في المدينة باء يحاول ان يتشبّه بالحجر، لكي يقدر ان يتسع كمثله لحضور الموت... لا تحب هذه المدينة الشعر إلا بشرط واحد: ان يحمل مطرقة ويدور في الشوارع... اقول لك ايتها المدينة باء ليس جسدك إلا بذرة ترمى في تربة جسد آخر... مدينة يسوسها الغبار بغلمانه؟؟.. تتسلل إليها اشباح من عالم آخر>>.

ولا تختلف مدينة باء في كتاب ادونيس عن مدينة ألف ومدينة جيم ومدينة دال وسائر مدن الابجدية العربية. فهو يقول في مدينة ألف: <<تتسع مدينة ألف لكل شيء إلا لذلك العضو الصغير الجميل: القلب>>، <<النهار في مدينة ألف قيد موصول بقيد آخر، لا تنظر إلا في مرآة الموت (وفي رواية ثانية مرآة الموتى) هكذا تعيش الحرية والحقيقة والحب والنور، وراء حجاب وحين تظهر بين فترة واخرى، تظهر إما مضرجة بالدم او مغمورة بالخجل>>... <<أما الليل فهول لا يوصف>>... <<هل تعرف كيف ترتفع جدران الدم؟ انت في المدينة ألف لا تتخيلها بل تصطدم بها>>.

أما مدينة دال، وهي تشبه مدينة ألف ومدينة باء (كما يشير الشاعر) فآخر اوصافها هي التالية: <<ما اقوى نظام المدينة دال، وما اقوى أمنها: واقوى واكمل ما فيهما، الأرامل والكلاب: الأرامل لتزيين الشوارع والكلاب للحراسة>>.

مدينة المدن المظلمة

... وهكذا، تعال نطبق نصوص ادونيس المذكورة في الكتاب II وسواها ايضا، على اوصاف بيروت من خلال محاضرته، فسنجد، ويا للمفارقة، ان الرجل، منسجما مع نفسه ونصه، اسقط جميع اوصافه المسبقة للمدن العربية (قديمها وحديثها ودونما استثناء) اي للمدينة العربية والحضارة العربية على بيروت. فهو اذن، كتب عن بيروت، من تصوراته المسبقة، اكثر مما كتب عنها من واقعها المركب، ولحظتها النورانية المنبلجة من سدف الظلام القريب.

والشاعر، المحاضر، اذ يبدأ محاضرته بلهو قليل مع اللغة (كما يقول) فيعيد اصل كلمة المدينة، او يعود بها الى ما ذكره صاحب لسان العرب، من انها الأمة او المرأة المملوكة... والنسبة إليها <<مديني>> اي <<مملوك>>... ما خلا النسبة للمدينة المنورة، فهي <<مدني>>... فهو لا يمشي بالشوط الى منتهاه، بل يعرّج الى نتف ثقافية غربية في اصل المدن، مستشهداً بميشيل سير Michel Serres في كتابه <<اصول الهندسة: الصادر في باريس العام 1993 "Les origines de la g? ometrie"... ورؤيته لأصلين افتراضيين لأصل روما: الاول انها أسست على رأس ريموس الذي قتله اخوه رمولوس في العام 753 ق.م. (اي روما الوثنية) والثاني انها قامت على رؤية انبعاثية دينية هي رؤية القديس اغسطينوس وروما هنا هي <<مدينة الله>>.

يذكر ادونيس ذلك عن مدينة غربية هي روما... ولا يذكر شيئا عن تطور المدينة، وأصلها في الغرب، ويقارن ذلك بمعنى المدينة وتطورها في الشرق العربي والاسلامي خاصة منها بيروت.

فالابحاث الغربية، بأبحاثها الاستشراقية القديمة المغرضة، كانت تعتبر المدينة Civis معطى غربيا بامتياز، في التاريخين القديم والحديث معاً. وهندستها في العصور الوثنية كانت تقوم على ساحة في الوسط تسمى آغورا Agora، حولها قصر الحاكم والهيئات المدينية الحاكمة، ومن بعدها الاسواق فالأسوار. الى جانب قصر الحاكم يوجد المعبد الوثني. وفي المسيحية بقيت الهندسة هذه على حالها، واستبدل المعبد الوثني بالكنيسة. وقد عميت انظار الباحثين الغربيين عن المدينة العربية والاسلامية القديمة، فقالوا ان المدينة ابتكار غربي قديم في اصله. لقد تناسوا عمداً، كتب الخطط العربية والاسلامية، وهندسة المدينة الاسلامية كما خطط لها المهندسون والفاتحون والحكام العرب، من الكوفة الى الفسطاط، ومن بغداد الى سمرقند وقرطبة وغرناطة. وان الجامع هنا حل محل الكنيسة هناك، وان الحضارات تتشابه. كما نفى الباحثون الغربيون وجود مدينة عربية وإسلامية في العصور الحديثة ايضا، وقصروها على الغرب... وذلك باعتبار <<الشرق>> خارج المدى الحيوي للحداثة وتطوراتها. لقد شعر بعض الشعراء والرائين الغربيين من امثال بودلير ومالارميه ورمبو باكراً بالتغيير اللاصق بالمجموعات البشرية من جراء دخولها في حداثة العصور الحديثة فرسموا علامات العزلة والتغرّب وزعزعة القيم الزراعية القديمة والمنظومات الاجتماعية، كما فعل بودلير في قصيدته النثرية <<افول الهالة>> وعنى بها زوال الهالات القديمة التي كانت المجتمعات ترسمها حول الشعر والدين والاخلاق والفروسية لتحل محلها علامات جديدة استهلاكية وغفلة... لكن الامر لم يكن كله هجائيا للمدن، بل جاء من يبتهج بها على علاتها ويقبل بها كجزء ضروري وجميل، وإن معقدا، من حياة متطورة فيبتهج الشاعر الانكليزي <<لوجايين>> بلندن ويكتب: <<لندن، لندن، يا بهجة قلوبنا>>. وينشأ سجال حيوي رائع بين فريقين حول تحولات المدينة وأنظمتها الهندسية والمعمارية وأنماط سلوكها وحياتها وفنونها، فثمة اتجاه ما سماه فيلسوف الحداثة وما بعدها، فوكو، بالتدميرية Destruction او العدمية Nihilisme، في مواجهة الاتجاه الفرنسي المحافظ الذي يسميه الفرنسيون <<نمط الردة للخلف>> La modo Retro.

ما هي مدينته؟

وللمزيد من التوغل في تطورات المدينة في الغرب والغرب الاميركي، وما رافق هذا التطور من فكر وفن وهندسة ظاهرة في الشوارع والابنية، يكفي ذكر أنموذجين معماريين احدهما في فرنسا وهو شارع الشانزليزيه في باريس والآخر في لوس انجلوس في الولايات المتحدة الاميركية هو فندق <<بون آفنتور>> Bon avanture الذي صممه وانشأه المهندس المابعد حداثوي <<جون بورتمان>>... ويصف لو كوربوسيير وهو من اهم معماريي الحداثة الاوروبية حكاية عن خروجه ذات مساء مقمر في باريس ليقوم بنزهة على الاقدام في الشانزليزيه، حاملا في خاطره ذاكرة هذا الشارع القديمة، في عصر العربات التي تجرها الخيول، والمتنزهين الحالمين تحت ضوء القمر ويصف صدمته من غياب كل شيء، وحلول السيارات المنطلقة كالأسهم محل العربات، والعابرين بحذر وخوف، بدلا من المتنزهين الحالمين، أما فندق بون افنتور في لوس انجلس فمثال على عمارة ما بعد الحداثة، على يد فينتوري وتشارلز مور وفرانك جيري وسواهم... حيث محور العمارة ما سمي <<الإفراط الفراغي>> حيث عناصر التآلف والتنافر معاً وعبقرية الفراغ المحيّر المتمثل في البهو الرئيسي والممرات وعزلة الفندق عن الخارج والانقطاع عن العالم... الخ.

ما نريد ان نقوله في هذه المقارنة الثقافية، هو ان مقال ادونيس في وصف المعمار الجديد للمدينة <<بيروت>>، لم يكن مؤسساً على دراسة ثقافية وهندسية عميقة تمتد من قاع المدينة الى اطرافها، ومن الابنية والمساجد والكنائس التي اعيد ترميمها، ورسمت هندستها الجديدة على الأسس الهندسية القديمة، للدلالة المدنية على استمرار الثقافة المتنوعة الدينية والمدنية لهذه المدينة... وإن اصاب في وصف عشوائية بعض البناء والترميم في القلب والضواحي، ما ينفي وجود خطة هندسية حديثة للمدينة. لكن الحفاظ على القديم وترميمه ذو دلالة ثقافية ايضا.

أما انقضاضه على الدين والطوائف باعتبارها سببا لكل هشاشة سياسية وفكرية واجتماعية، وانه، كما قال <<لو جردوا بيروت من اثر الغرب فيها فلن يبقى فيها إلا شيئان: الكنيسة والجامع>>، ففيه الكثير من النقاش، والاسئلة... أما سؤال الاسئلة المطروح على ادونيس فهو: ما هي مدينته هو؟ أية مدينة يرسم لنا في أشعاره وأفكاره؟ أهي مدينة غربية؟ ام عربية؟ حديثة وكيف؟ قديمة وكيف؟... فهو ضائع ومضيّع... وهذا كل ما في الامر.