ظهر النفوذ البريطاني في بيروت وجبل لبنان من خلال القناصل البريطانيين لا سيما في فترة الإضطرابات في جبل لبنان بين أعوام 1840-1860م، وكان النشاط البريطاني التبشيري لا يقل شأناً عن النشاط البريطاني السياسي، لهذا فقط وصلت السيدة بوين تومسون B.Thompson في شهر تشرين الأول عام 1860م على رأس الإرساليّة التبشيريّة البريطانيّة التي قامت بتأسيس مدارس إنجيليّة بريطانيّة للذكور والإناث في بيروت وعين زحلتا وبعلبك وحاصبيا وفي شملان، حيث قيل أن في هذه الأخيرة كانت معقل للعملاء السريين البريطانيين.

وفي بيروت أسست السية بوين تومسون عام 1860م المدرسة الإنجيليّة الداخليّة للبنات، كما أسست مدرسة خاصة لإعداد المعلمات للتعليم في المدارس الإبتدائيّة والثانويّة. وفي الفترة الممتدة بين أعوام 1860-1878م أصبح عدد المدارس الإنجيليّة أربع عشرة مدرسة موزعة في بيروت وسائر المناطق اللبنانيّة بما فيه مدرستان للعميان.

 المدرسة البريطانية السورية للعميان

وقد ضمت هذه المدارس 43 معلماً ومعلمة و 1674 طالباً وطالبة. واعتبرت في حينه المدرسة الإنجيليّة للبنات British Syrian School في محلة زقاق البلاط من أبرز المدارس الإنجليزيّة في بيروت.

 وكانت جميع المدارس البريطانيّة تعلّم اللغة العربيّة واللغة الإنجليزيّة وبقية العلوم، كما حصت على التعليم الديني البروتستانتي، حيث أُلحقت الكنيسة في كل مدرسة بروتستانيّة بريطانيّة.

وفي الوقت الذي أختارت الإرساليّة التبشيريّة البريطانيّة مناطق إسلاميّة لإقامة مدارس فيها مثل زقاق البلاط ورأس بيروت، فإذا بها تقيم مدارس أخرى في أحياء ومناطق مسيحيّة أو مختلطة مثل منطقة الأشرفيّة، وذلك لتوسيع نطاق عمل الإرساليّة البريطانيّة، كما أقامت الإرساليّة عام 1888م مدارس خاصة بالبنات المسلمات ودار أيتام لإيواء البنات المسلمات والدرزيات والعمل على تعليمهن ومحاولة إقناعهن بإعتناق التعاليم البروتستانيّة، وقد فشلت في تحقيق غاياتها.

والحقيقة فقد استمرت المدارس الإنجيليّة عاملة وفاعلة في بيروت والمناطق اللبنانيّة في عهد الرئيسة السيدة منتور موط  M.Mott وفي عهد الرئيسة الآنسة تايلور Taylor .

ولاقت تلك المدارس رواجاً كبيراً بعد الحرب العالمية الأولى 1914-1918م في ظل الصراع الفرنسي/البريطاني في لبنان والمنطقة . وكانت في مقدمة مدارسها المميّزة المدرسة الإنجيليّة للبنات في منطقة زقاق البلاط (ثانوية الحريري اليوم) حيث كانت تستقطب مئات من الفتيات البيروتيات ، بما فيهن الفتيات المسلمات ، وكانت اخر مديرة قديرة لهذه الثانوية مس طيل .