لبنان الشمالي

البترون تبعد مسافة 50 كلم عن بيروت وهي بلدة صغيرة ذات تاريخ عريق، لا سيما أن اسمها ورد في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتتميز البترون العتيقة بطرقاتها الضيقة ومبانيها الحجرية التي تعود إلى القرن الماضي وفيها بقايا مسرح روماني وعدد من الكنائس القديمة التي تستحق الزيارة.  ويحاذي مدينة البترون لجهة الغرب سور من الحجر الرملي الصلب، قد نحته سكان المدينة منذ ما يزيد على الألفي سنة وما بقي منه هو بطول 225 مترا وارتفاع حوالي خمسة أمتار.

بشري تبعد مسافة 126 كلم عن بيروت، وهي مسقط رأس الفيلسوف والأديب اللبناني العالمي الذائع الصيت جبران خليل جبران الذي كان كاتبا وشاعرا ورساما، وتضم بشري بالإضافة إلى بيت جبران متحفه الذي أقيم في دير صخري على مقربة من مدفنه، وفيه مجموعة كبيرة من لوحاته الفنية ومخطوطاته. وتقع بلدة بشري على ارتفاع 1400 م ومنها يتم الوصول إلى الأرز (140 كلم عن بيروت) حيث تنتشر مئات من أشجار الأرز الشهيرة، وهي ما تبقى من الغابات الكثيفة التي كانت تغطي جبل لبنان في العصور القديمة.  وقد استعمل القدماء أخشاب الأرز اللبناني لبناء البيوت والسفن. وتصل أعمار بعض أرزات بشري المشرفة من على ارتفاع 1950م إلى مئات السنين، بينها شجرتان يبلغ قطر كل واحدة منها حوالي 14م فيما يصل ارتفاعها إلى 35م.

أهدن تقع على مقربة من بلدة بشري وتبعد مسافة 124 كلم عن بيروت. وتتميز هذه القرية الجبلية بصيفها العليل ومطاعمها التي أقيمت في الهواء الطلق وتضم أيضا عددا من الكنائس القديمة والبيوت التقليدية المحيطة بطرقاتها الضيقة.

قلعة المسيلحة على مسافة 56 كلم من بيروت، وقد بناها الأمير فخر الدين الثاني عام 1624م على صخرة شاهقة تتوسط وادي نهر الجوز شرقي البترون بهدف حماية الطريق المؤدية إلى طرابلس.

السفيرة تقع قرب منتجع سير الضنية الصيفي على بعد 33 كلم إلى الشرق من طرابلس. وهي بلدة تحتوي مجموعة ضخمة من المعابد والمذابح والمزارات التي تعود إلى العصر الروماني.

عرقا تقع في منطقة عكار وتبعد 22 كلم عن مدينة طرابلس وتمتاز بتاريخهاالعريق، فقد ورد اسمها في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يشرف على بلدة عرقا تل أثري يتألف من طبقات أثرية تمثل المراحل التاريخية التي تعاقبت فيه بشكل منقطع النظير، منذ العصر الحجري الحديث، في الألف السادس قبل الميلاد حتى نهاية عصر المماليك في بدايات القرن السادس عشر.

طرابلس تبعد عن بيروت 82 كلم ويعود تاريخ تأسيس طرابلس إلى حوالي القرن التاسع قبل الميلاد وفي أيام الدولة الفارسية بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد أصبحت عاصمة الاتحاد الفينيقي، حيث كان الفينيقيون يجتمعون للتداول في شؤونهم المصيرية الخطيرة، وكان لها شأن في أيام الرومان البيزنطيين ولا سيما في أيام الأمويين عندما أصبحت مركز الأسطول الحربي العربي، وفي أيام الفاطميين عندما كانت مركزا للثقافة والمعرفة واشتهرت بمكتبة "دار العلم".  وفي أوائل القرن الثاني عشر احتلها الصليبيون حتى العام 1289 تاريخ سقوطها في يد المماليك. واستمرت تحت حكمهم حتى أوائل القرن السادس عشر عندما دخلت فلك الدولة العثمانية وأصبحت جزءا من دولة لبنان الكبير غداة الحرب العالمية الأولى.  وتعتبر طرابلس بمثابة متحف حي، إذ إنها تحتوي على أكثر من 100 معلم أثري وتاريخي من جميع العصور التي مرت بها لا سيما العصر المملوكي، ومن أبرز تلك المعالم القلعة الشهيرة باسم "قلعة صنجيل" التي تعود في أصلها إلى العصر الصليبي وفي شكلها الحاضر إلى أوائل القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى عدد كبير من الجوامع والمدارس والحمامات والخانات التي يضم بعضها عددا من العناصر البنائية العائدة إلى العصور السابقة.

وادي قاديشا على مقربة من بلدة بشري، وهو واد عميق تكثر فيه الينابيع وأشجار الفاكهة والكنائس الكهفية. ويتوزع على جوانب الوادي عدد من البلدات التي تحفل كل واحدة منها بتاريخ عريق وعلى الطريق القديمة بين الأرز وبشري تقع مغارة قاديشا المزدانة بالطوابق والنوازل الكلسية التي تتدفق منها المياه التي تشكل نهر قاديشا الذي يتحول في طرابلس إلى نهر "أبو علي". ويحفل هذا الوادي بعدد من الأديرة المشيدة داخل الملاجئ الصخرية والمزينة بالرسوم الجدرانية العائدة إلى القرون الوسطى، ومن أهمها دير قنوبين الذي أصبح في القرن الخامس عشر الميلادي مقرا لبطارقة الموارنة، قبل أن ينتقل مقرهم الصيفي إلى بلدة الديمان المجاورة ومقرهم الشتوي إلى بلدة بكركي في جبل لبنان.

دوما (37 كلم من البترون) تشرف بلدة دوما، ببيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر على وادي كفر حلوا الخصب وينتصب في وسط البلدة ناووس من القرن الرابع للميلاد.

راشانا تقع بلدة راشانا (8 كلم من البترون) على الطريق التي تصل البترون بسمار جبيل. وهي بلدة جميلة أقام فيها الإخوة "بصبوص" وهم من النحاتين اللبنانيين المشهورين محترفاتهم ومعارض أعمالهم. وترتفع منحوتات البصابصة على جانبي الطريق التي تخترق البلدة بشكل جعل منها متحفا في الهواء الطلق.

شكا تحظى بلدة شكا (15 كلم من البترون) بمنظر طبيعي فريد يتمثل برأس الشقعة الذي أطلق عليه الأقدمون اسم "وجه الله" وحوله المسيحيون القدماء إلى "وجه الحجر". وينتشر على هذه الهضبة الصخرية عدد من القرى التي ما زالت تحتفظ ببعض بناها القديمة.

حصرون على شفير جرف صخري يشرف على وادي قاديشا تقع بلدة حصرون (6 كلم عن بشري)، وهي واحدة من البلدات التي حافظت على نمط العمارة التقليدية اللبنانية ذات البيوت الحجرية المسقوفة بالقرميد الأحمر، وما تزال تعمر بالبساتين الغناء والكنائس القديمة.

القرنة السوداء إنها سقف لبنان وأعلى قمة فيه، إذ يصل ارتفاعها إلى 3087 م ومنها يمتد النظر إلى البحر غربا وإلى البقاع وسلسلة الجبال الشرقية شرقا. وتقع على مسافة 12 كلم من بشري.

القموعة تشكل منطقة القموعة (153 كلم من بيروت) جنة من الوعر والأنهر والصنوبر، ويزداد جمالها في أيام الشتاء عندما تغطي الثلوج سفوحها وقممها. يقصدها عشاق المشي والتنزه والتصوير.