يفسر السعودي محمد سالم الغامدي، سر حرصه على تربية ذئب في منزله وتعويد أبنائه على وجوده معهم قائلا: «إن كثيرا من الهوايات تحمل في حقيقتها خطراً من نوع ما.. وقناعتي أنه يمكن التعايش مع الخطر».

يحرص الغامدي على أن يترك أبناءه معه في قفص الذئب عندما يقدم له الطعام، شارحا لهم أنه ليس بالخطورة التي يتوقعونها، وأن 4 أشهر من وجوده داخل منزله كافية لتعوده على أفراد الأسرة!. ويقول «لا أنكر خطورة الذئب، ولكن الأمر بالنسبة لي عادي فهذه الحيوانات تتوحش بقدر ما ندفعها إلى ذلك، أما إذا كنت لطيفاً معها فمع مرور الوقت ستأنس بك وستكون أيضاً لطيفة معك كما ستكون وفيةً أيضاً».

وعن قصة استئناس الذئب يقول الغامدي «صادف أن كنت في جولة في بعض المناطق الجبلية الوعرة المحيطة بقريتنا وكان بحوزتي بندقية صيد هوائية، وعندما لمحت الذئب كان وقتها جرواً صغيراً، أطلقت عليه رصاصة هوائية فأصابت قدمه، وتعثر في مشيته، مما مكنني من اللحاق به، ثم الإمساك به من دون أن يؤذيني». ويضيف الغامدي «يتداول أهل القرى المحيطة بقرية الغامدي قصصا عن أشخاص حاولوا نفس محاولتي في استئناس ذئاب، لكنها باءت بالفشل. في أحدى المرات اصطاد أحدهم ذئباً، وبعد أن وضعه في قفص خاص، استطاع الذئب تحت جنح ظلام الليل من حفر نفق تمكن من خلاله من الهرب. ولم يكتف بالهروب فقط، بل انتقم بطريقته الخاصة، واعتدى على أغنام أهل القرية، مما جعل الشخص الذي أحضره يدفع ثمنها نقداً». وتحول منزل الغامدي إلى مزار لمن يريدون رؤية الذئب عن قرب، فقد ترك لهم الباب مفتوحاً ليتمكنوا من مشاهدته في أي وقت يريدون مشاهدته. كما أنه لم يضع قفلاً على باب القفص، وبرر الغامدي ذلك بالقول إن الذئب سيهاجم من يفتح له الباب أولاً.

ومن القصص التي يرددها لزائريه أن تربية الذئب داخل المنزل يجب أن تتسم بالحذر، فهو كما يقول من أسرع الحيوانات نباهة، ففي أحدى المرات تمكن أحد معارفه من تربية اثنين من الذئاب وتركهما مع الغنم التي كان يملكها فترة طويلة حتى اعتادا على الغنم، وفي إحدى المرات بينما كان غائبا عن المنزل هاجما الغنم.

ومحاولة استئناس ذئب ليست الأولى للمواطن محمد الغامدي في التعامل مع حيوانات مفترسة، فقد نجح في ترويض ثعبان الكوبرا وتربيته في المنزل وتعويد أبنائه على وجوده بينهم، فقد كان يضع على فمه شريطا لاصقا ويتركه يتجول في المنزل من دون قيد أو شرط!.

وكشف الغامدي عن متابعته هذه الأيام نمراً عربياً نادراً في منطقة جبلية وعرة. وهو ينوي الإمساك به حياً ليكمل مجموعة حيواناته النادرة، التي لا تتوفر لأحد في قريته كما يقول.

لكنه أفصح عن قناعة أخرى غير الحفاظ على هذه الحيوانات النادرة من خطر الانقراض، وهي أن هذه الحيوانات وخصوصاً الذئب تمنع دخول الجن إلى البيوت. هذه الحقيقة من وجهة نظره يؤكدها كما يقول كبار السن، الذين يقولون إن الجن لا تقترب من أماكن تعيش فيها الذئاب!...