فتحت بلاد طارق بن زياد بتوجيه من والى إفريقية الأندلس بعد ذلك خاضعة للخلافة الأموية كإحدى الولايات الرئيسة، إلى أن سقطت الخلافة الأموية سنة 132هـ، واتجه العباسيون إلى استئصال الأمويين. وتمكن عبد الرحمن بن معاوية -الأندلس ليبعد عن العباسيين، فراسل الأمويين بالأندلس يوسف الفهري. فكوَّن عبد قرطبة، فتقابل مع جيش الفهري في موقعة عرفت باسم «المصارة» انتهت بهزيمة الفهري وقتله ودانت عبد الرحمن الداخل. ويعد هذا الدولة الأموية في عبد الرحمن الداخل عقبات وتحديات كثيرة من أجل توطيد الأندلس، وخاض فترة الصراع مع دولة الخلافة العباسية وذيولها وبعض الطامحين إلى الحكم. فلقد شجع العباسيون واليهم على إفريقية العلاء بن المغيث على إخضاع عبد الرحمن الداخل، فاستجاب العلاء وعبر البحر إلى عبد الرحمن الداخل. وإلى جانب ذلك اشترك بعض العرب الساخطين على الداخل في مؤامرة دنيئة مع الزعيم النصراني شارلمان ضد سرقسطة قاموا بمواجهة هؤلاء العرب الخائنين فباءت مؤامرتهم بالفشل، ولصمود الأمير الأموي صقر قريش».

واستقر الأمر في الدولة الأموية حتى عام 422هـ مرت خلالها الدولة بفترات قوة وضعف، وفيما يلي قائمة بأسماء حكام هذه الدولة:

عبد الرحمن الداخل 138هـ .

عبد الرحمن 172هـ .

هشام 180هـ .

هشام 206هـ .

عبد الرحمن 238هـ .

محمد 273هـ .

محمد 275هـ .

ظهرت بعض الإقطاعات القوية في هذه الفترة كإقطاعية بنى حجاج بعبد الرحمن الناصر إلى الطاعة.

محمد 350هـ .

عبد الرحمن 366هـ .

الحكم 366- 399هـ .

وفي عهد المنصور بن أبى عامر إلى أن سقطت الخلافة الأموية عام 422هـ ، وبدأ عهد عبد الرحمن الداخل دور حضاري كبير في فترة حكمه بقرطبة، وأحاطها بسور ضخم، وحفر قناة تمدها بالماء العذب، وشيد بها المباني الضخمة والحمامات، وأكثر من البساتين على ضفة الوادي الكبير، وابتنى بظاهرها قصرًا كبيرًا أسماه «الرصافة»، وكان هذا القصر شرقي المظهر، فقد حفلت حديقته بالنبات الشرقي. ومن منشآت جامع قرطبة الذي لا يزال ينطق حتى الآن بالعظمة والجلال، وقد أنفق عليه نفقات كثيرة كما فعل أجداده وهم يشيدون المسجد الأموي في دمشق. واهتم الزراعة، فشق الترع وأنشأ الطرق، كما اهتم بالشئون العلمية، فبنى المدارس في عواصم عبد الرحمن الداخل، وولى الحكم بعده ابنه تاريخ الأندلس ومدنها يسألون الناس عن أحوالهم وسيرة عماله فيهم، فإذا انتهى إليه أن أحدهم أسرف على الرعية حل عليه سخطه وعزله عن عمله. وحرص عبد الرحمن على نشر اللغة العربية والعناية بها والتي أصبحت لغة التدريس في كل مدارس الأندلس وخاصة خلال فترة حكم عبد الله بن الناصر) الذي حكم من عام 300هـ- 350هـ ، فأثبت أنه أكفأ الحكام، وأحرز نجاحًا تامًا في ميدان السياسة والحضارة. وكانت الأندلس شملت عدة اتجاهات، وحوت أكثر ألوان المعرفة أو كلها، ويقسمها بعض المؤرخين إلى قسمين: حضارة فكرية وحضارة عمرانية.

ففي مجال الفكر والعلوم الشرعية انتشر المذهب المالكي في هشام بن الأندلس المشهورين: ابن حزم الأندلسي، والإمام أبو القاسم الشاطبىّ، المنذر بن سعيد البلوطي الذي كانت له مواقف رائعة مع الأندلس نهضة كبرى في مجال العلوم العقلية والعملية والطبيعية من فلك والأندلس: أول محاولة للطيران في الطب والأدب والفن فقد برز في علوم الأندلس، وقد طبقت شهرتهم الآفاق ومن هؤلاء:

ابن مالك صاحب الألفية المشهورة في علم النحو والصرف، الأندلس، بل إن مظاهر الحضارة العمرانية أبرز من مظاهر الحضارة العلمية، وتمثلت أروع مظاهر العمران في الأبنية الضخمة من مساجد ومدن وقصور تدل على تميز الأندلس الزهراء التي بناها طليطلة والمأمون، وقصر الجعفرية في الزهراء في قصيدة طويلة.

وفي عام 366هـتولى حكم هشام الثاني بن الأندلس، فلقد سيطر على الحكم في عهده الأندلس وبدأ عبد الرحمن الداخل من الشمال الإفريقي إلى عبد الرحمن الداخل على يوسف الفهري الوالي العباسي في موقعة «المصارة» واستطاع دخول للأندلس.

في العام 142هـ حاول عبد الرحمن الفهري استرداد نفوذه بقرطبة، فسار إليه عبد الرحمن الداخل، وقام بالثورة، وبعد معارك ضارية استطاع الانتصار عليه، وقتل العلاء بن مغيث، ولم يحاول بعدها العباسيون التدخل في شئون عبد الرحمن الداخل، إذ تآمر حاكم سرقسطة قاموا بثورة ضد الحاكم الخائن وحليفه النصراني، وباءت المؤامرة بالفشل.

في العام 172 هـ توفي هشام بن هشام وأخيه سليمان، وقد أخذ سليمان لنفسه البيعة في هشام ونفي إلى المغرب.

في العام 181 هـ حدثت ثورة أهل الحكم بن عبد الرحمن، ولكنه تمكن من إخمادها عن طريق الحيلة، واستطاع القضاء على الثوار.

في العام 206 هـ توفي هشام، وخلفه ابنه عبد الرحمن الأوسط، وفي عهده استتب الأمن، وساد النظام، فانصرف إلى العلم والبناء، والاهتمام بشئون الدولة، واعتنق الإسلام في أيامه عدد كبير من النصارى الأسبان.

في العام 228 هـ أغار الفرنجة على إشبيلية، وهزموا المسلمين عدة مرات، وأرسل إشبيلية، قاتلت الفرنجة الذين تراجعوا حتى قهروا.

في العام 238 هـ توفي محمد الأول، وحدثت في عهده عدة ثورات في شمالي طليطلة، فأرسل إليها حملات أحرزت النصر.

في العام 300 هـ ولى حكم عبد الرحمن بن عبد الله عبد الرحمن الأندلس بعد أن رأى استبداد الأتراك بالخلافة العباسية.

في العام 322 هـ عبد الرحمن الناصر مدينة سالم، وتقع شمال شرقي مدريد، كما بنى مدينة «عبد الرحمن الناصر بعد أن وطد أركان البلاد، وخلفه ابنه المستنصر بالله، وكانت أيامه هادئة، والبلاد مستقرة على أسس ثابتة ازدهرت فيها العلوم ونعمت بالعمران.

في العام 350 هـ تعرضت سواحل بحر الغرب، المحيط الأطلسي، بالحكم المستنصر بالله بن هشام بن المنصور بن أبى عامر قد سيطر على الحكم في عهده وأسس الدولة العامرية، ثم استمرت فترة الفتنة من (399 - 422هـ) حتى سقط الأمويون وخلافتهم، وبدأ عصر دولة المرابطين.