جـزيرة فيلكـا          

جزيرة فيلكا هي إحدى الجزر المحيطة بالكويت. وهي جزيرة قديمة آهلة بالسكان. تبعد عن الكويت بنحو ثلاثين كيلومترا، طولها 12 كم وعرضها ستة كم.

بحكم موقعها الجغرافي كانت تتمتع في عهد الإسكندر الأكبر بمركز هام، ولذا فقد اتخذها قاعدة لجنوده.

وفي عام 1937، وبينما كان بعض العمال يشيدون قصرا لأحد أمراء الكويت، وجدوا حجرا قديما، منقوشا عليه بعض الكتابات، فأرسل المسؤولون الرموز المنقوشة إلى المتحف البريطاني في لندن لدراستها. وتبين أن الرموز المنقوشة هي كتابات يونانية تعود إلى العصر الهيليني ما بين القرن الرابع والقرن الأول ق. م. وكان اكتشاف هذا الحجر سببا في استدعاء الحكومة الكويتية البعثة الدانمركية التي بدأت التنقيب عام 1958.

بنتيجة التنقيب وجدت قطع فخارية يعود تاريخها إلى القصر البرونزي، ( نحو 2500 ق. م.) بالإضافة إلى قطع فخارية أخرى تعود إلى العصر الهيليني ( نحو 300 ق.م.).

ووجدت قلعة مربعة الشكل، لها أربعة أبراج من الجهة الغربية، وبوابة شمالي القلعة، يحيط بها سور مزدوج مربع، وقد أحاطوه بخندق حول القلعة. ويبدو أن اليونانيين اتخذوا القلعة حصنا يرد عنهم الغزاة.

 أما حفريات عام 1959 فقد كشفت عن معبد يوناني قديم، وعدد كبير من الأختام، وبعض المنازل السكنية وكميات كبيرة من الفخار، وقطع كثيرة من النحاس.

وأهم اكتشافات حفريات عام 1960 هو حجر إيكاروس وهو اسم جزيرة فيلكا، الذي سموها به على اسم جزيرة يونانية.

كما عثر على عدد لا بأس به من الفخار والتماثيل الصغيرة، وعددا من النقود المعدنية ترجع إلى عهد الملك الإسكندر، وعلى أحد وجهي العملة صورة هرقل، وعلى الوجه الآخر صورة الإله زيوس، كما اكتشف في ذلك العام المعبد اليوناني في داخل القلعة.

وعثر على كمية من الخرز والعقيق اليماني، وكتابة مسمارية.

وكشفت حفريات فيلكا عام 61/62 عن معبد آخر، وثلاثة أفران لحرق الفخار وعدة بيوت. ومطابخ، وحمام، وكميات كبيرة من التماثيل والأختام والفخار.