نضج الأربعين وسن اليأس الأربعيني

 تبلغ عند الإنسان قمة العطاء أوجها في أربعين عمره أو ربيعه، حيث تحصل المراهقة المتأخرة بعد الأربعين كما يقول المثل: (الولد عند بلوغه والكهل عند فروغه) حيث يزداد الكهل رصانة وحصافة وعقلانية .

قال تعالى : (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) 

قال تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

(يوسف 22) .

في تفسير هذه الآية : آتيناه : أي يوسف . بلغ أشده : وهو30 سنة أو 33 سنة .

قال تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص 14) .

في تفسير هذه الآية : آتيناه : أي موسى .

بلغ أشده :  وهو30 سنة أو 33 سنة . واستوى : أي بلغ أربعين سنة .

قال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الأحقاف 15).

وهنا نتساءل هل للدول أعمار طبيعية كما الأشخاص ؟

فمن المعلوم أن مفهوم (الأربعين) قد كرس في القوانين الوضعية ودساتير الدول .

فالقانون الإيطالي قد كرس دستوريا سن المرشح لرئاسة الجمهورية وهو (أربعون سنة) كحد أدنى، كذلك بعض الجامعات في الماضي، كجامعة السوربون في باريس، التي كانت تشترط (سن الأربعين) لنيل الدكتوراه في الفلسفة والرياضيات، وكذلك المهل القانونية المحددة (بأربعين يوما) تحت طائلة إسقاط الحقوق بعد إنقضاء هذه المدة .

نقول إن عمر الشخص الواحد هو عمر الجيل ويؤيده ما وقع في حكمة التيه الذي وقع في بني إسرائيل، وقلنا إن عمر الدولة لا يعدو في الغالب ثلاثة أجيال (ولابن خلدون الشرح الوفير في هذا الموضوع). أما سن اليأس الأربعيني عند الأشخاص فله أسبابه المختلفة، منها أسباب أساسية تتعلق بالهرمونات. وحيث يكون إتقطاع الطمث عند النساء في حوالي الخمسين عاماً، لذا نقول بأن الحيز الزمني الفاصل بين الإباضة الأولى التي تحدث تحت مناخاتنا في حدود الاثني عشر عاماً، وانقطاع الطمث الناتج عن نفاد معِين البيوض المحدد في الأصل، والذي لا يتجاوز 300 – 400 منها – يكون هذا الحيز في حدود الأربعين عاما !!!

اشتراط (الأربعة) في الأحساب إنما هو في الغالب، وإلا فقد يدثر البيت من دون الأربعة ويتلاشى وينهدم. وقد يتصل أمرها إلى الخامس والسادس، إلا أنه في انحطاط وذهاب. لكن الغالب أربعة أجيال: بانٍ ومباشر له ومقلد وهادم. فقد جرت العادة على أن الأعقاب الأربعة غاية في الأنساب والحسب .

ملاحظة : فترة التزاوج عند الثديات السفلى (الدورة الاربعينية) تأتي بانتظام زمني خارق ...