تحسين خياط وتلفزيون الجديد

 أحداً لم يتعرض لمثل ما تعرض له رئيس مجلس إدارة محطة مرئية ((الجديد N.T.V)) تحسين خياط، الذي لم يسبقه أحد في لبنان في كشف المستور في سلوك رستم غزالة، في جلسات عامة وخاصة متحدثاً في أخطر المعلومات عن وثائق تدين أبو عبدو بتلقي رشاوى من بنك المدينة بواسطة رنى قليلات وشقيقها طه وسيارات بالعشرات وهدايا أخرى (كان غزالة يبيع هذه السيارات لتاجر بيروتي لديه معرض في منطقة الروشة كافأه غزالة بعد ذلك بالمجيء بشقيقه عضواً في المجلس البلدي لمدينة بيروت.. ومكافآت غزالة السياسية مشهودة حتى ان أستاذاً في إحدى الجامعات كتب له رسالة الدكتوراه وعده غزالة بتعيينه وزيراً أو نائباً أو عضواً في مجلس بلدي بعد نجاحه المشهود في الحصول على الدكتوراه في يوم خلت فيه دكاكين بيروت من ورود التهنئة التي أرسلت بالمئات إلى غزالة من المهنئين الذين تسابقوا للإشادة بعلمه وثقافته!!)

 كانت أحاديث خياط تصل بالطبع إلى غزالة وبعد دقائق من قولها أمام أي كان، وكان الأخير يرسل إلى خياط يطلب منه وقف الحديث عنه، وخياط يرفض حتى ان الأخير هدد بنشر بعض هذه الوثائق مصورة عبر شاشة المحطة المرئية أرضياً وفضائياً. هنا جن جنون رستم، فبادر بالاتصال الهاتفي عبر الخلوي بخياط مهدداً إياه بالافتعال به جنسياً وبعائلته و.. ليرد خياط بالكلام البذيء نفسه، فيسمع من غزالة تهديداً باعتقاله خلال ساعة.

 كان خياط مجتمعاً في أحد أيام شهر ك1/ديسمبر 2003 يوم سبت في الساعة الثانية بعد الظهر مع ثلاث شخصيات إحداها كبيرة ومعروفة فاجأها بحملة الشتائم هذه فتحدث معها عن غزالة وتهديده ثم انصرف بسيارته المموهة إلى منـزله ليجمع حقائبه استعداداً لسفر مقرر سابقاً فاتصل من منـزله في الدوحة بصديقه وزير الدفاع يومها محمود حمود عبر الخلوي وكان الأخير في المطار لسفر آخر طالباً منه أن يرسل إليه مرافقه العسكري دون الإفصاح عن سبب ذلك، ولم تمضِ دقائق حتى كان المئات من عناصر وضباط الجيش اللبناني قد أحاطوا بمبنى المحطة  المرئية في وطى المصيطبة ومنـزل خياط في الدوحة يبحثون عن وثائق مطلوبة نقلوا إليه انها مزورة ومنها جوازات سفر، مصطحبين خياط إلى سجن في وزارة الدفاع في زنزانة قريبة من زنزانة قائد القوات اللبنانية د. سمير جعجع معصوب العينين موثوق اليدين، وهو يعيب على المعتقلين هذا الأسلوب الذي لا يليق بالعسكرية اللبنانية الخاضعة لنفوذ ضابط أمني سوري مرتشٍ.. خاصة وانه اعتقل بأوامر منه والتهمة الجاهزة هي العمالة لإسرائيل فيصدر فيها بيان رسمي عن مديرية المخابرات في الجيش برئاسة ريمون عازار المكلف من رستم غزالة بهذا التدبير المخيف.

وقبل اعتقاله كان تحسين خياط قد اتصل برئيس الجمهورية العماد إميل لحود واضعاً إياه في صورة تهديد غزالة له متصلاً أيضاً هاتفياً بالرؤساء حسين الحسيني وسليم الحص وعمر كرامي ود. كرم كرم (وزير الصحة في حكومة الرئيس رفيق الحريري يومها).

 كان تحسين خياط على خصومة سياسية شديدة في الوقت نفسه مع الرئيس رفيق الحريري وكان عضواً غير معلن في التحالف الوطني الذي كان يضم الرؤساء الحسيني والحص وكرامي والنائبين بطرس حرب ونائلة معوض وألبير منصور قبل ان يؤلف كرامي حكومته بعد التمديد القسري لإميل لحود فيوارى التحالف الثرى سراً دون مراسم.

 لكن اول من استقبله خياط في زنزانته في الطابق الثاني تحت الارض وفي اليوم التالي أي الاحد وزير الدولة في حكومة الحريري قبل التمديد وأحد اتباع رستم غزالة عبدالرحيم مراد الذي جاء يقنع خياط بلفلفة القضية وعدم تصعيدها والتوجه معه لزيارة رستم وانهاء الموضوع فما كان من خياط الا ان انفعل في حملة شتائم ضد رستم طارداً عبدالرحيم مراد من زنزانته معنفاً اياه قائلاً ((يا عيب الشوم، يا ابو حسين ما حدا منكم عنده كرامة، كيف راضي على حالك هالدور، روح قول لمعلمك انا مش طالع من هون وخليه يشوف شو راح اعمل فيه..)).

 خرج مراد من زنزانة خياط محبطاً خائفاً من فشله امام رستم الذي ارسل الى خياط صديقه الآخر عمر كرامي (الرئيس) مصطحباً معه طارق فخرالدين الذي امضى ساعتين مع خياط محاولاً اقناعه ايضاً بزيارة رستم في عنجر لانهاء القضية وخياط رافضاً حتى وجد كرامي صيغة ان يتوجه خياط الى منـزله مع وعد بعدم نشر الوثائق ويتحدث معه بعد ذلك رستم غزالة هاتفياً.

 كان خياط علم ان مخابرات الجيش اللبناني وضابط امن سوري ارسلهم جميعاً رستم غزالة الى منـزله في الدوحة قد صادروا وثائق من خزنة خياط، وان غزالة سيكتفي بهذا القدر خوفاً على نفسه وقد أمنها اثر الاستيلاء على هذه الوثائق، دون ان يعلم ان خياط يحتفظ بوثائق اخرى وبيانات ومعلومات تدين رستم غزالة.. حتى ان خياط وبعد خروجه من السجن طبعاً طلب من محاميه اعداد دعوى قضائية ضد غزالة وعازار ومن يثبت التحقيق تورطه في هذه الحملة المدبرة ضده شخصياً في اعتقاله ومحاولة تشويه سمعته وتهديده فضلاً عن ادعاء عام (إخبار) في سرقة المال العام.

 (عودة لصفحة الملف الأسود)