همجية الإحتلال السوري للبنان

دخلت قوات الاحتلال السوري الى لبنان في 13 تشرين الاول 1990، فكانت الاعتقالات والمجازر اوالاعدامات والسرقة والنهب ...صورة حية عن بربرية المحتل وهمجيته ولعل المقالة التالية تكون اصدق تعبيرا عن طبيعة المحتل .

المقالة من اعداد الصحافي بيار عطالله :

اعد فريق تحقيق تابع لاحدى مؤسسات حقوق الانسان العالمية تقريرا يظهر فيه بشاعة المحتل السوري واجرامه تم رفعه الى الامم المتحدة بحيث تضمن معلومات موثقة تنشر للمرة الاولى عن الانتهاكات الدامية لحقوق الانسان والاغتصابات والاعدامات الجماعية والاعتقالات التي ارتكبها جيش الاحتلال السوري في لبنان في ذلك اليوم  بموافقة "رجل القرارات الصعبة والانجازات التاريخية"  الياس الهراوي وقائد جيشه أميل لحود.  

شهادات :

تستند المعلومات الواردة في هذا التقرير الى مقابلات مع شهود عيان عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال الاجتياح السوري يوم 13 تشرين الاول  او مقابلات مع ضحايا لهذه الانتهاكات . اضافة الى شهادات عينية لاطباء لبنانيين واجانب عاينوا عشرات الجثث التي نقلت الى مستشفياتهم مشوهة الاجزاء نتيجة عمليات التنكيل البربرية التي ارتكبها السوريون انتقاما من جنود جيشنا اللبناني والمواطنين اللبنانيين الابرياء والعزل .

استمع فريق التحقيق الى شهادة اطباء شرعيين عاينوا 73 جثة جندي وضابط من الجيش اللبناني قتلوا بأطلاق النار  على رؤوسهم من الوراء . واكد اطباء اخرون  ان اكثر الشهداء كانوا معصوبي الاعين ومقيدي اليدين <. وروى طبيب ان عددا من الشهداء قتل ذبحا بواسطة السكاكين وانتزعت اعضائه التناسلية وجرى تشويه جثثهم .

واستعان الفريق ايضا بشهادة ضابط من الجيش اللبناني (رفض الافصاح عن اسمه للاسباب المعروفة) روى كيف تمكن من الافلات من مجزرة جماعية نفذها السوريون في حق احد رفاقه الضباط  وخمسة من عسكرييه على مقربة من القصر الرئاسي في بعبدا .

اضافة الى ذلك اطلع فريق التحقيق على شهادة عدد من ضحايا الاغتصابات والاعتداءات البذيئة التي نفذها الغزاة الى جانب تقارير موثقة من قوى الامن الداخلي اللبنانية عن اعمال السلب والنهب واجبار المواطنين على تقديم ما لديهم من اغراض ثمينة للقوات الغازية تحت طائلة التعرض لهم بالاعتداء .

كما استعان الفريق على انجاز مهمته بمعلومات من صحافيين لبنانيين ومراسلين اجانب ونقل عن افتتاحية جريدة "الديار" الموالية لسوريا  في 15 تشرين الاول 1990 اتهامها الميليشيات الموالية لسوريا "الافادة من الاجتياح السوري لارتكاب عمليات السرقة والاغتصابات وانتهاك كرامة المواطنين في المناطق التي تعرضت للاجتياح" . ورغم تجنب "الديار" الاشارة الى السوريين في هذه المسألة الا انه بدا واضحا مدى تورطهم من خلال دعوتها القوات السورية "الى اظهار الاحترام للشعب اللبناني " .

اما جريدة "الاوريون - لوجور" الناطقة بالفرنسية فكانت اكثر جرأة اذ اشارت في اعدادها المتتالية لا سيما في 19  تشرين الاول الى التجاوزات التي ارتكبتها قوى عدة وفي طليعتها السوريين . وتمكن الفريق من الاطلاع على نص مقابلة اجراها احد محرري الجريدة مع سيدة لبنانية في بلدة بسابا ، شاهدت السوريين يقتادون زوجها وولديها الى خارج منزلهم في ضاحية بيروت الجنوبية المسيحية ويعدمونهم رميا بالرصاص .

وسعيا الى جمع المزيد من الاثباتات حصل فريق التحقيق على نص خطاب للسيد الياس الهراوي امام وفد من اهالي بلدة الكحالة جاء يشكي اليه ما تتعرض له البلدة ومنطقتها من عمليات سرقة واعتداءات . وقال الهراوي :" يجب ان لا تتسبب سرقة سيارة من هنا او انتزاع ساعة يد من مواطن هناك في عرقلة جهود المصالحة الوطنية التي نقوم بها بمساندة الشقيقة سوريا ".

وبرر وزير الدفاع البير منصور (المؤيد للهراوي) المجازر التي حصلت قائلا :" لماذا نغفل عن حقيقة سقوط مئات القتلى في   صفوف القوات السورية المهاجمة نتيجة مواجهتها بمقاومة عنيفة وتعرضها لكمائن . لقد كان طبيعيا ان يلجأ السوريون الى مثل التصرفات انتقاما لقتلاهم ".

اما رئيس الحكومة الموالية للهراوي  سليم الحص (الآدمي والنظيف) فنفى حصول اي تجاوزات ! .

 المعركة  :    

اجتاحت القوات السورية منطقتي المتن وبعبدا عبر خمسة محاور :

1-  الضاحية الجنوبية .

2-  سوق الغرب .

3-  طريق بيروت - دمشق .

4-  المونتفردي .

5-  الدوار .

اشتعل القتال بين الجيشين اللبناني والسوري عند الساعة السابعة وخمس دقائق صباح 13 تشرين الاول وحاول السوريون عبثا اختراق خطوط دفاع الجيش اللبناني وخسروا مئات القتلى . وعند الساعة التاسعة  والنصف اصدر العماد ميشال عون ومن السفارة الفرنسية امرا الى الوحدات العسكرية المقاتلة بوقف اطلاق النار ، وسلم امرة الجيش اللبناني الى اميل لحود . ورغم الفوضى العارمة التي اثارها قرار عون رفضت الكثير من كتائب الجيش اللبناني الاستسلام واستمرت في القتال حتى نفاذ ذخيرتها الامر الذي ادى الى تعرضها لمذابح رهيبة  .

ملخص للمذابح :

اولا : قتل الاسرى العسكريين .

Ø نقلت 73 جثة ضابط وجندي الى مستشفى بعبدا الحكومي بعد ظهر 13 تشرين الاول . واكدت تقارير الاطباء الشرعيين ان كل جثث الشهداء اصيبت برصاصة في اسفل الجمجمة من الوراء .

Ø نقلت ثلاث جثث لعسكريين في الجيش اللبناني الى مستشفى قلب يسوع في الحازمية وافاد الاطباء ان احد الشهداء قد ذبح بواسطة السكين اما الثاني فأطلقت النار على راسه وكذلك الجندي الثالث الذي انتزعت اعضائه التناسلية .

Ø قدم احد ضباط الجيش اللبناني اللائحة الآتية من الشهداء الذين اعدمهم الجيش السوري : الرائد جورج زعرب .

v الكتيبة 101:  17 جنديا اعدموا رميا بالرصاص منهم الرقيب ابراهيم عيد، الرقيب شعلان البيطار، الرقيب حنا ابو ملهب، الجندي اوهانس باداسليان .

v الكتيبة 102: اعدم السوريون 26 جنديا من عديدها فيما تمكن جنديان من الفرار. ومن اسماء الشهداء  الملازم اول جورج سولهم، الرقيب اكرم حنا، الجندي غسان علي، الرقيب اول كميل مخلوف، الرقيب موريس سلامة، الجندي سمعان ادم، الرقيب بطرس يمين، الرقيب اول فادي عبد الكريم، العريف رونالد سلامة، الجندي مارون هنود، الرقيب اول جورج شمعون، الرقيب اول ريمون حدشيتي، الرقيب فريد فريحة،  الرقيب جوزف راشد، الرقيب نبيل فارس، الجندي عامر البايع، العريف حيدر عبدو .

v الكتيبة 103: اعدم السوريون 28 من عناصرها .

v الكتيبة 104: اعدم السوريون خمسة من عناصرها عرف منهم العريف فارس يواكيم .

v الكتيبة 105 اعدم السوريون اربعة من عناصرها .

v الكتيبة 54 : قتل السوريون منها الجندي عماد سلامة .

v الكتيبة 81 : اعدم منها السوريون الرقيب بسام شاهين والجندي حسين مرعي .

v الكتيبة 85 : اعدم منها السوريون الرقيب مروان الزغبي .

v  الكتيبة 95 : اعدم منها السوريون الرقيب اول ماجد عطايا .

v لواء الانصار : اعدم منه السوريون العريف روني ابو نقولا والجندي كلود متى .

v اللواء اللوجستي : اعدم منه السوريون الجنود رالف سركيس والياس القاضي والرقيب اول مارون يونس .

v المدرسة الحربية : اعدم السوريون منها التلامذة الضباط بيار ابو يوسف، علي لبيب، ربيع بو زيدان .

v فوج المغاوير : اعدم منه السوريون الجندي وليد ابو اسعد .

v الحرس الجمهوري : اعدم منه السوريون العريف سمير اسطفان، الرقيب جورج اسحق، الرقيب سيمون مخول، الرقيب شاهين شاهين، الرقيب اول سهيل رزق، الرقيب اول نعيم متري، الرقيب اول محمد الحدشيتي، الرقيب اول شربل حنيني، الرقيب اول جورج لطوف، الرقيب اول غسان ابو عباس والجنود غابي مخلوف، خازم صالح واحمد العموجي .

v نقل شهود عيان من بلدة بيت مري - جبل لبنان ان وحدة خاصة من الجيش السوري اعتقلت 24 جنديا من الجيش اللبناني في موقع دير القلعة الآثري واقتادتهم الى احد المغاور المهجورة واجهزت عليهم بواسطة القنابل اليدوية والرشاشات .

ثانيا : قتل المدنيين .

v اختفت اثار الراهبين الانطونيين البر شرفان وسليمان ابي خليل من دير القلعة _ بيت مري اثر دخول القوات السورية اليه .

v ارتكب السوريون مجزرة جماعية في بلدة بسوس - بعبدا ذهب ضحيتها ستة من عائلة صياح وخمسة من عائلة صادر واربعة ضحايا من عائلات مختلفة .

ثالثا : الاغتصابات .

قابل فريق التحقيق عددا من الضحايا وشهود العيان في منطقتي المتن وبعبدا الذين اكدوا وقوع الاعتداءات لكنهم اصروا على عدم الادلاء بأي تفاصيل نظرا الى حساسية هذا الموضوع اجتماعيا في لبنان .

رابعا : السرقات .

سجل فريق التحقيق واستنادا الى تقارير الشرطة اللبنانية لائحة طويلة من السرقات التي قام بها الجيش السوري بعد اجتياحه وخصوصا على المحاور التي تقدم منها السوريون. عمليات النهب والسرقة في مناطق الحدث وبعبدا وعين الرمانة . كما تسنى للفريق لقاء عدد من ضباط الجيش اللبناني الذين افادوا عن قيام السوريين بسرقة كل ملفات وزارة الدفاع الوطني اللبناني والجيش اللبناني والقصر الجمهوري ونقلها بواسطة الشاحنات الى مراكزهم .

خامسا : عمليات الخطف والاعتقالات .

اقدم  السوريون على اختطاف عشرات الجنود اللبنانيين ونقلهم الى مقر قيادة الاستخبارات السورية في عنجر ومنها الى المعتقلات السورية .

سادسا : المعاملة السيئة وانتهاك كرامة المواطنين اللبنانيين .

التقى الفريق عشرات المواطنين اللبنانيين الذين افادوا انهم تعرضوا للضرب المبرح ب "الكرابيج" واعقاب البنادق والطعن بحرب البنادق عند الحواجز السورية . وفي بلدة الحدث - بعبدا أجبر الجنود السوريون المؤمنين الذين وجدوا في كنيسة البلدة على الركوع في باحة الكنيسة تحت اشعة الشمس الحارقة وايديهم على رؤوسهم والهتاف  "حافظ الاسد الى الابد".

 عودة لصفحة الملف الأسود