دمشق تعين جميل السيّد خلفاً لغزالة في قيادة عملائها في لبنان

     

نقلاً عن جريدة السياسة الكويتية

كشفت أوساط أمنية لبنانية النقاب أمس الاثنين عن ان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية في دمشق اللواء اˆصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد، عين اللواء الركن المتقاعد جميل السيد مدير جهاز الأمن العام اللبناني الذي أقيل من منصبه اخيرا مشرفا عاما على أجهزة الاستخبارات السورية التي نزلت تحت الارض في المناطق اللبنانية، بدلا من العميد الركن رستم غزالة مدير تلك الاستخبارات حتى عودته الى بلده مع قواته المنسحبة من لبنان في اواخر الشهر الماضي.

وقالت الأوساط الأمنية القريبة من رئاسة جهاز قوى الأمن الداخلي في بيروت ان السيد زار دمشق سرا الأسبوع الماضي بدعوة من اللواء شوكت، حيث التقاه مع عدد من كبار مساعديه وفي طليعتهم غزالة، ليسندوا اليه مهمة جديدة بعد استقالته وتفرغه الكامل وهي الاشراف على الاجنحة السرية للاستخبارات السورية المتبقية في لبنان وتوزيع ضباطها وعناصرها وعملائها ومخبريها السوريين واللبنانيين المقدر عددهم بالآف عدة، على مواقع ومراكز جديدة في العاصمة وضواحيها والمحافظات اللبنانية الاربع الاخرى، وخصوصا في عواصمها مثل طرابلس وصيدا وزحلة وبعلبك، والعمل على اختراق أكبر للأجهزة الأمنية والاستخبارية اللبنانية التي مازال عدد كبير من عملاء سورية فيها يعملون كالعادة ولكن بحرية اقل وحذر أكبر.

لكن المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل.بي.سي) كشفت مساء أمس في نشرتها الرئيسية أن الرئيس الأسد شخصيا استقبل اللواء السيد في خطوة وصفتها بأنها تحمل دلالات وأبعادا لافتة.
ونقلت الأوساط الأمنية اللبنانية عن معلومات حصلت عليها من ساسة لبنانيين مقربين من دمشق، قولهم ان آصف شوكت حدد لجميل السيد موازنة سنوية تبلغ ما بين 50 و 75 مليون دولار تسدد له من بعض الحسابات المصرفية السورية في بيروت، بحيث يستمر زخم العمل الاستخباري السوري في لبنان على ما كان عليه طوال الوجود السوري فيه دون انتكاسات او تراجع في كميات المعلومات، إذ ما زال السوريون مقتنعين بأن لبنان سيشكل في المرحلة المقبلة الخطر الأكبر على وجود نظام حزب البعث، خصوصا وان طلائع اعدائه من معارضين سوريين ومن أجهزة استخباراتية وعملاء أميركيين وغربيين وحتى عرب، بدأت الانتشار على نطاق واسع في لبنان فور انتهاء الانسحاب السوري منه، وبالتالي فان مهمة جميل السيد الأساسية هي متابعة مهمة رستم غزالة على الاراضي اللبنانية بالمستوى السابق نفسه، ولكن بطرق ووسائل سرية هذه المرة.

ونسبت الأوساط الى هؤلاء السياسيين اللبنانيين قولهم ان إدارة الاستخبارات السورية في دمشق ابلغت السيد انها اوعزت الى كبار موظفيها في لبنان وبينهم ما لا يقل عن 12 نائبا في البرلمان اللبناني الحالي ووزراء في الحكومات المتعاقبة منذ مطلع التسعينات، وموظفين في أجهزة الأمن اللبنانية المختلفة وفي الإدارات الرسمية العامة والمصالح الخاصة، بالعودة اليه في كل شاردة وواردة والتعاطي معه على انه الرقم واحد التابع للاستخبارات السورية في لبنان.

وقالت الأوساط الأمنية اللبنانية ان جهاز قوى الأمن الداخلي الذي تسلم قيادته مدير جديد الأسبوع الأسبق ينتمي الى المعارضة، يرصد الآن تحركات عشرات العناصر في داخل جهاز الأمن العام الذي قاده جميل السيد طوال سنوات، هم جميعا معينون من قبل هذا الأخير وينتمون الى جهات واحزاب سياسية وميليشياوية حليفة لسورية مثل حركة (أمل) وحزب الله والحزب القومي السوري وحزب البعث اللبناني وغيرها بعدما كان السيد أبعد العشرات من دروز الحزب التقدمي الاشتراكي خلال السنوات الاربع الماضية من مديريته بسبب الصراع الدائر بين سورية والرئيس اميل لحود من جهة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط من جهة اخرى.

وذكرت الأوساط أن اطاحة معاوني السيد من جهاز الأمن العام الحساس جدا في ما يخص جمع المعلومات عن السياسيين والاحزاب والنقابات العمالية والجامعات والحركتين المصرفية والاقتصادية وحتى عن مواقع عدد كبير من ضباط الجيش غير الموثوقين من سورية، سيتخذ المدير الجديد للجهاز المتوقع تعيينه خلفا للسيد بعد الانتخابات قرارا بابعادهم عن مواقعهم الراهنة مع احالة بعضهم على الاستجواب والطلب الى البعض الاˆخر بتقديم استقالتهم وإلا اقالتهم ومحاكمتهم.

وذكرت الأوساط ذاتها ان معلومات وزارة الداخلية اللبنانية تؤكد ان اللواء السيد كان المعتمد الأول الذي لا يرد له طلب من سورية في لبنان الى جانب رستم غزالة لانه تمكن من ان ينفذ للنظام السوري 90 في المئة من المهمات التي اسندها اليه طوال السنوات الخمس الماضية، والتي عجز غزالة نفسه عن تنفيذ بعضها، كما كان (السيد) متعهد تنفيذ العمليات السوية في لبنان ضد قادة سياسيين ودينيين من معارضي الوجود السوري فيه، ومقاول تشكيل الحكومات والانتخابات البرلمانية والنقابية لصالح دمشق.

عودة لصفحة الملف الاسود