مع الرقم ثمانية خاتمة

لا أريد أن ألخص ما قلته في الفصول السابقة لأني أريد أن أجعل من الخاتمة نافذة أخرى لهذا البحث، أما ما أريد قوله هنا : الآن عرفنا الظاهرة التي تكررت في الكتاب المنظور وتكررت في الكتاب المسطور، ولم نعرف حقيقة هذه الظاهرة :

لماذا رقم (8) يشكل جميع هذه الأرقام ؟

ولماذا عنصر الأكسجين بالذات يحمل رقم (8) ؟

ولماذا تدور ثمانية أقمار فقط حول الكوكب الثامن نبتون ؟

وما السر في واو الثمانية في لغة القرآن ؟

ولم جاءت التفاعيل ثمانيا فقط ؟

ولم قسمت حروف الأبجدية إلى ثماني كلمات ؟

ولماذا قسم أرسطو منطقه إلى كتب ثمانية ؟

وهل جاءت مجموعة الثماني واتحدت اعتباطا؟

ولماذا حملة العرش ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟

ولماذا أبواب الجنة ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟

كلها أسئلة تلح عليّ ، وقد اخترت الثوابت فقط التي جاءت لعدد ثمانية و امتنعت عن المتغيرات حتى لا ينسف أحدهم حقيقة هذه الظاهرة : لأنه لا يمكن له أن يطوع رقما غير (8) لتشكيل كل الأرقام الإلكترونية، ولا يضيف أو ينقص إلكتروناً واحدا لذرة الأكسجين ، وكذلك أقمار نبتون التي تذكرني دائماً بإلكترونات ذرة الأكسيجين لسر فيها لا يعلمهُ إلا الله و الراسخون في العلم مستقبلا،  إلى غير ذلك من ثوابت (ثمانية ) !

ولقد انشغلت عن هذا الاكتشاف لوقت طويل كما ذكر لي أحدهم بأن البعض سيرفضونه  ويعدونهٌ من قبيل التهويم العددي رغم الانبهار بهذا الاكتشاف أول الأمر، إلا أني والحمد لله أصررت على القدم نحو تكميل هذا البحث بوسائل بسيطة وكتب قليلة أكملت بها هذا البحث عمدتي الأولى ذلك المصحف الشريف الذي اشتغلت على استخراج الإحالات منه مدة شهر كامل، ولعلي نسيت كثيرا من الآيات والعلاقات والعجائب التي أتركها لغيري، والذي سيجد إن شاء الله في هذه السطور بغيته وضالته لمواصلة كشفه العجيبة القرآنية والكونية المتعلقة بعدد (8) ورقمه!

ولقد عجبت وأنا أكتب صفحات هذا البحث حين ضرب زلزال المحيط الهادئ الذي تجاوز رقم (8) على سلم ريختر، حيث قبلها كنت أبحث عن أكبر وأخطر زلزال في التاريخ، إذ نقّبت في بعض الكتب الخاصة!!

وحين تقرأون "الزلزلة" بآياتها الثماني ستدركون أن قوة الزلزال إذا قلّتْ عن ثمان يستطيع الإنسان التلاؤم معها وتقل أخطاره كما في اليابان وأستراليا، لكن إذا تجاوز وتكرر على قوة (8) أو أكثر وامتد بين القارات واستمر بالارتدادات سيقول الإنسان المغرور بالعلم والتكنولوجيا: (مالها؟)

والأعجب من هذا كله وأنا في ختام هذا البحث أني تذكرت أن أضيف إلى بقية كلامي، بكلمات هذه الآية الموافقة:

] والطور1) وكتاب مسطور 2) في رق منشور 3) والبيت المعمور 4) [ (الطور/1-4) "ولعل كثيرا يعرفون أن (البيت المعمور) هو المثل الأعلى وأن (البيت العتيق) هو محاكاة المثل، ففي السماء تطوف الملائكة وفي الأرض يطوف الناس، والبيت كما ذكرنا مكعب مقدس له ثماني زوايا، وهذه الآيات الأربع تنتهي وتكتمل بكلمات ثمان عند (البيت المعمور)!

وفي الأخير أتمنى أن ما نسيته عن ظاهرة ثمانية يكون بمثل ما ذكرت حتى نعلم من غيرنا ما جهلنا من ذاتنا!

والله أعلم، أسأله أن يهبنا الأجريـن.