الشيخ السيد أحمد أفندي إبن الشيخ مصطفى إبن الشيخ أحمد إبن الشيخ إبراهيم إبن الشيخ أحمد أفندي، قاضي بيروت الأسبق، إبن الشيخ عمر الغرّ البيروتي.

ولد يوم الأحد الواقع في اليوم الثاني والعشرين خلت من شهر ربيع الثاني سنة 1198هـ 1783م، ربي يتيماً ، ولما بلغ مبلغ الرجال تعاطى التجارة في البيع والشراء.

تولى القضاء بمدينة بيروت في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1224هـ الموافق لسنة 1809م.

ثم تنازل عن القضاء، لأمر اقتضى ذلك، في نهار الإثنين الثامن عشر من ذي القعدة الحرام سنة 1237هـ سنة 1821م، ثم صدر مرسوم من دولة درويش باشا، والي إيالة الشام، أمر بنفيه إلى اللاذقية وذلك نهار الجمعة الواقع في 22 شهر ذي القعدة المذكور. وقد توجّه حسب الأمر المذكور في ذلك اليوم بعد الغروب بحراً.

ثم صدر مرسوم شريف من دولة والي إيالة صيدا وتوابعها السيد عبد الله باشا بالرجوع إلى بلدته بيروت وأن يكون حاكماً شرعيّاً كما كان، فرجع إليها في غرة شهر رمضان المبارك سنة 1238هـ 1828م.

وفي 13 ربيع الأول سنة 1240هـ 1824م أُسندت إليه وظيفة الإفتاء في بيروت وعُيّن حاكمها الشرعي. وفي أواخر سنة 1249هـ، عُزل عن وظيفة القضاء من بيروت وبقي بها مفتياً. وفي سنة 1258هـ 1842م عُزل من وظيفة الإفتاء وبقي مدة وجيزة ثم تعيّن عضواً في مجلس إيالة صيدا في بيروت، ثم تعيّن مفتياً في المجلس الموما إليه.

ثم في أواخر شهر ذي القعدة الحرام سنة 1267هـ 1850م، صار نفيه إلى طرابلس الشام لأمر اقتضى ذلك بموجب فرمان عالي شان من جانب الدولة العليّة العُثمانيّة في مدة المرحوم المغفور له السلطان عبد المجيد إبن السلطان عبد الحميد خان وأقام في طرابلس نحو أربعة أشهر، ثم رجع إلى بيته ببيروت بموجب فرمان عالي شان أيضاً.

لما بلغ من العمر نحو إثنتين أو ثلاث وعشرين سنة، قرأ على افتخار العلماء الكرام، العالِم الفاضل، المرحوم والمغفور له السيد الشيخ عبد اللطيف أفندي فتح الله المفتي إبن المرحوم الشيخ علي أفندي مفتي بيروت رحمهم المعيد المبدي، المعقول والمنقول، وتلقى عنه جلّ العلوم من منطوق ومفهوم.

كما أنه تلقى، أكثر ذلك عن مشايخه الذين منهم، السيد محمد أمين أفندي، إبن عثمان الأسلامبولي قاضي دمشق الشام، وهو من أفاضل رواة الحديث الشريف، وأجازه بذلك بموجب إجازة منه مؤرخة في 22 من جمادي الآخر، يوم السبت سنة 1234هـ 1818م.

أخذ الشيخ أحمد الطريقة القادريّة عن المرحوم السيد الشيخ أبي الحسن علي أفندي إبن الشيخ عمر أفندي الكيلاني، شيخ السجادة القادريّة في البلاد الإسلاميّة عموماً، وتخلّف، أي أصبح خليفة على الطريقة من بعده، بموجب إجازة منه له بذلك، وألبسه العباءة القادريّة.

وله رحمة الله تعالى، فتاواه الشهيرة، والحاوية لوقائع زمانه وهي جمة ضخمة، فيها ما سئل عنه من أقاصي البلاد، ولَه ديوان مطوّل من الشعر، فاق به أهل زمانه.

وكانت وفاته رحمه الله ، في اليوم الحادي عشر، السبت من شهر رمضان المبارك سنة 1274هـ 1857م وقت الغروب. ودُفن في اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور، يوم الأحد، بعد صلاة الظهر في جبانة السنطيّة في بيروت.