في نهاية التحقيق سنقول للبنانيين أكثر من مجرّد أسماء من أمروا بـ"تنظيف مسرح الجريمة"
 

لأول مرّة، يوجّه ديتليف ميليس، مسؤول لجنة التحقيق الدولية في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري، أصابع الإتهام إلى مشبوه محدّد هو قائد الحرس الجمهوري "مصطفى حمدان". فقد أعطى "مصطفى حمدان" الأوامر لـ"تنظيف" مسرح الجريمة بغية تغطية الذين أعطوا الأمر باغتيال الحريري.

الفيغارو: بعد أكثر من شهر على بدء التحقيقات، أين وصلت؟

ميليس: إن تحقيقاتنا، بناء ًعلى تكليف من الأمم المتحدة، ينبغي أن تنتهي في منتصف شهر سبتمبر. وهذه مهلة معقولة. ففي مثل هذا النوع من القضايا، إما أن تصل إلى نتيجة بين 3 و6 أشهر، أو أن التحقيقات يمكن أن تستغرق سنوات.. ولا أعلم بعد ما إذا كنت بحاجة إلى تمديد لتكليفي. ولكننا نقوم بكل ما يسعنا القيام به لكي ننتهي بحلول 15 سبتمبر. لقد استجوبنا حتى اليوم 100 شخصاً. ولم يتم إنجاز معظم العمل حتى الآن. ولكن، بناء على الشهادات التي حصلنا عليها، فإن لدينا مشبوها، وهو مصطفى حمدان. وقد فتّشنا منزله ومكتبه. واستجوبناه لمدة تزيد على 9 ساعات. وكان حمدان أحد الذين استجوبناهم لأن لدينا معلومات بأنه أحد الذين أعطوا أوامر لتنظيف مسرح الجريمة، بعد الإغتيال مباشرة. لماذا تم تنظيف مسرح الجريمة؟ بصورة متعمدة؟ أم نتيجة للإهمال؟ أم للسببين معاً؟ إن لدي فكرة واضحة، ولكننا ما زلنا في مرحلة التحقيق. ولا أستطيع أن أذكر أكثر مما قلت.

هل ستسمح لكم سوريا باستجواب مسؤولي أجهزة أمنها في لبنان في لحظة إغتيال الحريري؟

لقد حصلنا على تأكيدات. وهذه التأكيدات تتوافق مع تأكيدات سورية سابقة مفادها أن دمشق مستعدة للتعاون. وبناء عليه، وكما أعلنّا منذ بداية مهمتنا، فإن أي شخص كان يمارس مسؤوليات أمنية في لبنان في تلك الحقبة لا بدّ من أن يخضع للإستجواب. وذلك يشمل رستم غزالة. إنه لم يعد موجوداً في لبنان، ولكننه سنستجوبه قريباً جداً.

هل ستحدّدون من يقف وراء إغتيال الحريري؟

إن اللجنة الدولية موجودة في لبنان لهذا الغرض. وقد أعطت الأمم المتحدة نفسها الوسائط الضرورية لكي تتمكن لجنتنا، التي تضم 100 خبيراً، من الوصول إلى الخاتمة في مهمتها. ولم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الفريق من المحققين الكفؤين في تحقيق من هذا النوع. لا أعلم ما إذا كنا سنتوصّل إلى تحديد من يقف وراء الإغتيال، ولكنني متفائل بحذر. إن الشهود، وخصوصاً من ضباط الأمن، لا يتردّدون في الكلام. وفي نهاية التحقيق، سنقدّم تقريراً للسلطات اللبنانية. وهدفنا هو إتاحة المجال للسلطات اللبنانية لمحاكمة المشبوهين. ولكن لا أريد، بعد 3 أشهر من التحقيقات، ألا يكون بوسعنا سوى أن نبلغ اللبنانيين من أعطى أمر "تنظيف" مسرح الجريمة. ينبغي أن نتوصّل إلى خلاصات أخرى. إن هذه الجريمة لا تشبه العمليات الإنتحارية حيث لا يمكنك أن تحاكم الفاعلين. في حالة قضية الحريري، يمكن محاكمة المشبوهين.

لماذا طلبت المساعدة من إسرائيل والأردن؟

إن الإسرائيليين مشهورون بامتلاك إستخبارات جيدة، وخصوصاً الإستخبارات التكنولوجية. وقد اتصلنا بهم طالبين إعطائنا معلومات حول عملية الإغتيال. وقد أعطونا معلومات إستخبارية جيدة.

عودة لصفحة الأمم المتحدة