هل يؤمن "حزب الله" بالمساواة؟!

 

نظيم الحايك(*)

في ظل حمأة المواقف السياسية المتشنجة ومحاولة قوى الأمر الواقع لملمة الفشل الذريع الذي منيت به جراء تصرفاتها غير الشرعية وصحوتها المفاجئة للمطالبة بحقوق المتضررين من الحرب الإلهية التي سبق أن وعد سيد هذه القوى بأنه سوف يعوّض عن كل شيء من المال الحلال الذي يملكه هو دون سواه، في اشارة غير مباشرة إلى أن أموال الدولة كلها حرام. والغريب أنهم كيف يقبلون على أنفسهم هذا المال الحرام من حكومة غير شرعية، ورئيس حكومة مغتصب للسلطة، والأغرب إنهم لم يجيبوا على كلام رئيس الحكومة الذي تحدث بالأرقام والحقائق سوى بالشتائم والكلام الذي لا يقدم أو يؤخر.


فإن كانت هذه القوى تطالب حقاً بتعويضات المتضررين وحقوقهم، فعليها أن تقبل بالتعاطي مع الشروط التي وضعتها الحكومة وأهمها عدم التعدي على حقوق الغير الذي لا يقبل به القانون أو الشرع الاسلامي الذي يدّعون تمثيله. إلا إن كانوا يعتقدون أنهم باسم الله يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، ويخرقون القانون ولا يلتزمون به. والصدمة الكبرى أنهم يتحدثون عن الفساد وواجب التصدي له وضرورة قيام الدولة العادلة والقادرة. ولكنهم يحمون المفسدين من سياسيين ومواطنين ومجلس الجنوب خير شاهد، وحلفاؤهم بنوا زعاماتهم على حماية المفسدين ونشر الفساد في جميع المراكز التي تسلموا زمامها.


لم ينكر أحد على "حزب الله" انه صمد في وجه اسرائيل ومنعها من تحقيق هدفها بالقضاء عليه عسكرياً، ولكن هذا الصمود تحقق بفضل جميع اللبنانيين وعلى رأسهم حكومة المقاومة السياسية. وهذا ما لا يعترف به الحزب الذي يرى أكثر من نصف الشعب اللبناني وحكومته زمرة متآمرة يجب القضاء عليها إن لم يكن عسكرياً فبإفقار هذا الشعب والقضاء على اقتصاده. وطالما أن المال الحلال يتدفق عليهم عبر حقائب مهدية فإنهم الوحيدون القادرون على العيش في بحبوبة دائمة لأن المال الإيراني قرر أن يبقي الساحة اللبنانية ملعباً له للتفاوض مع الأميركي على مصالحهما المشتركة التي لن يكون "حزب الله" في يوم من الأيام خارج اطار هذه المصالح، التي ستخضع للتفاوض. وسياسة التفقير المتبعة تقوم على منع الاستثمار والقضاء على المؤسسات السياحية وضرب الترياق الأساسي للاقتصاد اللبناني وقلبه النابض في وسط بيروت، حيث أقفلت عشرات المؤسسات السياحية وتم تشريد مئات العاملين. وهذه المرة ليس بسبب القصف الاسرائيلي وإنما لأن "حزب آيات الله" قرر احتلال ساحات بيروت وتحويلها من ساحات للحياة إلى ساحات للتعطيل ومنابر للشتم.


وبعد أن نجحوا في جعل بيروت مدينة فارغة بفعل ممارساتهم اللااخلاقية، نراهم اليوم، يحاولون تفريغ البلد بكامله إلا من أزلامهم ومحاسيبهم ويريدون سلب الدولة مقدراتها لدفع تعويضات كانوا سبباً مباشراً في حدوث أضرارها.

(*) مواطن

عودة لزاوية مساحة حرة

*** المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها***