آل حمد (المصري)

أسرة حمد من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة، تعود بجذورها البعيدة إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، وقد توطن فرع منها في مصر لمئات السنين، في حين أن أحد أجدادها السيد حمد شارك في القرن التاسع عشر (1831 - 1840 م) في حملة القائد إبراهيم بن محمد علي باشا والي مصر، وكان حمد من ضمن جنود المصريين الذين آثروا البقاء في بيروت المحروسة بعد خروج القوات المصرية من بيروت وبلاد الشام.

ارتبطت شهرة أسرة حمد في بيروت ولبنان والعالم العربي باسم الشهيد عمر حمد، وباسم شقيقه الحاج سعيد حمد، ونظرًا لمكانة الشهيد عمر حمد فإننا سنخصص له الدراسة التالية:

وُلد الشهيد عمر عام (1892 م) في بيروت، والده مصطفى، وجده السيد حمد، مصري الأصل من قرية منوف العلا المصرية، انتقل إلى بيروت أثناء حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام عام (1831 م) في عهد الأمير بشير الشهابي الكبير. وقد استمرت هذه الحملة في المنطقة إلى عام (1840 م). وبعد ذلك تصاهرت العائلة مع العائلات البيروتيّة، فتزوج مصطفى من السيدة عائشة خانم الجمال بنت عمر الجمال، وأنجب منها عمر، سعيد (الحاج سعيد)، أحمد، محمد (العلاّمة الشيخ محمد حافظ القرآن الكريم على القراءات العشر) والسيدة فاطمة. واستنادًا إلى القيود الرسمية للأحوال الشخصية حتى عام (1924 م)، فإن العائلة كانت تعرف باسم عائلة المصري، ورقم السجل (84) ميدان المزرعة، بيروت، وفيما بعد ألغي من القيود لقب المصري، واكتفي بلقب الجد حمد.

لقد أنشأ عمر وأخوته في بيئة إسلامية متدينة، تتميز بالاستقامة والأخلاق الحميدة وبالجرأة وقول كلمة الحق، وبالتعصب للعرب والعروبة، واشتهر عمر مع أخوته من التمكن من اللغة العربيّة شعرًا ونثرًا ورواية وأدبًا وسيرة وتاريخًا وموالاً، فضلاً عن تميزهم بتلاوة القرآن الكريم والسيرة النبوية.

وكانت بيروت قاعدة وعاصمة لولاية بيروت، تشهد يقظة سياسية وقومية، وتعج بالمدارس والكليات والمعاهد والجامعات الأجنبية والوطنية، وكانت في مقدمتها الكلية السورية الإنجيلية، وجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة، ومدرسة الشيخ أحمد عباس الأزهري المعروفة باسم الكلية العثمانية (الإسلاميّة).

تلقى عمر دراسته الأولى في مدرسة الشيخ شاتيلاً تلميذًا عليه في تعلُّم القرآن الكريم واللغة العربيّة والحساب. وكان عمر في الثامنة حيث ختم القرآن الكريم. وفي عام (1901 م) توفي والده السيد مصطفى حمد، وكان عمر لما يتجاوز التاسعة من عمره، فاضطر إلى ترك المدرسة، واشتغل فترة من الزمن، ثم ما لبث بعض أعضاء في جمعية المقاصد أن عملوا على تأمين منحة دراسية له للدخول إلى الكلية العثمانية، لأن مدارس المقاصد كانت في هذه الفترة مقفلة لأسباب سياسية وكيدية. وقد سددت جمعية المقاصد تكاليف دراسة عمر لمدة سنتين متواليتين. ثم أخذ الشيخ أحمد عباس الأزهري على عاتقه تكاليف دراسته، غير أن اجتهاد عمر وعصاميته وحساسيته واجتهاده، جعلت منه وهو الطالب أستاذًا في الوقت ذاته في الكلية العثمانية لتدريس تلامذة الكلية في القسم الداخلي ليلاً.

ويبدو أن عمر حمد قد تعرض في حياته للعديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، ويئس من الحياة بعد أن رأى وضعه سيئًا كمتعلم، ووضع الجهلاء جيدًا. فنظم قصيدة تحت عنوان «شكوى الزمان» قال فيها:

سئمت حياتي والحياة ذميمة وعفت زماني والزمان ثقيلْ
لأن كنت أشكو الدهر فالدهر عقَّني وإن كنت أشكو العيش فهو وبيلُ
أكُلُّ أديب يعشق العلم والحجا عليه صروف النائبات تميل
أذو القلم السيال يقرعه الأذى وذو الجهل نسرٌ ما إليه وصولُ
أخو العلم محروم من المال معدم ويرتع في رغد الحياة جهولُ
أرى الموت خيرًا للفتى من معيشةٍ بها البؤس خدنٌ والشقاء خليلُ
سيذكرني قومي إذا ضمني الثرى ويقرع سمع الكائنات عويلُ
ويذكرني قومي لدى كل منبر عليه أساطين البيان تجولُ
سيذكرني روض به كنت بلبلاً أردد شعري والغصون تميلُ
فيما قلمًا في الشرق عز مثله بنفسك آيات البيان تسيلُ
لقد كنت بدرًا مشرقًا بَهَرَ الورى لقد كنت بدرًا مشرقًا بَهَرَ الورى
ولا بد من بعد الشروق أفولُ

وفي عام (1912 م) أنهى عمر حمد دروسه في الكلية العثمانية الإسلاميّة، ونال شهادة البكالوريا، فألقى في حفل توزيع الشهادات في آخر العام قصيدته القصصية تحت عنوان «الشهامة والوفاء». وقد تميز عمر منذ أن كان تلميذًا بنظم الشعر الذي كان يلقيه في الحفلات والمناسبات التي كانت تقام في الكلية. وتميز شعره بالحماسة والكرامة والشمم والعزة والفضيلة والرثاء للعلماء، ومدح العروبيين، وتعصب للعروبة وللعرب، ودعا إلى التحرر، وإلى العلم، وإلى محاربة الظلم والظالمين. ومن يطلع على ديوانه يدرك هذه المعاني السامية في شعره.

والحقيقة، فإن الأحداث السياسية التي مرّت بها ولاية بيروت وبقية الولايات العربيّة، كانت تؤثر به تأثيرًا مباشرًا، وتؤثر ببقية أبناء بيروت. ففي عام (1912 م) هاجمت إيطاليا طرابلس الغرب، لذا نظم قصيدة بالمناسبة عنوانها «بشائر النصر». كما قصف الأسطول الإيطالي مرفأ بيروت وبعض الأحياء البيروتيّة، مما أحدث أضرارًا بالغة بالسكان والمباني، ولم يستطع حزب الاتحاد يوم ذاك الدفاع عن بيروت، وكان متسلمًا للحكومة العثمانية، فنظم عمر حمد - وهو من حزب الإصلاح - قصيدة عنوانها «سقوط الظالمين» هاجم فيها الحكومة وحزب الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله.

وبعد أن توسط له الوجيه البيروتي أحمد مختار بيهم، ونائب بيروت في مجلس المبعوثان سليم علي سلام، فقد تم تخفيض عقوبة السجن من سنتين إلى عدة أيام، بسبب إخلاصه وحماسه لبيروت وللبلاد العثمانية.

ومما جاء في قصيدته:

طلعت قد خانه طالعه بعده جاويد قدود انهزاما
عادل ما كان يومًا عادلاً كما رأيناه عن الحق تعاما
فئة الظلم هوت في ظلم ورأت ذلاً وشومًا واختراما
فئة قد أورثتت موطننا سبة العار وأهوالاً جساما
منعوا العرب من الحق وكم أوسعوا بغداد ظلمًا والشآما
لغة القرآن ودوا محوها ويل قوم أغضبوا البيت الحراما
هذه آمالهم فينا فلا تغترر يا شعب واحذر أن تناما
قد دعوهم اتحادًا ليتهم قد دعوهم انشقاقًا وانقساما
خبِّر الظلام إنا أمة تعشق المجد وتأبى أن تضاما
فسلوا الأجيال عنا والورى وسلوا التاريخ عامًا فعاما
ما ألفنا الضيم والذل ولا نرتضي قط علم الظلم مقاما

وبالرغم من صغر سنّه، غير أنه أثبت جدارة وكفاءة أدبية وعلمية، سمحت له بتثبيت وضعه في المجتمع البيروتي، فما من مناسبة سياسية أو اجتماعية أو أدبية، إلا وكان له صوت ورأي فيها. فبمناسبة سفر عبد الغني العريسي إلى باريس لإكمال دراسته، نشرت صحيفة «المفيد» خبرًا في (28) كانون الثاني (1912 م) مفاده: أن جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة، وعمدة الكلية العثمانية، وجمعية أبناء العثمانية، وجمعية مآثر التربية، وعمدة دار العلوم، والجمعية العلمية العثمانية، ورجال صحافة بيروت، وفريق كبير من الأعيان والأهلين، دعوا لإقامة حفلة وداعية لعبد الغني العريسي في منتدى الكلية العثمانية. ومما يلاحظ أن في مقدمة المتكلمين بهذه المناسبة: عمر أفندي حمد، أحمد مختار أفندي بيهم، الأمير نسيب أرسلان، الشيخ أحمد أفندي طبارة، الطبيب بشير أفندي قصار، عبد القادر سعد الدين أفندي غندور، عارف بك النكدي، ويلاحظ بأن عمر حمد ألقى بهذه المناسبة قصيدة أطلق عليها اسم «ذكرى نجد» تضمنت مشاعره الرقيقة نحو عبد الغني العريسي، كما تضمنت مدحًا به وبآرائه التي انتشرت في مختلف الولايات العربيّة. كما تضمنت القصيدة مدحًا بالعرب والعروبة.

لقد عاش عمر حمد في بيروت في ظل حركة سياسية نشطة، وكان متفاعلاً مع هذه الحركة لا سيما وأن في مقدمة هذه الحركة بعض الشبان من رفاقه في الكلية العثمانية الإسلاميّة مثل: عبد الغني العريسي، ومحمد محمود المحمصاني، وعلي رياض الصلح، وعمر فاخوري، وعمر الزعني، ونسيب البربير، ومحمد شامل وسواهم الكثير. ونظرًا لتزايد الأخطار على ولاية بيروت والولايات العربيّة، فقد تداعت القوى والفعاليات البيروتيّة لبحث هذه الأخطار وكيفية تجنبها، وذلك من خلال جمعية بيروت الإصلاحية التي اجتمعت في (14) كانون الثاني ( 1913 م) في دار المجلس البلدي في بيروت، برئاسة الشيخ أحمد عباس الأزهري وحضور (42) عضوًا من وجوه الطائفة الإسلاميّة، و(42) عضوًا من وجوه الطائفة المسيحيّة.

لقد شهد عمر حمد نشاطات واجتماعات جمعية بيروت الإصلاحية التي قدمت مطالب لوالي بيروت أدهم بك، ثم لواليها أبي بكر حازم بك، وقد تضمنت ضرورة إصلاح ولاية بيروت وبقية الولايات في الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والوقفية والبلدية، وجعل اللغة العربيّة لغة رسمية، كاللغة التركية في مجلس المبعوثان والأعيان، واعتماد اللامركزية أساسًا لحكم الولايات العربيّة.

والحقيقة فإن جمعية بيروت الإصلاحية هي التي عمدت إلى تنظيم أول مؤتمر عربي في التاريخ الحديث والمعاصر، وهو المؤتمر العربي في باريس الذي عقد في حزيران عام (1913 م)، وقدم مطالب إصلاحية باسم العرب للحكومة العثمانية في إستانبول. وكان في مقدمة المشاركين من بيروت: سليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، الشيخ أحمد طبارة، عبد الغني العريسي، محمد المحمصاني، توفيق فايد وسواهم.

وفي الوقت نفسه كانت العديد من الجمعيات العربيّة لا سيما السرية منها تعمل ضد الدولة العثمانية التي باتت في عهد جمعية الاتحاد والترقي تضطهد العرب وتتعصب ضدهم، بعد أن تحكمت بها العناصر اليهودية والدونمة والماسونية. وقد رأى عمر حمد وبعض رفاقه الانتساب سرًا إلى «جمعية العربيّة الفتاة» التي تحرص حرصًا شديدًا على أن لا تضم إليها إلاّ من عرف بحسن الخلق، والأمانة، والكتمان، وقوة النفس والجرأة، بالإضافة إلى اعتناق العروبة والعمل لها. لهذا فإن قَسَم الجمعية لكل منتسب إليها يتضمن «الإخلاص لمبدأ الجمعية ومؤداه بذل كل جهد لإيصال الأمة العربيّة إلى مصاف الأمم الراقية الحرة المستقلة الكبرى، والتضحية في سبيله بالنفس والمال، وكتمان أسرار الجمعية، والطاعة لأوامر هيئتها المسؤولة».

وبعد أن انتسب عمر حمد وأقسم قسم الجمعية، فإن أحدًا لم يعلم بانتسابه حتى أقرب المقربين إليه. وكان لهذه الجمعية بعدٌ عربي، لأنها ضمت عناصر من بيروت وصيدا ودمشق، ومكة، وبغداد، ونابلس، وبعلبك، وجبل لبنان، وغزة، وطولكرم، وحلب، وحمص، والقدس وسواها. ومن بين أعضاء «جمعية العربيّة الفتاة» على سبيل المثال لا الحصر:

من بيروت: عبد الغني العريسي، محمد المحمصاني، عمر حمد، توفيق الناطور، بشير القصار، بشير النقاش...

من بعلبك: محمد رستم حيدر، سعيد حيدر، يوسف سليمان حيدر، إيراهيم حيدر.

من جبيل: رشيد الحسامي...

من مكة المكرمة: فيصل بن الشريف حسين، زيد بن الشريف حسين...

من دمشق: شكري القوتلي، الأمير عارف الشهابي، د. أحمد بكري، جميل مردم، محب الدين الخطيب، إسماعيل الشهابي، كامل القصاب، خالد الحكيم، سعيد الألباني، فخري البارودي، رضا الركابي، سامي البكري، نسيب البكري، بهجة الشهابي...

من بغداد: ياسين الهاشمي، علي جودت الأيوبي، مولود مخلص، توفيق السويدي...

من فلسطين: معين الماضي (حيفا)، زكي التميمي (نابلس)، محمد علي التميمي (نابلس)، رشدي الإمام الحسيني (القدس)، رشدي الشوا (غزة)، سليم عبد الرحمن (طولكرم)، حافظ كنعان (نابلس)، صدقي ملحس (نابلس)، عزة دروزة (نابلس)، إبراهيم هاشم (نابلس).

وهناك أعضاء آخرون من صيدا، وبعلبك، وجبل لبنان، وحلب، وحمص، وبغداد، ونابلس، وغزة، وطولكرم، والقدس الشريف.

وفي (11) آذار (1913 م) قررت «جمعية العربيّة الفتاة» الارتباط بحزب اللامركزية في مصر بصفة رسمية. ويشير كتاب «إيضاحات عن المسائل السياسية...» الصادر عن محاكمات جمال باشا، بأن عبد الغني العريسي اعترف أثناء التحقيق إن المؤسسين لحزب اللامركزية هم: الشيخ محمد رشيد رضا من القلمون - وكان يعيش في مصر - وعبد الحميد الزهراوي، ورفيق العظم وحقي العظم، وبعض المسيحيين الموجودين في مصر، ومن أهمهم داود بركات وإسكندر عمون.

وكان عمر حمد وخلال فترات طويلة يدعو إلى القومية العربيّة، وكان يعتبر بمثابة شاعر القومية العربيّة، وإعلاميًا بارزًا للوطنية والعروبة. فقد كان شعره مؤثرًا في مجتمعه وبيئته، ومن على صفحات الصحف نظم عدة قصائد شعرية وآراء في السياسة والاجتماع.

وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام (1914 م)، كان قد أرسل عمر حمد كضابط احتياط إلى دمشق، فمكث فيها من الزمن، كانت الدولة العثمانية خلالها تئن من وطأة الحرب والأزمات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وأزمة الجوع واجتياح الجراد بيروت ولبنان، ومحاصرة الأساطيل البريطانية والفرنسية للسواحل اللبنانيّة.

ولما بدأ جمال باشا سياسة الضغط والإرهاب والاعتقالات، ومداهمة القنصليات الأجنبية لا سيما الفرنسية، ومداهمة منازل المناضلين الأحرار، ومن بينهم منزل عمر حمد صادرت الشرطة العثمانية مكتبة ضخمة وبعض الأوراق، وبدأت بملاحقته في دمشق الأمر الذي اضطره للتخفي واللجوء إلى عائلة بيروتية كانت تقطن في المدينة، وبقي متخفيًا عندهم ما يقارب اثني عشر يومًا. ثم غادر إلى خارج دمشق متنقلاً من ضيعة إلى ضيعة وبصحبته توفيق البساط قاصدين جبل حوران، فالتقى بهما هناك عبد الغني العريسي وعارف الشهابي وقصدوا بلاد الحجاز، وبالتحديد أم القرى، فتنكروا في زي الأعراب وركبوا قطار الحجاز إلى المدينة المنورة. ولما وصلوا إلى مدائن صالح حيث كان عمر حمد يتنقل من قطار إلى آخر، وكان عبد الغني العريسي قد تكلم باللغة الفرنسية وظهرت سنّه الذهبية المميزة، وكان أحد الأطباء العثمانيين أحمد حلمي قد تعرف إليهما وبلّغ الشرطة العثمانية، وبذلك تم اعتقال المناضلين الأربعة بعد تنقل دام ثمانية شهور، وسيقوا إلى محكمة ديوان الحرب العرفي في عاليه مع آخرين من مختلف المناطق اللبنانيّة والسورية. وكان جمال باشا قد حكم عليهم أثناء فرارهم بالإعدام غيابيًا. ولا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى أن المعتقلين الأربعة لم يكن هدفهم الأول الهرب إلى شبه الجزيرة العربيّة، ولكن أوكلت إليهم مهمة الاتصال بشريف مكة وبأولاده الأمراء فيصل وعبد الله وزيد للتنسيق في واقع العرب وعلاقتهم بالدولة العثمانية، ووضع تصور عربي مشترك للمستقبل.

وبعد محاكمات استمرت شهور طويلة بين عامي (1915 - 1916 م) سيقت قافلة الشهداء الأولى في دمشق، وفي بيروت. وفي (14) آب (1915 م) تمّ إعدام: محمد ومحمود المحمصاني، عبد الكريم الخليل، نور الدين القاضي، صالح حيدر، عبد القادر الخرسا، علي الأرمنازي، سليم عبد الهادي، محمود العجم، نايف تللو، محمد مسلم عابدين.

ولما ابتدأت المحاكمات في عاليه سيق عمر حمد إلى التحقيق، وأوعز المحقق لمحمد الادعاء بأن أحمد مختار بيهم وسليم علي سلام والشيخ أحمد عباس الأزهري هم الذين كانوا بطلبون منه نظم القصائد الوطنية والقومية المعادية للعثمانيين، وفي حال استجابته يصدر العفو عنه، ويمده بالمال وبالوظيفة التي يطمح إليها. غير أن عمر حمد رفض مثل هذه الادعاءات الكاذبة والضغوط عليه، فما كان من المسؤولين العثمانيين إلا أن حاولوا معه ولثلاثة أيام على التوالي، وأفهموه في اليوم الأخير أنه في حال عدم استجابته سيطلق النار عليه، وتدّعي الجهات العثمانية المسؤولة، أنه قتل أثناء فراره من السجن.

وكان جواب عمر رفض الضغوط مجددًا، ورفض إلقاء التهم على سواه رغم وطنية القادة الثلاثة المشار إليهم. ورأى عمر حمد أن العثمانيين أعدموا أبناء المحمصاني، ونور الدين القاضي، ومحمود العجم، وعبد القادر الخرسا دون محاكمة.

ويروي فائز الخوري - شقيق فارس الخوري رئيس المجلس النيابي السوري في عهد الاستقلال - وأحد المعتقلين في حلب والذي سيق إلى عاليه، يروي أنه بعد التحقيق معه وُضع مع عبد الغني العريسي. وأشار إلى أنه بالرغم من أن عمر حمد كان يُحضّر نفسه للإعدام غير أنه كان يمتاز بالأخلاق والجرأة والطهارة والبراءة والتضحية، ومما قاله عنه: «نظر إليَّ من الغرفة المقابلة شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين، أسمر اللون، حالك سواد الشعر، ورآني على تلك الحالة من البرد، فنادى الجندي الحارس وقال له: خذ كانون النار من هنا، وأعطه لهذا الشاب، ولم يكن يعرفني، كما أني لم أكن أعرفه يومذاك، وجاءني الجندي بالكانون، وهو كالصنم لا ينبس بكلمة، فسألته عن الشاب الكريم، فأجاب: هو عمر حمد، فالتفتُّ إليه وشكرته بنظرة».

وأضاف فائز الخوري: «مسكين عمر حمد، ما كان أرق قلبه، وأشرف أخلاقه، ذهب ضحية طاهرة، وهو لم يجنِ إثمًا يقتل عليه».

وعن موضوع الاستنطاقات والتحقيقات قال فائز الخوري في مذكراته: «قيل لي: أن عمر حمد كان أجرأ المتهمين في الاستنطاق». ومن حوادثه أن اللعين حسن بك كان يستنطقه مرة فقال له: «أنت كاذب»، فثار الدم في رأس ذلك الشاب الجريء - رحمة الله عليه - وكاد يهجم على رئيس الهيئة التحقيقية لولا الجندي الذي كان واقفًا وراءه بالسلاح، ولكنه اكتفى بأن أجاب: «نحن لا نكذب ولا نحترم الكذاب»، فحملق حسن بك ونهره غاضبًا: «اسكت يا كلب» فلم يتملك السكوت ]وهو الذي يتباهى بكرامته وعنفوانه[ فأجابه: بل أنت كلب. وهاج حسن بك، وانتقل من كرسيه وهجم على عمر حمد السجين المكبل وصفعه ثلاثًا وأعاده إلى التوقيف».

وأضاف فائز الخوري: أن الجميع كان يخشى الموت إلا عمر حمد ومما قاله: «كنا نعجب جميعًا لجرأة عمر حمد في كل أطواره، فإنه لم يكن يبالي بالموت، ولا بالحياة، وكان يقطع أوقاته بنظم الأشعار».

وفي الخامس من أيار (1916 م) صدر قرار عن محكمة عاليه بترحيل بعض المسجونين لإعدامهم في دمشق. وفي فجر السادس من أيار بدأت حركة الإعدامات في بيروت - بعد تحقيق دام أربعة شهور - بحق عمر حمد، عبد الغني العريسي، الشيخ أحمد حسن طبارة، توفيق بن حمد البساط، عارف بن محمد سعيد الشهابي، سيف الدين بن أبي النصر الخطيب، سعيد بن فاضل عقل، باترو باولي، جورجي بن موسى الحداد، سليم بن محمد سعيد الجزائري، علي ابن الحاج عمر النشاشيبي، أمين لطفي بن محمد حافظ، جلال بن سليم البخاري، محمد بن حسين الشنطي، وحكم على رياض الصلح ووالده بالنفي إلى خارج البلاد.

وأعدم في دمشق: عبد الحميد الزهراوي، شفيق بن أحمد مؤيد العظم، الأمير عمر بن عبد القادر الجزائري، رفيق بن موسى رزق سلوم، عبد الوهاب بن أحمد المليجي الإنجليزي، رشدي بن أحمد الشمعة، الأمير عمر وشكري بن بدري علي العسلي.

ومن يطلع على حيثيات الحكم الصادر بالإعدام بحق عمر حمد أو سواه، يدرك تمامًا الأسباب الواهية لهذا الحكم، فلم يتهم بالاتصال بالقوى الأجنبية أو بالتآمر مع القنصليات أو الاتصال بها، إنما كل ما تضمنه الحكم أن عمر حمد كان منتسبًا لحزب اللامركزية، وينظم الشعر وينشده بين الناس. ومما جاء في كتاب «المحاكمات» الصادر عن جمال باشا ما يلي:

«عمر حمد من بيروت مسلم (من أصل مصري)، تثبت بالوثائق أنه من ضمن أعضاء اللامركزية، وكان أنشد في إحدى مراسح التمثيل قصائد تنفر بين العرب والترك، وكان فر مع عبد الغني العريسي إلى البادية انوجد معه في حركاته القائم بها عند العربان، حكم عليه بالإعدام».

ومن الأهمية بالمكان القول تسجيل اللحظات الأخيرة من حياة عمر حمد قُبيل إعدامه. فقد نادى منادي السجن: عمر حمد: البس ثيابك.

يقول فائز الجابري: أني لم أرَ أشجع من هذا الفتى، وهو أصغرنا سنًا في أطواره كلها. فقد كان في السجن، وفي الاستنطاق، وأمام المحكمة الظالمة، وتحت المشنقة، شعلة ملتهبة بالحمية والشجاعة.

أكمل عمر لبس ثيابه، وكان قد بدأه لما نودي باسم عبد الغني، لعلمه أن نصيبه مقرون بنصيبه، وخرج من بيننا وهو ينشد بأعلى صوته مع مجموعة من رفاقه:

نحن أبناء الأولى شادوا مجدًا وعُلى
نسل قحطان فاصلاً ليس نرضى الأسرَ

ومما جاء في قصيدته الأخرى «نحن أبناء الأولى»:

يا أيها العرب الكرام إلى متى أنتم نيام
قوموا إلى الموت الزؤام وامشوا له مشي الأسود
كنتم ملوكًا في الورى تخشاكم أسد الثرى
بالبيت في أم القرى هل تذكروا تلك العهود
نحن الأولى فتحوا البلاد دانت لنا كل العباد
فما لنا من ذي الرقاد من عاش ذلاً لا يسود
يا آل قحطان الأولى بالمجد عاشوا والعلى
ما بالكم عدتم بلا عز ألستم في الوجود

وكان صوته يرن في آذان الجميع، وهو سائر بخطواته القوية، تحت أروقة السجن إلى المكان المعد له ولرفاقه في تلك الليلة.

وقيل: إن عمر حمد كتب على الطاولة في دائرة البوليس في بيروت ثلاثة أبيات حماسية من الشعر، رددها وهو صاعد إلى المشنقة. ولما وقف على المنصة خاطب رضا باشا ومدير البوليس باللغة الفرنسية قائلاً: إني أكلمكما باللغة الفرنسية لأنكما لا تفهمان العربيّة، فبلِّغا حكومتكما الظالمة: «إن هذا العمل الذي تعمله الآن سوف يكون سببًا في خرابها وتقويض أساساتها». ثم التفت إلى الحاضرين، وقال باللغة العربيّة: «إني أموت غير خائف ولا وجل فداء الأمة العربيّة، فليسقط الأتراك الخونة، وليحيى العرب».

ولما وصل الشهيد عمر حمد إلى قوله: «فليسقط الأتراك الخونة» ضرب المولج بأمر إعدامه الكرسي من تحته قبل أن يتمكن الحبل من عنقه، فهوى عمر إلى الأرض بين حي وميت، فأعيد الحبل إلى عنقه، ووخزه الشرطي بسيفه شاتمًا ولاعنًا، فأصيب بجرح كبير في رأسه، فاقشعر عبد الغني العريسي مما رآه، وقال غاضبًا: «عار عليكم أن تعذبوا المحكوم بالإعدام إلى هذه الدرجة، إن الإنسانية ستنتقم منكم على هذه الأعمال» فنهره الشرطي وقال له بخشونة ولؤم: «هذا لا يعنيك فمن يخن دولته ينله أكثر من ذلك».

ولوحظ أن عمر حمد وضع على عنقه قصيدة الاستشهاد التي نظمها قبل تنفيذ الإعدام، وقد وجدت معلقة على عنقه وهو في الساحة، وقد جاء فيها:

خُطوا على قبري بني وطني بيتًا يرددهُ فمُ الحقبِ
هذا ضريحُ شهيدِ موطنه هذا شهيدُ محبةُ العربِ

 في دراسة متأنية لقصائده الشعرية ندرك كم كان عمر حمد شاعرًا وطنيًا وقوميًا وإسلاميًا في الوقت ذاته، وقد استشهد ضحية شعره وقصائده، وضحية مواقفه السياسية الوطنية والقومية، وضحية إخلاصه لقضايا العروبة والإسلام، وضحية لآرائه في الحرية التي آمن بها إيمانًا مطلقًا. ويمكن تصنيف قصائده على النحو التالي:

أولاً: في المجال الإسلامي، نظم قصائد:

◄«شكوى إلى النبي المضري».

◄ «إلى أمير المؤمنين».

ثانيًا: في المجال القومي والعربي، نظم قصائد:

«نداء العرب».

◄«وداع وتذكير».

◄«نحن أبناء العلى».

◄«أين أنتم».

◄«حل العقال».

◄«نحن أبناء الأولى».

◄«البرق الخلب».

◄«ذكرى».

◄«بشائر النصر».

◄«وجهلتم أنكم نسل الأمين».

◄ «سقوط الظالمين».

ثالثًا: في مجال الرثاء والمدح، نظم قصائد:

◄«إلى أحمد مختار بيهم» مدح.

◄«الطائر فتحي بك».

◄«الطلل البالي».

◄«الشيخ محيي الدين الخياط» رثاء.

◄«عثمان».

◄«زفاف الفرقدين».

◄«القصر العالي» قصر محمد أفندي بيهم.

◄«الشباب» مدح لفؤاد أفندي الخطيب.

◄«لمن أشتكي».

◄«ذكرى نجد» لعبد الغني العريسي.

◄«شكوى الأديب للأديب» لعبد الرحمن القصار.

◄«من شاعر إلى شاعر» لعبد الرحمن القصار.

◄«رسالة الصديق» لعبد الرحمن القصار.

◄«شكوى الزمان».

◄«فتحي وصادق».

◄«شكوى وشكر» للأديب بشير يموت.

رابعًا: في مجال العلم والفضيلة والحب والشكوى، نظم قصائد:

◄«الجهل فتاك».

◄«الطيار فدرين».

◄«نحو الفضيلة».

◄«السبق السلاهب».

◄«بذا قضى أبواها» قصيدة حب.

◄«نجوى البائسة» قصيدة حب.

◄«الشرق والشرقيون».

◄«المحيي والمميت».

◄«الشهامة والوفاء».

◄«شكوى الزمان».

وبعد إعدام عمر حمد ورفاقه صدمت بيروت صدمة مروعة، ولم يتردد البيارتة بضرورة إنهاء الحكم التركي الذي بات منذ عام (1909 م) حكمًا معاديًا للعرب والعروبة والإسلام، ويعمل إلى جانب اليهود والصهيونية والقوى الدولية العاملة من أجل دولة يهودية في فلسطين منذ أن خُلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش في عام (1909 م).

لقد أعدم عمر حمد، ومن بعده توالت المقالات وقصائد ومواويل الرثاء تتضمن خصاله ومآثره منها على سبيل المثال:

1- قصيدة الأديب بشير يموت «إلى روح صديقي الشهيد عمر حمد يوم أبطال العربيّة».

2- قصيدة الشيخ محمد حمد شقيق عمر «التاريخ».

3- قصيدة أخرى للشيخ محمد حمد «رثاء».

4- قصيدة «رثاء في الشهيد عمر حمد» لمجهول.

5- قصيدة الأديب نجيب بالوظة قليلات أرخ: «شهيدًا قد قضى».

6- قصيدة الشيخ مصطفى الغلاييني «الفتى الشهيد».

7- قصيدة الأديب محمد الشريقي «يوم الشهداء: إلى روح الشاعر الشهيد شاعر الشباب وشهيد الحرية».

8- قصيدة الأديب أحمد دمشقية «لشهيد الإخلاص للعرب».

9- موال عن الشهيد عمر حمد لراعي الموال الكبير الأستاذ أحمد أفندي طرابلسي.

10- موال عن الشهيد عمر حمد لشقيقه الحاج سعيد حمد.

ومما جاء في إحدى قصائد الرثاء بعمر حمد:

أفوض أمري للإله وأحوالي وأشكر له حزن هو الملك العالي
فيا برج بيروت بك البدر قد هوى وفيك لقد كان الخسوف بأبطالِ
فليتك لم تبن وليتك لم تكن وليتك بك التبيان هدمًا بزلزالِ
بك النائبات الفادحات لقد أتت وألقت سهام الغدر في كل منضالِ
فمنهم ضياء من بني حمد لقد أحاط به سهم فأطفاه بالحالِ
أبا عمر المحبوب يبكيك بالدِما بنو حمد دومًا مع الصحب والآلِ
كذلك بيروت العزيزة سرمدًا وبغداد وسوريا بندبٍ وأغوالِ
وبغداد وسوريا بندبٍ وأغوالِ كذا مصر تبكي والجزيرة تنتحب
كذا قطرنا يبكي بغدوٍ وآصالِ كذا لغة القرآن تبكي فتى لها

أما الحاج سعيد حمد فقد نظم موالاً في شقيقه عمر قال فيه: (موال)

كفى يا عيناي وزيدي فرح وتأهبي للقاء القادمين وفود
أبطال بسيوفهم عنا أزالوا الترح من بعد ما كان فينا حاكمين قرود
ظلاَّم يمشون كانوا في الأراضي مرح ورجالنا قد دعوها مطعمًا للدود
يوم السبت ابدلوا أفراحنا بالترح يا ويلهم ما يخافوا الواحد المعبود
يا فيصل القوم يا من فيك ربي سمح رحمة لمن علقوا ظلمًا وسكنوا لحود
شبان أمثالهم رب السما ما سمح فخر العرب والعجم حازوا الكرم والجود
والله يا قوم عقلي من دماغي سرح عفراق من كان خل البائسين ودود
عمر حمد يا ابن أمي يذوق قلبك فرح هالآن خلانك العربان وفوا عهود
خصمك على حر نيران الجحيم انطرح أصبح يقاسي عذاب النار ذات وقود
أنتَ بجنات عدنٍ ربنا لك سمح اهنأ وطب خالدًا فيها وشم ورود
لا بدَّ من يوم يظهر للخلق من نجح ونخاصم الضد عالأعدا نقيم حدود
ما خاب من لاذ في باب الآله وجنح للسلم إلا عليه الخير عاد ردود
الحمد لله حمدًا دائمًا لا برح مما قضى الله من وعدٍ ومن موعود
صلو على إلاه العرش صدره شرح أذكى العرب والعجم فخرًا وأعلا جدود

هذا، وقد حرصت بلدية بيروت على تكريم الشهيد عمر حمد، فأطلقت اسمه على شارع مهم في منطقة الطريق الجديدة، وهو الشارع الذي سكنه لسنين طويلة شقيقه الشاعر الحاج سعيد حمد (1891 - 1977) وأولاده وأحفاده وبقية أفراد الأسرة. كما أطلقت وزارة التربية عام (2004 م) اسمه على إحدى مدارسها في منطقة الطريق الجديدة.

والأمر الملاحظ، أنه بعد إعدام الشهيد عمر حمد عام (1916 م)، حرص أبناء الأسرة على الاستمرار في العمل الإسلامي والوطني والقومي والعسكري، منهم على سبيل المثال السادة: العقيد عبد الغني حمد بن أحمد حمد، المفوض الممتاز عبد الكريم حمد، عبد السلام حمد، الحاج مصطفى سعيد حمد، عبد اللطيف سعيد حمد، عبد الرزاق حمد أحد العاملين والناشطين في الحقل الاجتماعي العام. وبرز من الأسرة الأستاذ الجامعي المهندس الدكتور بلال حمد أحد المقربين من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد طرح اسمه أكثر من مرة لتولي مناصب وزارية أو نيابية أو نقابية، وهو في الوقت نفسه رئيس جمعية متخرجي مؤسسة الحريري.

كما عرف من أسرة حمد السادة: أحمد عبد الرزاق، أحمد مصطفى، بسام عبد الكريم، جمال إبراهيم، خالد، خالد خضر، خالد محمد، سعيد مصطفى الحفيد، سليم أحمد، شريف، عبد الرحمن، عصام، علي عبد الغني، محمد أحمد، وليد حمد وسواهم.

ومن الأهمية بمكان القول: أن أسرة حمد الدرزية المتوطنة منذ القرن التاسع عشر في منطقة عين المريسة لا قرابة بينها وبين أسرة حمد السنية البيروتيّة، ولا قرابة بينها وبين أسرة حمد الشيعية أو المسيحيّة. كما أن أسرة حمد الدرزية هي في الأصل من أسرة الجردي من الشويفات، تعود بنسبها لجدها خليل الجردي الذي أنجب ولدًا وحيدًا أسماه حمد الذي أنجب بدوره السيد خليل حمد، ومنذ تلك الفترة عرفت الأسرة الدرزية باسم أسرة حمد.

أما حمد لغةً واصطلاحًا، فهي من الحمد والشكر لله تعالى، وقد أطلق العرب قديمًا وحديثًا هذا اللقب على أولادهم وأحفادهم، وعلى أمرائهم، وما تزال بيروت وما يزال لبنان ودول الخليج العربي تشهد اسم حمد بينهم العديد من الأمراء والمشايخ.

OUMARHAMAD

الشهيد عمر حمد