آل دي فريج (فريج)

من الأسر المسيحيّة والإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي توطنت في بلاد الشام، ومن بينها لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، كما توطن فرع من الأسرة في العراق، وجميعها تعود لقبيلة فرج العربيّة، وقد سميت مناطق عديدة في الوطن العربي باسم «فرج» ومنها اشتق لفظ «فريج» مصغر «فرج».

أطلق اسم فريج على بطن من عشائر الجبور، وعلى بطن من عشائر بني صخر الجذاميين، كما أطلق على بطن من عشائر الدياب إحدى عشائر محافظة حوران في سوريا. ومع مرور السنين، وتبدل الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية توزعت هذه البطون بين الإسلام والمسيحيّة.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن أسرة فريج المسيحيّة هي دمشقية الأصل، جذورها كاثوليكية، قبل انتقال فرع منها إلى المذهب الأنجيلي - البروتستانتي، وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خاصة بعد انتقال أحد أجدادها يوحنا فريج إلى بيروت إثر الحوادث الدامية في دمشق عام 1860، ومن سلالته أسرة دي فريج في بيروت المحروسة.

ونتيجة دراستي على وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، فقد تبين لي «عزتلو موسى أفندي ابن يوحنا أفندي ابن موسى فريج التاجر الدمشقي العثماني المقيم في محلة زقاق البلاط خارج بيروت...» كان كاثوليكيًا كما جاء في السجلات المشار إليها عام 1304 ه - 1886 م، بدليل مثوله في المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في غرة رجب عام 1304 ه، وقرر طائعًا مختارًا، وهو بصحة من عقله وبدنه، وقف وحبس عدة أملاك له في محلة الفاخورة باطن بيروت، في ثلاث وقفيات على فقراء بطريركية الروم الكاثوليك في دمشق الشام، على أن يكون الواقف عليها مطران طائفة الكاثوليك مكاريوس أفندي بن ميخائيل الحداد العثماني.

وفي بيروت المحروسة، وسواء في العهد العثماني، أو في عهد الانتداب الفرنسي، أو في عهود الاستقلال، فقد برزت أسرة فريج بروزًا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، لهذا نال بعض أفرادها لقب «مركيز» ولقب «دي فريج» وهي ألقاب لا تعطى في أوروبا إلا للعائلات والأسر البارزة، والتي لها إسهامات متميزة في أكثر من ميدان. كما نال بعض الأفراد من الدولة العثمانية لقب «عزتلو» أي صاحب العزة، ولقب «أفندي». برز من أسرة فريج (دي فريج):

يوحنا أفندي فريج الجد الأول للأسرة في بيروت المحروسة بعد مغادرته دمشق.

عزتلو موسى أفندي بن يوحنا أفندي بن موسى فريج.

المركيز موسى دي فريج المشار إليه، صاحب العزة في القرن التاسع عشر. وعضو مجلس بلدية بيروت عام 1899.

الطبيب الدكتور سليم فريج من أوائل الأطباء الذين تخرجوا من كلية الطب في الكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأميركية في بيروت).

موسى جان دي فريج (1910 - 1987):

مواليد بيروت في 11 آب عام 1910، تلقى علومه في مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت المحروسة، ثم انتقل إلى كلية الحقوق، ونال الإجازة من الجامعة اليسوعية عام 1934.

عمل على تأسيس شركة خليل فنّال، وعمل في عدة مشاريع اقتصادية ومالية. ترأس مجلس إدارة كازينو لبنان عام 1964، كما عمل مديرًا لصحيفة «لوجور» (Le Jour) وله كتابات فيها. كان متأثرًا بفكر خاله ميشال شيحا. كان صاحب فكرة إنشاء مكتب الحبوب مع السيد إدوار صوما.

في عام 1947 انتخب موسى دي فريج نائبًا عن بيروت المحروسة عن مقعد الأقليات، وأعيد انتخابه في دورة عام 1951، وكان من جملة المعارضين للتجديد لرئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري رغم رابطة القرابة معه.

تأهل من السيدة رينيه نقولا دوماني، ولهما ميشال وجان ونبيل، توفي في 6 آذار عام 1987.

وبرز من الأسرة نجله نائب بيروت نبيل موسى دي فريج (1955 - ) مواليد بيروت المحروسة في 31 آب عام 1955. تلقى علومه في مدرسة سيدة الجمهور، وفي المعهد الفرنسي العالي للتجارة والإدارة. عمل في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية أهمها تأسيسه لمعامل ألبان لبنان، كما عين عضوًا في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية بين أعوام 1989 - 2000. في عام 2000 اختاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليكون معه في عداد لوائحة الانتخابية في بيروت المحروسة، فنجح نائبًا في دورات عام 2000 وعام 2005 وعام 2009. كان - وما يزال - فاعلاً على الصعيد السياسي والوطني والاقتصادي والتشريعي، وقد عمل على إعادة انتخاب لبنان في هيئة مكتب البرلمان الفرنكوفوني في كندا في تموز عام 2001، وفي اللجنة السياسية. هو عضو في كتلة قرار بيروت و(14) آذار، وكتلة لبنان أولاً.

يعتبر في مقدمة الداعين إلى صبغة العيش المشترك، وإلى الحوار بين الحضارات. يرأس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي في لبنان.

متأهل من السيدة مايا روبير بركات، وله ولدان: مكرم وجيهان.

عرف من أسرة فريج ودي فريج الإسلاميّة والمسيحيّة السادة:

رينه دي فريج، فيليب دي، موسى دي، ميشال موسى دي فريج، بشير إبراهيم فريج، زكريا محمد، سمير خليل، سهيل، عبد الله محمد، عصام، عصام توفيق، الدكتور غازي محمد فريج أحد المسؤولين في رئاسة الوزراء اللبنانيّة، توفيق، محمد إبراهيم، منير محمد، هاني، وجيه، يحي محمد، يوسف خليل فريج.

وفريج لغة واصطلاحًا من فرج، وفرج من ذهاب الهم والغم، أي الانتهاء مما كان يشغل بال الإنسان. وفرج وفريج إحدى قبائل ومناطق العرب.