آل رسلان (أرسلان)

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة (السنية والشيعية والدرزية) واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة في شبه الجزيرة العربيّة وإلى أمرائها الذين أسهموا في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس لهذا، فإن آل أرسلان انتشروا في مناطق عديدة من العالم العربي، لا سيما من ينتسبون إلى جدهم الأول الأمير أرسلان بن مالك النعماني وإلى شقيقه الأمير منذر بن مالك النعماني، وقد توطنت الأسرة منذ العهد العباسي عام 146 ه - 758 م في مناطق بيروتية ولبنانية وعربية عديدة، منها مناطق: سن الفيل، وباطن بيروت والشويفات وخلدة ووداي التيم وجبل لبنان، وسائر مدن ومناطق الساحل البيروتي واللبناني والشامي، وممن كان مجاهدًا ومقيمًا في بيروت المحروسة الأمير الأرسلاني أبو حسام النعماني الذي استقبل عام 312 ه - 924 م نسيبه الأمير أحمد بن محمد أبي يعقوب بن هارون الرشيد وزوجته وأولاده في دارته في بيروت، كما أن الأمير شمس المعالي أرسلان استشهد عام 1110 م دفاعًا عن بيروت المحروسة ضد الصليبيين.

ومن الأهمية بمكان القول، بأن منطقة من مناطق باطن بيروت المحروسة أطلق عليها منذ الحروب الصليبية باسم «زاروب الشيخ رسلان» و«محلة الشيخ رسلان» الواقعة شمال الجامع العمري الكبير التي كانت تضم سوق القطن وسوق القزاز وزاوية البياطرة (الخلع) وزاوية البدوي وسواها. أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الشيخ رسلان (أرسلان) بن يعقوب بن عبد الله الجعبري الدمشقي. توفي في دمشق له ضريح في دمشق بُني عام 1049 ه. وكان البيارتة يعتقدون بكراماته ويرددون عند المخاطر والملمات «شي لله يا شيخ رسلان، يا حامي بر الشام» كما وجد في بيروت المحروسة «عودة أرسلان» و«بيت رسلان» في مزرعة المصيطبة خارج بيروت.

برز من آل أرسلان عبر التاريخ الكثير من الأمراء والقادة منهم على سبيل المثال:

الأمير مسعود بن أرسلان بن مالك (762 - 837 م) ونجله الأمير هاني بن مسعود الأرسلاني، والأمير النعمان ابن عامر بن مسعود (842 - 837 م) الذي كان مرجعًا في فقه الإمام الأوزاعي (t)، والمير سيف الدولة منذر بن النعمان المتوطن في الشويفات منذ عام (970 م). ومن مشاهير الأسرة الأرسلانية شجاع الدولة أبو الغارات عمر أرسلان (1026 - 1088 م) ونجله أمير بيروت المحروسة عضد الدولة الأرسلاني (ت 1110 م) والأمير زين الدين أرسلان (ت 1295 م) الذي شارك في معركة عين جالوت ضد المغول التتر عام (1260 م) والأمير جمال الدين أرسلان (ت 1585 م) الذي شارك في معركة مرج دابق إلى جانب العثمانيين، والأمير أحمد عباس أرسلان رئيس ديوان شورى الدروز، والأمير حيدر أرسلان نائبه، والأمير مصطفى أرسلان (1848 - 1914) قائمقام الشوف ونجله الأمير أمين مصطفى أرسلان (1848 - 1914) نائب في مجلس المبعوثان العثماني، والأمير توفيق ابن مجيد أرسلان (1871 - 1931) قائمقام الشوف، والأمير نسيب بن حمود أرسلان (1868 - 1927) شقيق الأمير شكيب أرسلان (1869 - 1946) وشقيقه الأمير عادل أرسلان (1887 - 1954) والأمير توفيق ابن مجيد أرسلان (1871 - 1931) وشقيقه الأمير فؤاد مجيد أرسلان (1874 - 1930) ونجله الأمير محمد توفيق أرسلان (1908 - 1983) أحد رجالات الاستقلال البارزين، تولى الوزارة لمدة (29) مرة. وكان نائبًا إلى مفاته عام 1983. كما برز نجله الأمير طلال أرسلان (من السيدة خولة) ونجله المرحوم فيصل أرسلان (من زوجته الأولى).

ومن الأهمية بمكان القول، بأن آل أرسلان العرب البيارتة عاشوا في بيروت المحروسة منذ بداية الفتوحات العربيّة وتولوا لإدارتها وحمايتها والتوطن فيها وتملكوا فيها أيضًا. وممن أوردته سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر الأمير خليل أرسلان أحد ملاّك مزرعة رأس بيروت وساقية الجنزير، والأمير سعيد ابن الأمير حسن رسلان أحد ملاّك مزرعة رأس بيروت وجب النخل (محلة قريطم)، والأمير أحمد بن الأمير عباس رسلان من ذوي الأملاك قرب مزرعة قريطم ومقابل صخرة الروشة.

والأمر اللافت للنظر، بأن أمراء أرسلان وبسبب توطنهم في بيروت المحروسة ومختلف المناطق اللبنانيّة والشامية والعربيّة، وبما أن جذورهم الإسلاميّة واحدة، لهذا، فإن بيروت وضواحيها ومختلف المناطق اللبنانيّة شهدت أسر أرسلان (الرسالنة):

1- أرسلان السنة.

2- أرسلان الدروز.

3- أرسلان الشيعة.

4- أرسلان من عشائر محافظة العلويين، وتنسب لجدها رسلان.

برز من أسرة أرسلان (رسلان) الصحافي محمد عزة محمود رسلان مؤسس وصاحب مجلة ياسمين عام 1912 في بيروت. كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم جودت، أحمد محمد، جودت، حسان محمد، سامي أمين، صبحي محمد، عبد الحفيظ جودت، فايز محمود، فؤاد أحمد، كامل، ماجد صبحي، محمد، محمد عفيف، محمد منصور، مصطفى محمد، هاشم محمد رسلان والأعلامي علي رسلان وسواهم.

ورسلان (أرسلان) وتأتي بمعنى أصلان لغة واصطلاحًا كلمة فارسية وتركية تعني الأسد أو السبع، للإشارة إلى قوة الشخص، ونسبت إلى كلمة أرسلان مصطلح «أرسلانجي» أي المسؤول عن الأسود، وآرسلان خانه وهو المكان المخصص لتربية الأسود في القصر السلطاني. كما صدر في العهد السلجوقي وفي العهد العثماني بعض النقود التي عرفت باسم «آرسلانلي» نقش عليها صورة الأسد، وعرفت أيضًا باسم الأسدي أو أرسلاني.