آل روضة (روضة البلح)

من الأسر الإسلاميّة الدرزية البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربيّة واليمن، أسهمت في الفتوحات العربيّة لمصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس. ومن العشائر التي انتسبت الأسرة إليها عشيرة المناذرة التي تفرع منها قبائل بو هلال وبو سمرة وبو عذّار، وقد انتقل فرع روضة من العراق إلى الجولان ومنها إلى وادي التيم. ونتيجة لحدوث بعض الفتن والاضطرابات في المنطقة، فقد نزحت الأسرة عام 1460 م من وادي التيم إلى بيروت المحروسة وبالتحديد إلى منطقة عين المريسة.

ومن المعروف أن أسرة روضة إنما تنتسب في جذورها لقبيلة البوسمرة المناذرية، ولما نزحت الأسرة إلى منطقة عين المريسة في بستان مليء بالبلح أطلق عليها لقب «البلح»، وكان أحد أجداد الأسرة قد تزوج من فتاة اسمها روضة غاوي أصبحت سيدة بارزة في المجتمع البيروتي، لهذا، فقد عرف أولادها باسم أولاد «روضة البلح» وقد استطاعت هذه الأسرة منذ العهد العثماني ولفترات طويلة حماية الثغور البيروتيّة والدفاع عنها، كما أقامت علاقات متينة مع عائلات درزية بارزة مثل آل تلحوق وآل العماد وآل أبي اللمع مما كان لهم نفوذ ووجاهة في بيروت والجبل.

وممن برز من الأسرة في العهد العثماني الشيخ أمين روضة أحد الموقعين على وثيقة تاريخية عام 1715 م، وكانت هذه الوثقة بحوزة الشيخ سليم إبراهيم روضة عام 1980، مما يؤكد أصالة أسرة روضة في بيروت المحروسة.

برز من نسل الجد أمين روضة الكثير من العلماء والملاك والوجهاء والأطباء في التاريخ العثماني وعهد الانتداب وعهود الاستقلال (انظر شجرة نسب آل روضة المرفقة)

اشتغل بعض أفراد الأسرة في الزراعة والتجارة وصناعة الحرير. كما تلقى أحد أجدادهم لا سيما أمين روضة الثاني ابن حسن روضة التربية والتعليم في زاوية الإمام الأوزاعي (رحمه الله) في باطن بيروت (سوق الطويلة فيما بعد)، وبعد أن أصبح شاباً يافعاً استعان به متسلم مدينة بيروت عبد الفتاح آغا حمادة، وعينه مسؤولاً على طريق الساحل من بيروت المحروسة حتى السعديات. كما كلف من قبل التاجر الحاج عبد الرحمن أياس باستيراد الخشب وإيداعه في مستودع آل أياس في أسفل مدرسة الفرير في رأس بيروت.

أما قاسم بن محمد روضة فقد عرف بتميزه بالموسيقى والغناء، لذا عمل في قصر الخديوي في مصر، كما قام في عهد متصرف جبل لبنان بتعليم الموسيقى العسكرية لأفراد الضابطية. أما محمد الثاني ابن علي روضة فقد أنجب الأطباء السادة: علي، يوسف، حليم، فؤاد (1902 - 1978) نديم، عبد الله، سامي، وفريد، وجميعهم من الأطباء البارزين من متخرجي الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية. كما برز السيد أنيس بن سليم روضة أحد متخرجي الجامعة الأميركية، وأحد العاملين البارزين من أجل الحفاظ وتطوير الأوقاف الدرزية، كما استطاع مع زملائه على إقامة قاعة حضارية المعروفة باسم بيت الطائفة الدرزية في المناسبات المتنوعة.

ومن النساء الشهيرات من آل روضة الفنانة الرسامة سلوى روضة وشقيقتها السيدة أنيسة روضة عقيلة الوزير الأسبق المرحوم فؤاد تجار ورئيسة جمعية إنعاش القرية. كما برز من الأسرة السادة: إبراهيم، عارف، عساف، خالد، خليل، سليم، شفيق، عبد الله، عفيف، غسان، مصطفى، نجيب، ونور روضة وسواهم الكثير ممن برز في مختلف ميادين وأنشطة المجتمع البيروتي واللبناني.

ولا بد من الإشارة إلى أن بعض أفراد الأسرة ما تزال تظهر في هوياتهم اسم العائلة على أنه «روضة البلح» منهم السيد: عامر أمين روضة البلح، رولا عصام، عصام، فوزي فؤاد، ياسر جميل، نبيل نجيب، جميل، جولي نور، خليل صلاح، رمزي زهير، رنا كمال، زهير إبراهيم، سامر زهير، سليم إبراهيم، شفيق، فؤاد، كمال، كمال إبراهيم، كمال سهيل، مروان أنيس، مهجة جميل، مي كمال، وفاء عزيز روضة البلح وسواهم الكثير. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن بيروت المحروسة شهدت أسرة سنية قليلة العدد تحمل اسم روضة.

وروضة لغة واصطلاحاً تعني الجنة وهي روضة من رياض الجنة، وتعني الحديقة الغنّاء أو البستان .