آل الرواس

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والصيداوية واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب والأندلس، وقد عرف من فروعها عبر التاريخ:

1 – أمراء آل نعمان الرواس: تنسب إلى الأمير نعمان بن عامر أحد الأمراء الذين حكموا بيروت وصيدا ومناطق في فلسطين عام 257 هــ - 871 م. وكان لأمراء آل نعمان مواقف جهادية ورباط في بلاد الشام منذ الفتوحات الإسلاميّة الأولى إلى نهاية العهد العثماني.

2 – الرواس: قبيلة عربية انتشرت في مناطق عديدة، عرف منها المحدث والمفسر أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح الرواس المفسر صاحب «التفسير الكبير» توفى عام 415 هــ.

3 – قبيلة رواس: قبيلة عربية من سُليم بن منصور من العدنانية.

4 – رواس بن الحارث: ويقال لهم «بنو رؤاس» بطن من عامر بن صعصعة، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو رواس بن الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. ومن بني الحارث ابن معاوية بن بكر بن هوازن: بنو عُتر بن معاذ بن عمرو ابن الحارث بن معاوية بطن مع بني رُواس، ليس منهم بالبادية أحد، كلهم بالكوفة، ومسجدهم هناك معروف، ومنهم بمصر: زهير بن غزية بن عمرو بن عُتر... ومنهم الجنيد ابن عبد الرحمن بن عوف بن بُجيد بن الحارث، وهو رؤاس ابن كلاب والي خراسان، وعمرو بن مالك بن بُجيد بن رُوّاس بن كلاب له صحبة وسواهم الكثير.

والحقيقة فإن قبائل نعمان ورواس وربيعة وهوازن انتشرت في مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربيّة ومصر وبلاد الشام. وفي العهد العثماني انطلق أحد أجداد آل الرواس من حيفا إلى بيروت المحروسة مرابطاً ومجاهداً في سبيل الدفاع عن الأراضي العربيّة والإسلاميّة. وقد توطن الجد الأول للأسرة في منطقة وادي أبو جميل، ثم في منطقة السور في زمن الحاج محمد الرواس الكبير، ثم توطنت العائلة منطقة الطريق الجديدة في عام 1925 في عهد ابنه الحاج جميل الرواس وكان هذا الانتقال إلى المنطقة حدث تاريخي مهم، لما ترتب عليه من أعمال مجيدة وخيّرة ومباركة قامت بها هذه الأسرة الكريمة، انعكست إيجاباً وخيراً ليس على منطقة الطريق الجديدة وحسب، وإنما على بيروت ولبنان والعالم العربي أيضاً.

الحاج جميل رواس (1888 – 1976) رجل البر والإحسان والخير والعطاء:

ومهما يكن من أمر فقد اشتهرت أسرة الرواس في بيروت بالإشتغال في الأعمال التجارية في العهد العثماني، واشتهرت بأعمال البر والإحسان على وجوه ونشاطات عديدة في المجتمع البيروتي واللبناني. وكان الحاج محمد الرواس الكبير أحد وجوه بيروت العثمانية، وأحد العاملين في الميدان الصناعي والتجاري.

في هذه البيئة الصالحة والمتدينة والخيّرة ولد جميل محمد رواس في بيروت عام 1888 مع إعلان بيروت ولاية عثمانية. وقد تلقى علومه الأولى في مدرسة الشيخ محمد نديم الأرناؤوط وفي المدرسة السلطانية، وتعلم في صباه إلى جانب اللغة العربيّة التركية، وتعلم فيما بعد الألمانية والفرنسية.

ومنذ طفولته بدت عليه ملامح الإبداع والابتكار عندما عمل في فترات الصيف من كل عام في أعمال الصناعة والحدادة عند المعلم سليم في محلة الجميزة، فأتقن الصنعة مما دعا معلمه إلى تسليمه الكثير من الورش منها ورشة قصر سرسق في الأشرفية. وما أن أصبح فتى يافعاً حتى بات مهندساً ميكانيكياً نتيجة لخبرته وتميزه في أعمال الميكانيك، وكان أصحاب المصانع يقصدونه لحل الإشكالات الصناعية والميكانيكية التي كانت تبرز عادة في آلات ومعدات مصانعهم. لذلك عمد مع والده الحاج محمد الرواس الكبير إلى استيراد أول مصنع ثلج صناعي إلى بيروت ولبنان، ثم عملا على استيراد مطحنة متطورة لطحن القمح والشعير والحبوب على أنواعها.

ومع مر السنين بدأت سمعة جميل رواس الصناعية والميكانيكية تنشر في أرجاء الدولة العثمانية. ولما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وكانت ألمانيا قد باشرت بتأسيس مصنع للأسلحة في دمشق بالتعاون مع الدولة العثمانية، وقد تبين في هذه الفترة أن الخبراء الألمان واجهوا العديد من الصعاب في إعداد معدات المصانع وتركيبها، لذلك لجأ قادة الجيش العثماني في دمشق إلى الطلب من والي بيروت إرسال جميل رواس إلى دمشق لحل تلك المشكلات التي لم يتمكن المهندسون الألمان من حلها. وبالفعل فقد استطاع جميل رواس حل جميع المعضلات الصناعية والميكانيكية، لهذا كافأه الألمان وسمح له الأتراك بالتنقل بين بيروت ودمشق دون قيد أو شرط ولقبوه آنذاك بالمهندس.

وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عام 1939 اضطرت القيادة الفرنسية في سوريا إلى الاستعانة به لتأسيس محطة كهربائية للجيش الفرنسي ولأبناء منطلقة أدلب. كما استعين به لإصلاح أعطال مصنع الأسلحة القائم في حلب الذي أضاف إليه منشآت جديدة على غاية من الأهمية، كما أقام العديد من أبنية بيروت التراثية التي ما تزال قائمة حتى الآن قرب السراي الكبير في باطن بيروت.

الحاج جميل رواس مؤسس جمعية البر والإحسان في بيروت:

إن النجاح الذي حققه الحاج جميل رواس في الميادين الصناعية والميكانيكية والتجارية لم يمنعه مطلقاً من التفاؤل مع مجتمعه وبيئته، والإسهام في حل مشاكل المجتمع الإسلامي. وقد قدر لبيروت ولمنطقة الطريق الجديدة رجال بررة تحسسوا قضايا أمنهم فعملوا على درسها ومناقشتها، ومن ثم الإسهام مالياً ومعنوياً في حلها. من هؤلاء الرجال الحاج جميع رواس الذي تعاون في المنطقة مع الحاج راشد الحوري، والصيدلي إسماعيل الشافعي الذين قرروا تأسيس جمعية خيرية تعنى بأبناء منطقة الطريق الجديدة، وحل معضلاتهم الاجتماعية.

كانت بدايات أعمال جمعية البر والإحسان في الثلاثينات يوم اجتمع نفر من أبناء منطقة الطريق الجديدة بدعوة من الحاج جميل رواس لمعالجة أوضاع المنطقة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وكانت الجمعية قد تقدمت بطلب لوزارة الداخلية في عام 1936، وبسبب التأخير في إصداار الترخيص، بادرت الجمعية للإنفاق مع «جمعية المشاريع الخيرية الإسلاميّة الرشادية» للعمل مؤقتاً بموجب ترخيصها، ريثما يتم الحصول على الترخيص.

وكان أول اجتماع لرجالات البر والإحسان في منزل الصيدلي إسماعيل الشافعي في الطريق الجديدة في الشارع المعروف اليوم بشارع البر والإحسان، وذلك في 20 جمادى الأولى 1355 هــ - 6 آب 1936. وقد حضر هذه الجلسة الشيخ عبد الرحمن سلام الذي أكد على أهمية الخير والبر والإحسان، وإيجاد المحبة والوفاق والاعتصام وبدأت حملة التبرع من بعض الحاضرين فجمعوا (2225) قرشاً سورياً من السادة: علي العدو، جميل رواس، أبو محيـي الدين الرفاعي، محمد صبره، راشد الحوري، الحاج سليمان الشافعي، صالح مكوك، محمد البابا، سعيد الحبال، إسماعيل الشافعي، جميل تمساح، سليم عثمان، رستم دوغان، عثمان الحلاق.

ونتيجة للمداولات تم انتخاب الهيئة الإدارية لجمعية البر والإحسان على النحو التالي:

◄جميل رواس رئيساً (واستمر رئيساً حتى وفاته عام 1976).

◄إسماعيل الشافعي نائباً للرئيس.

◄راشد الحوري أميناً للصندوق.

◄علي العدو أميناً للسر.

◄الحاج محيـي الدين البلعة ومحمد صبره محاسبان.

◄محمد جمال، صالح مكوك، سعد الدين، رمضان شاتيلا، سليم العويني، صلاح الجندي، وأحمد البغدادي أعضاء في الهيئة الإدارية. هذا وقد اختتمت الجلسة بعشر من القرآن الكريم من السيد عبد الكريم من السيد عبد الرحمن الجندي.

وفي عام 1938 استحصلت جمعية البر والإحسان على رخصة رسمية من وزارة الداخلية تحت اسم «جمعية الطريق الجديدة لعمل البر والإحسان» وكانت اهتمامات الجمعية تنصب على توزيع الإعانات المالية والمواد الغذائية، والأعمال الخيرية، وجمع التبرعات، وتوزيعها على أبناء المنطقة المحتاجين.

ومن الإنجازات التي حققها الحاج جميل رواس بالتعاون مع رفاقه سواء قبل تأسيس الجمعية أو بعدها إنما يتمثل فيما يلي:

1 – إقامة أول مسجد في منطقة الطريق الجديدة، فتم جمع التبرعات في الثلاثينات لبناء مسجد الإمام علي (كرم الله وجهه)، وقد أشرف على بناءه الحاج جميل رواس، كما عمل على توسعته فيما بعد الحاج راشد الحوري.

2 - سعى الحاج جميل رواس ورفاقه من أبناء الطريق الجديدة، مع رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة مفتي بيروت آنذاك الشيخ مصطفى نجا إلى افتتاح مدرسة عمر بن الخطاب (الفاروق) عام 1931 التي كان لها الفضل في نشر التربية والتعليم في المنطقة.

3 - سعى الحاج جميل رواس والحاج راشد الحوري والصيدلي إسماعيل الشافعي ورفاقهم البررة مع عمر بك الداعوق إلى بناء «المستشفى الإسلامي» في المنطقة والذي يعرف اليوم باسم مستشفى المقاصد.

4 - أسهم الحاج جميل رواس في عام 1949 في بناء دار العجزة الإسلاميّة في الطريق الجديدة، التي بوشر العمل فيها عام 1953، وكانت أول عمدة من المؤسسين: الحاج حسين العويني، الحاج جميل رواس، إسماعيل الشافعي، الحاج جميل الحشاش، الحاج عبد الرحمن الدنا، ثم انضم إلى العمدة مجموعة أخرى من رجالات الخير والعطاء في بيروت.

5 – عمدت جمعية البر والإحسان في عهد رئيسها الحاج جميل رواس إلى إنشاء مدرستين ابتدائيتين في منطقة الطريق الجديدة واحدة للإناث وأخرى للذكور في فترة الأربعينيات إسهاماً في نشر التربية والتعليم في المنطقة، وقد التحق بهما ما يقارب أربعمائة طفل وطفلة.

6 - قدم الحاج جميل رواس قطعة أرض في منطقة الرواس، مساحتها (4706) أذرع، رقم (2265) لبناء ثانوية البر والإحسان (ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين) وذلك في عام 1948، وجرى افتتاحها عام 1949، وتألف بناؤها من (35) غرفة بنيت من أموال المحسنين وتبرعاتهم. وقد استقطبت هذه الثانوية – وما تزال – آلاف الطلاب من بيروت ومختلف المناطق اللبنانيّة. وقد تعاقب على إدارتها كل من: المربي الأستاذ عبد الحميد فايد، المرحوم المربي الأستاذ محيـي الدين البواب، المربي الأستاذ سليمان عيتاوي (1987 – 1995) والمربي الأستاذ المرحوم سمير حوري (1995 – 1998) الزميل الأستاذ محمد طبارة (1998 – 2009) الزميل الأستاذ عادل الحشاش (2009 - ).

7 - من الأمور اللافتة للنظر في نشاطات رجالات جمعية البر والإحسان التفكير في إقامة «كلية إسلامية» جديدة، بعد أن لمسوا أن المدارس التي أقاموها لم تعد تفي بالغرض المطلوب، غير أن فكرة الثانوية أو الكلية الجديدة قد تحولت مع الزمن إلى إقامة جامعة بعد أن تم شراء الأرض بالتقسيط بكفالة رئيس الجمعية الحاج جميل رواس، ونائبه الصيدلي إسماعيل الشافعي، وأمين الصندوق راشد الحوري.

استمر بناء المشروع ست سنوات بني أعوام 1954 – 1960 وتحديداً في عام 1957 وبدعم من فضيلة الشيخ فهيم أبو عبيه (رئيس البعثة الأزهرية آنذاك) توجه وفد جمعية البر والإحسان إلى القاهرة، والمؤلف من الحاج جميل رواس، نائب الرئيس إسماعيل الشافعي، أمين الصندوق راشد الحوري، وهناك تمت مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1918 – 1970) وتم الاتفاق على إنشاء جامعة بيروت العربيّة عوضاً عن ثانوية أو كلية. وقد افتتحت الجامعة عام 1960 بإلتحاق (114) طالباً في كليتي الآداب والحقوق، فإذا بالعدد يتصاعد إلى (16,000) طالبٍ بعد عشر سنوات، ثم إلى (35,000) طالبٍ بعد سنوات أخرى، في حين أعدد المتخرجين من كلياتها العشر بات اليوم من لبنان والأقطار العربيّة أكثر من (95) ألف متخرج. أما كلياتها اليوم فأصبحت عشر كليات هي التالية:

كلية الآداب، كلية الحقوق، كلية التجارة، كلية الهندسة المعمارية، كلية الهندسة، كلية العلوم، كلية الصيدلة، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية العلوم الصحية (التمريض وسواها).

8 – إقامة مدرسة أخرى للبنات في الطريق الجديدة، بمسعى من الحاج جميل رواس، وقد أطلق عليها منذ شهر تشرين الأول 1997 «ثانوية عمر فروخ الرسمية للبنات».

تفاني وتضحيات جمعية البر والإحسان لبناء مدرسة الفاروق:

من دواعي سرور واعتزاز جمعية البر والإحسان ورئيسها وأعضائها، أنها كانت سبباً مساعداً في إقامة صرح علمي عظيم في المنطقة، تابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة ألا وهو مدرسة الفاروق القائمة قرب جامع الإمام علي (كرم الله وجهه) التي سبق وبنيت عام 1931، وقد عزمت إدارة جمعية المقاصد على هدم المبنى القديم، وبناء مبنى حديث، وكانت المشكلة الكبرى التي واجهت جمعية المقاصد تأمين مكان بديل مؤقت ريثما ينتهي البناء الجديد.

ولما علم رئيس جمعية البر والإحسان الحاج جميل رواس عرض الأمر على جمعيته، فأبدى الجميع استعدادهم لاستقبال طلاب مدرسة الفاروق في مبنى الجامعة، حيث نزلوا ضيوفاً على جمعية البر والإحسان معززين مكرمين لمدة سنتين متواليتين (1958 – 1960)، ومن بعدها بات المبنى الجديد لمدرسة الفاروق يستوعب حوالي ثلاثة آلاف طالب، بعد أن كان المبنى القديم لا يتسع لأكثر من ستمائة طالب، لهذا أرسل الرئيس صائب سلام – رئيس جمعية المقاصد آنذاك – كتاباً شكر فيه جمعية البر والإحسان على تقديمها بناء الجامعة لطلاب مدرسة الفاروق، كما زار وفد من جمعية المقاصد لتقديم الشكر لجمعية البر والإحسان، وقد تكون من السادة: عبد الله المشنوق، محمد خرما، محمود نعمان، أنيس الشعار، خليل سوبره، عثمان الدنا، شفيق السردوك.

هذا ولا بد من الإشارة إلى أن جمعية البر والإحسان كانت باستمرار تتفاعل مع متطلبات المجتمع البيروتي، ففي إبان ثورة عام 1958 كونت الجمعية لجاناً لدعم الفقراء والمحتاجين بعد أن تفاحلت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وكانت دارة الحاج جميل رواس في شارع الرواس في الطريق الجديدة مقصداً يومياً لكل محتاج من أبناء بيروت، حيث كانت المساعدات المالية والعينية توزع باستمرار للإسهام في حل الضائقة التي يعاني منها المواطن.

لقد استمر الحاج جميل رواس معطاءّ كريماً خيراً طيلة حياته التي قضاها في سعي وعمل دؤوب من أجل مجتمعه ووطنه وأمته. ويكفيه فخراً، ويكفي أبناء مجتمعه اعتزازاً بأن رجلاً مثله أقام بالتعاون مع إخوانه صروحاً علمية وإنسانية واجتماعية وتربوية ودينية تعجز أحياناً مؤسسات عن إقامتها ومتابعة أوضاعها. لهذا، فإنه حرص مع رجال بررة بدروه على الإسهام في تأسيسه دار العجزة الإسلاميّة في بيروت عام 1954، التي باتت صرحاً مهماً من صروح العمل الاجتماعي والخيري والإنساني والصحي.

ونظراً لعطاءاته المستمرة، والثقة الغالية التي منحت له، فقد تولى مناصب عديدة طيلة حياته منها:

1 – مؤسس ورئيس جمعية البر والإحسان في بيروت.

2 – أمين صندوق دار العجزة الإسلاميّة في بيروت.

3 – أمين صندوق بناء وترميم المساجد.

4 – أمين صندوق المؤتمر الإسلامي – المسيحي.

5 – عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى.

6 – عضو المجلس البلدي في بيروت وعضو لجنة التخمينات في بلدية بيروت.

ونظراً لتلك الإسهامات والعطاءات متعددة الوجوه فقد منح عدة أوسمة منها:

1 – وسام من الحكومة اللبنانيّة عام 1940.

2 – وسام المعارف من الدرجة الثانية الصادر بالمرسوم رقم (1965) بتاريخ 30/9/1944.

3 – ميدالية الاستحقاق اللبناني الفخرية المذهبة النادرة بتاريخ 10/12/1952.

4 – وسام الأرز الوطني من رتبة فارس الصادر بالمرسوم رقم (122) بتاريخ 12/6/1959.

كما حرصت بلدية بيروت بعد وفاته في 2/5/1966 على تكريمه، بإطلاق اسمه على الشارع المعروف حالياً باسم شارع الرواس المحاذي لثانوية البر والإحسان. كما حرصت وزارة التربية والشباب والرياضة على تكريمه في صيف عام 1998 بإطلاق اسمه على ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين التي أصبح اسمها «ثانوية جميل رواس الرسمية للبنين»، وبتواضع فقد كان صاحب هذا الاقتراح.

رحم الله الحاج جميل الرواس رائداً من رواد النهضة الصناعية والعلمية والتربوية والاجتماعية والإنسانية في بيروت ولبنان والعالم العربي، وكان قدوة تحتذى في علمه وعمله.

وفي الجلسة (279) من جلسات جمعية البر والإحسان بتاريخ 20/6/1976 التي عقدت في منزل المرحوم الحاج جميل رواس تم تأبين الراحل بكلمة ألقاها نائب الرئيس يوسف ياسين وبحضور الأعضاء: سليم المدهون، عمر حوري، جميل كبي، عمر فروخ، عبد الحميد فايد، محيـي الدين فايد، توفيق حوري، محمد رواس وعلي الإمام.

وأعلن نائب الرئيس وفاة رئيس الجمعية وعدّد مآثره الجيدة وأياديه البيضاء، وما قدمه من جليل الخدمات للأمة من طريق الجمعية، بعد أن أفاض بذلك وبيّن ما تركه فقده من بالغ الأثر وعميق الحزن في نفوس إخوانه ومجتمعه، دعا له بأن يجزيه الله أفضل الجزاء على ما قدمه من أعمال صالحة، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته، وقد أمّن الجميع على ذلك وتليت عن روحه الطاهرة سورة الفاتحة. وفي الجلسة ذاتها تم انتخاب الدكتور عمر فروخ رئيساً للجمعية بالإجماع. كما انتخب ثلاثة أعضاء جدد هم: فاروق حوري، عصام حوري، فايز الرواس.

بعد وفاة الحاج جميل رواس في الثاني من أيار 1976، تابع أنجاله مسيرة البر والإحسان والعمل العام وهم السادة: محمد، توفيق، فايز ومنذر – رحمهم الله جميعاً – وكان الحاج محمد جميل الرواس، والحاج فايز جميل الرواس من أعضاء جمعية البر والإحسان، كما كان الحاج توفيق جميل الرواس من عمدة دار العجزة الإسلاميّة، بينما كان الحاج منذر جميل الرواس أحد الإداريـين في جامعة بيروت العربيّة.

عرف من أسرة رواس حديثاً: خالد الرواس أمين عام حركة الناصريـين الديمقراطيـين في لبنان، أحمد، أحمد زهير، أحمد عبد السلام، أحمد عدنان، أحمد موسى، باسم فايز، بشير محمود، بهاء الدين عبد الغني، المهندس جمال محمد جميل رواس، جميل توفيق، حسن نبيه، حسين محمد هشام، خالد جميل، خالد محمد، الطبيب الدكتور زياد سعيد، سامي محمد، سليم عبد السلام عبد الرحمن، سمير محمد، سهيل عبد الرحمن، عاطف، عامر بشير، عبد الرحمن جميل، عبد السلام خليل، عبد السلام محمد، عبد الغني، عبد الفتاح، عبد القادر محمد، عبد المجيد عبد القادر، عبد الناصر عدنان، عبد الوهاب بهاء الدين، عدنان عبد الغني، عدنان محمد، عصام عبد البديع، عصام عبد الفتاح، عمر جميل، فادي فؤاد، فؤاد يوسف، محمد أحمد، محمد بهاء الدين، محمد سهيل، محمد نبيه، محمود بشير، مروان سمير، مصطفى محمد، منير عبد الكريم، نبيل جميل، هشام عبد المجيد، وفيق، وليد خليل، يحيى عبد الغني، يوسف سعيد رواس وسواهم الكثير.

وعرف في بيروت المحروسة أسرة رواس قلعجي وهي أسرة دمشقية الأصل عرف منهم السيد إبراهيم رواس قلعجي ونجله السيد محمد إبراهيم رواس قلعجي وسواهما، وقد تبرئت هذه الأسرة منذ عدة عقود.

أما في ما يختص بأسرة رواس الصيداوية، فهي بدورها من الأسر الصيداوية البارزة عرف منها السادة: الشيخ عبد اللطيف رواس، والسيد محمد حلمي رواس (ماجستير في التاريخ الحديث وهو أحد طلابي في الجامعة اللبنانيّة) والسادة: أحمد، ومحمد ومحمود الرواس وسواهم من التجار والمهندسين ورجال الأعمال والأطباء وسواهم.

أما الرواس لغة واصطلاحاً فهي تأتي بعدة معانٍ منها:

1 – رواس: إحدى القبائل العربيّة منذ ما قبل الإسلام، باتت لقباً لمن يقطع رؤوس أعدائه.

2 – رواس: أعطيت لقباً لصانع السلاح ممن يكون له رأس حاد.

3 – رواس: أعطيت لقباً لأحد الأجداد كمهنة.