آل سعادة

من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس.

وهي تنتسب إلى قبيلة "السعادي" بالألف المقصورة وقد أسهمت هذه القبيلة بالفتوحات العربيّة لمصر ولبلاد الشام ومن ثمّ للمغرب العربي. وما تزال قبائل السعادي إلى اليوم منتشرة في المنطقة الشرقية من ليبيا لا سيّما برقة وحدودها من مدينة السلوم حتى تتجاوز مدينة بنغازي غربًا بكثير. وهذه القبائل المنتشرة في تلك المناطق هي ذات النفوذ والسيادة. أمّا بقية قبائل السعادي فإنّها تشكل اليوم أغلبية القبائل المصرية المقيمة في محافظات مطروح والإسكندرية والبحيرة والفيوم وبني سويف والمنيا، بل إنّ قبيلة الهنادي وهي إحدى فروع قبيلة السعادي ما زالت معروفة حتى اليوم في محافظتي الشرقية والإسماعيلية. كما أنّ قبيلة بني سليم التي تقطن بالضفة الشرقية للنيل في صعيد مصر هي من قبيلة السعادي. ومن الأهمية بمكان القول، بأنّ أسرة سعاد هي من الأسر الشريفة المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف لا سيّما إلى الإمام الحسين (رضي الله عنه) لذلك فهم من السادة الأشراف.

هذا، وقد برزت عائلة سعادة في بيروت بدليل إشارة غالبية الرحالة إلى هذه العائلة ومن بينهم العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي الذي زار بيروت عام 1807 وعام 1811. وقد برز من الأسرة الشيخ عمر سعادة وشقيقه الشيخ أحمد سعادة.

وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة للعديد من آل سعادة وفرع سعادة الدبس، ممّا يؤكّد على أنّ الأسرتين من جذور واحدة، و من هؤلاء السيّد حسن بن السيّد عبد القادر سعادة الذي باع في 15 جمادى الثانية عام 1259ه – 1843م إلى السيّد مصطفى بن المرحوم الحاج يحيى شهاب جميع الجلين المتلاصقين المشتملين على أرض وغراس تين الكائنين في رأس بيروت بثمن قدره ألف ومئتي قرش فضة أسدية من المعاملة السطانية قيمة كل قرش أربعون ليرة مصرية. وأشار السجل نفسه إلى الحاج سعيد ابن الحاج قاسم سعادة. كما أشار السجل 1259ه – 1843م إلى السيّد عبد الله سعادة أحد أهم شهود الحال على قضايا المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة. وأشار السجل نفسه إلى السيّد عبد اللطيف سعاده.

وممّا يلاحظ بأنّ أحد أجداد أسرة سعادة قد حمل لقب سعادة الدبس منهم السيّد محمد سعادة الدبس والسيّد محمد ابن السيّد محمد سعادة الدبس. كما برز كشاهد من شهود المال على قضايا عديدة السيّد مصطفى بن أحمد أبو حسين سعادة. وأشار السجل 1259ه – 1843م إلى السيّد أحمد سعادة والسيّد صالح سعادة، والسيّد عبد الغني سعادة وابنه السيّد عبد الوهاب سعادة، والسيّد مصطفى بن أحمد سعاده.

كما أشارت السجلات إلى السيّد حسن مصطفى سعادة وشقيقته السيّدة آمنة سعاده، من ملاكي برج بني نعمان في مزرعة القنطاري. وأشارت إلى السيّد عبد الرحيم ناصر سعادة والسيّد عبد الغني سعادة أحد الملاك قرب حمام السراي وجامع السراي.

هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة في العهد العثماني بعض ملامح عمرانية نسبت إلى آل سعادة منها: بستان سعادة، وبرج بني سعادة في حي الرمال (الصنائع فيما بعد)، بستان مصطفى سعادة، زاروب سعادة وسواها من ملامح عمرانية واقتصادية مرتبطة بالأسرة ممّا يشير إلى قدمها وأصالتها في باطن بيروت المحروسة.

وعرف من آل سعادة حديثًا السادة: خليل بن عثمان سعادة وأنجاله الدكتورة سهيلة سعادة أول قابلة قانونية مسلمة تخرجت من لندن عام 1926، وشقيقاها الدكتور عثمان سعادة والمربي فؤاد سعادة. كما عرف من آل سعادة الكثير ممّن عمل في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والصحافية والخيرية والتجارية والإدارية، منهم الدكتورة ليلى سعادة مديرة كليّة الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانيّة، والحائزة على وسام السعف الأكاديمي من الحكومة الفرنسية صيف 2007، والطبيب الدكتور جهاد سعادة.

كما عرف وبرز الكثير من أسرة سعادة المسيحيّة في بيروت والمناطق اللبنانيّة، وهي أيضًا من جذور عربية: وفي مقدمة هؤلاء د. خليل سعادة (1857-1943) أحد رواد النهضة العربيّة ونجله أنطون سعادة (1904-1949) مؤسّس الحزب القومي السوري الاجتماعي وابنته د. صفية سعادة، والمحامي جوزيف سعادة (1994) رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة، ونجله النائب وسام سعادة (2009-2013). كما برز في التاريخ العثماني طانيوس شاهين سعادة (1815-1895) زعيم ثورة طانيوس شاهين ضد رجال الإقطاع. وممّن برز من آل سعادة في التاريخ المعاصر السيّدة الماظة رشيد سعادة رئيسة وفد الاتحاد العالمي للنساء الكاثوليك إلى الفاتيكان عام 2007. الحاصلة على وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط عام 2007، ووسام الاستحقاق اللبناني عام 2000، كما منحها البابا يوحنا بولس الثاني أرفع وسام بابوي "وسام القديس غريغوريوس الكبير" 2001 ونالت أوسمة ملكية بريطانية وكندية. كما برز القنصل علي سعادة من بلدة البابلية في الجنوب.

ومن الأهمية بمكان القول، بأنّ أسرة سعادة (السعادى) ما تزال منتشرة إلى اليوم في مناطق عديدة في مصر والمغرب العربي وبيروت ومختلف المناطق اللبنانيّة والسورية والعربيّة. وفي بيروت المحروسة لقب أحدهم بلقب سعادة الدبس لارتباط هذه الصنعة به أو بأحد أجداده أو لاشتهاره بالجمال والحلاوة كالدبس، وأفادني فضيلة الشيخ الدكتور محمد النقري بأنّ أصل أسرته من آل سعادة البيروتيّة (راجع أسرة النقري).

برزت أسرة سعادة الإسلاميّة والمسيحيّة في ميادين دينية وعلمية وفقهية واقتصادية واجتماعية وسياسية وسواها. عرف من الأسرة في التاريخ الحديث المعاصر السادة: أحمد عدنان، أحمد محمود، أحمد محيي الدين، أدمون خليل، أدمون يوسف، إدوار خليل، الياس، إميل طانيوس، الطبيب الدكتور أندره إيلي، أنطوان خليل، أنيس سامي، أسامة مصطفى، الطبيب الدكتور إيلي بشارة، باسم محمد، بشير، بلال حسين، بهيج محمد، توفيق، توفيق محمد، توفيق محيي الدين، توفيق يوسف، جميل عبد الكريم، جهاد حسين، المحامي جورج جوزيف، جوزيف سامي، جوزيف مارون، حسام محمد، حسن، حسن حسين، حسن خليل، حسن عارف، حسن عيسى، حسني، حسين خليل، حسين عبد القادر، عبد القادر، حسين محمد، حنا إميل، خالد عبد الغني، خضر أنيس، خليل عثمان، رشيد، رفيق سامي، روجيه توفيق، المحامي روجيه فارس، الطبيب الدكتور روجيه نعمة سعادة، رياض فؤاد، رياض محي الدين، ريمون عبد الكريم، المصوّر والإعلامي زهير سعادة أحد أصدقاء الدراسة في ستينات القرن العشرين في ثانوية البرّ والإحسان في الطريق الجديدة. كما عرف من أسرة سعادة السادة: زياد سليم، سامي إميل، سامي محمد، سعد الدين محمد، عارف حسن، عبد الجليل، عبد الرحمن توفيق، عبد الكريم سليم، عبد الله إبراهيم، عبد الله عدنان، عبد الله محمد أمين، عدنان أنيس، عدنان خليل، عدنان عبد الله، عدنان فؤاد، علي، عماد، عمر توفيق، غسان بشير، فادي فيليب، فادي مصطفى، فاروق عبد اللطيف، فؤاد، فوزي، فيصل أديب، فيليب، كريم جوني، كميل جوزيف، مارسيل ميشال، محمد أحمد، محمد توفيق، محمد خليل، رفيق مصطفى، محمد زكريا، محمد سعيد، محمد عبد الله، محمد علي، محمد خير، محمد محمود، محمود عصام، محيي الدين أحمد، محي الدين أمين، محي الدين عبد الرحمن، مصطفى محمد، مصطفى محي الدين، منير سعيد، ميشال، نايف، نبيل، عثمان، نزيه بطرس، نقولا بشارة، هادي شفيق، وجيه طنوس، وسام أحمد، وفيق إبراهيم، وفيق محمد كمال، يحيى عيسى، يوسف حنا سعادة وسواهم الكثير. من السعد والفرح. وهي اسم لقبيلة عربية نسب إليها العديد من القبائل والعائلات العربيّة في بيروت ولبنان ومصر والمغرب العربي. تعدّ هذه القبائل بالملايين اليوم. أول ما نسبت إلى جدّها محمد الذيب من زعماء بني سليم، وإلى زوجته الجدة الأولى سعدى بنت أحد زعماء قبيلة زنانة، وقد اتّخذت القبيلة اسمها سعادة من اسم سعدى جدتهم الأولى.