آل الأحمر

من الأُسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى قبائل بني الأحمر العربية في شبه الجزيرة العربية، التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب والأندلس. ويرى صاحب كتاب «جامع الدرر البهية» ص417: من أن آل الأحمر أسرة تقطن دمشق، تعود بنَسَبها إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه، بينما يرى ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/31: من أن الكوفة شهدت توطُّن بني الأحمر، برز منها أبو عبد الله جعفر بن زياد الأحمر الكوفي المتوفى عام (167هـ). وقد استطاع أمراء بني الأحمر أو بني الحمراء من أن تقوم بدور سياسي وعسكري بارز في الأندلس، ومن إقامة دولة لهم عرفت باسم دولة بني الأحمر.

برز من الأسرة الأمير محمد الحمراء من أمراء بني الأحمر في الأندلس.

كما برز منها المؤرخ المغربي إسماعيل الأحمر، من مواليد فاس، وتوفي فيها عام (1404هـ) له: «روضة النسرين في دولة بني مرين».

قبل وبعد سقوط الأندلس انتشر أمراء بني الأحمر في مختلف الولايات والمدن العربية، ومن بينها المقاطعات اللبنانية، وقد توطن فرع من آل الحمراء في البقاع في العصور الوسطى حوالي عام (539هـ)، ومن بينهم الإمام الأمير محمد الحمراء الذي انتقل من البقاع إلى باطن بيروت المحروسة، ثم انتقل منها إلى منطقة رأس بيروت، للإسهام في الدفاع عن بيروت وعن ثغورها ومناطقها.

لقد استطاع الإمام المجاهد الأمير محمد الحمراء من الجمع بين الرباط عن المدينة، وبين تدريس الفقه والدين الإسلامي والقرآن الكريم في زاويته التي عرفت باسم «زاوية الحمراء» وهي الزاوية التي دفن فيها حين وفاته في العصور الوسطى. كما أُنشئ فيما بعد زاوية أخرى في باطن بيروت قرب الجامع العمري الكبير عرفت أيضاً باسم «زاوية الحمراء» بناها آل الحمراء عام (793هـ) وقيل (983هـ 1390م) أشار إليها الرحالة العلاّمة الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه «الرحلة الطرابلسية» ص39، 41 ـ 42. ومنذ أن توطن المجاهد الأمير محمد الحمراء في منطقة رأس بيروت عرفت منطقة كبيرة باسمه أي منطقة الحمراء، وهي من أهم المناطق والشوارع البيروتية واللبنانية.

ويذكر أيضاً بأن من أهم أعلام أسرة الحمراء المؤرخ والأمير صالح بن يحيى التنوخي.

والأمر الملاحظ أن بني الأحمر استمروا يقومون بدور بارز في الحياة البيروتية واللبنانية حتى العهد العثماني، وما شهده من تطورات سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية وعائلية. فضلاً عن اعتناق بعض فروع الأسرة الدين المسيحي بسبب التطورات المشار إليها.

عرف من الأسرتين الإسلامية والمسيحية السادة: إبراهيم، ألبير، إلياس، أنطوان، إيليان، بسام، بول، جوزيف، حسام، حسن، حسين، سعد محمد، سعد الله حسين، سعيد، سمعان، طانيوس، عادل أحمد، عباس أحمد، عبد الله، عادل، عدنان، علي، عماد، قيصر، مارون، محمد حسن، مرشد، ملحم، ميشال، نايف، نبيل، نزار محمد، نوّاف، ياسر، يوسف وسواهم الكثير من أفراد الأسرة الذين انتشروا في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية، وقد أطلق على منطقة في البقاع اسم «دير الأحمر».

وعلى صعيد العالم العربي، فقد انتشرت قبيلة الأحمر في اليمن وفي دول الخليج العربي وفي مصر وبلاد الشام، برز منها في التاريخ الحديث والمعاصر أحد أبرز قادة اليمن السياسيين عبد الله الأحمر، وعضو مجلس النواب اليمني حسين الأحمر، وأحد أبرز قادة سوريا السياسيين عبد الله الأحمر.

أما الأحمر لغة، فهي صفة أطلقت على الجد الأول للأسرة لأن في وجهه حُمرة، اشتهر منها قديماً أبو عبد الله جعفر بن زياد الأحمر الكوفي.