آل مخزومي

إن بني مخزوم من القبائل العربية الأصيلة، وهم من مشاهير العرب، من بطون قريش، ينسبون إلى آل مخزوم بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهد بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن الياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان. ومخزوم يجتمع في نسبه مع النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) في جده السابع مُرة بن كعب. كما يجتمع مخزوم في نسبه مع الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في جده السادس مُرّة بن كعب.

والأمر اللافت للنظر، أن مرة بن كعب هو جد مخزوم بن يقظة بن مرة، وهو جد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مرة. كما أن مُرّة بن كعب هو جد أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان (أبو قحافة) بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيّم بن مرة. وأهم من برز منهم الأمير خالد بن الوليد المخزومي. وقد أشار ابن حزم إلى أن هذه القبائل فيها العدد والشرف، والبيت والشرف، وحجابة البيت. وبما أن هذه القبائل أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق، والمغرب العربي والأندلس وفارس، فإن بني مخزوم انتشرت في مختلف تلك البلدان، وبعضها حافظ على لقبه المخزومي، كما أن التطورات والتبدلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والمهنية، كانت سبباً لتبدل اللقب إلى ألقاب جديدة.

سلطاني المخزومي

من الأسر البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبيلة بني مخزوم إحدى القبائل العربية التي أسهمت مع أميرها وقائدها خالد بن الوليد في فتوحات بلاد الشام، كما أسهم فرع آخر من القبيلة في فتوحات مصر والعراق والمغرب العربي والأندلس، لهذا فإن الأسرة ومنذ عهد خالد بن الوليد المخزومي أعطيت لقب «الإمارة» وأعطي لكل فرد منها لقب «الأمير».

والحقيقة، فإنه نظراً لقدم انتشار قبيلة المخزومي في بلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة، فقد توزعت عائلات وبطون وأفخاذ كثيرة، منها أسرة سلطاني، وأسرة سلطاني بدورها تفرع منها بعض الأسر.

كما أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى فروع عديدة من الأسرة، منها على سبيل المثال:

1- سلطاني المخزومي.

2- الريس سلطاني.

3- شاكر سلطاني.

4- مشاق سلطاني.

5- قنواتي سلطاني.

6- الفاخوري سلطاني.

7- سلطاني الأشرفي في حلب.

ومما يلاحظ، بأن بعض الأسماء المشار إليها التي ارتبطت بأسرة سلطاني، إما نسبة لقبيلة المخزومي وهي الأصل، وإما نسبة لألقاب أو مهن ارتبطت ببعض أجداد الأسرة مثل: الريس، قنواتي، الفاخوري.

ومن الأهمية بمكان القول، بأن أجداد أسرة سلطاني ومخزومي وفروعهما قد تولوا مناصب مهمة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وإدارية ومالية وسواها، وذلك منذ العهود العربية والإسلامية الأولى مروراً بالعهد العثماني إلى التاريخ الحديث والمعاصر، وفي مقدمة هؤلاء محمد باشا سلطاني المخزومي (سيشار إليه عند التأريخ لأسرة المخزومي) كما أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر إلى «مكرمتلو أحمد أفندي سلطاني نائب طرابلس الشام» في إشارة إلى تولي أحد أجداد الأسرة لمنصب عالٍ في الدولة العثمانية. كما أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة إلى الحاج أحمد مصطفى سلطاني وكيل السيدة منصورة بنت المرحوم السيد محمد البواب عام 1259هـ.

وفي إطار أوقاف المسلمين في بيروت المحروسة في العهد العثماني، تم الإشارة إلى أجداد أسرة سلطاني المتوطنين في باطن بيروت عام 1259هـ-1843م ومنهم السادة: أحمد سلطاني، شاكر سلطاني، عبد القادر سلطاني، محمد سلطاني. كما أشارت وثائق السجل 1259-1269هـ إلى السيد محمد أحمد سلطاني الفاخوري وهذه الوثيقة تؤكد الأصل الواحد المخزومي لأسرتي سلطاني والفاخوري. وبرز في العهد العثماني السيدات والسادة: عبد الرحمن وعبد القادر محمد سلطاني وفاطمة ومريم مصطفى سلطاني من ذوي الأملاك في بيروت المحروسة. السيد عبد الحفيظ سلطاني أحد أعضاء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، والطبيب الدكتور محمد سلطاني عضو أول بعثة لجمعية المقاصد لدراسة الطب في المدرسة الخديوية في مصر عام 1897، وبقية طلاب البعثة هم السادة: كامل قريطم، عبد الرحمن الأنسي، حسن الأسير، سليم سعد الدين سلام.

وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر الوجيه البيروتي السيد مصطفى أحمد فياض سلطاني مخزومي (المتوفى في 17/10/2009) كما برز أنجاله السادة: المهندس فؤاد سلطاني مخزومي رئيس حزب الحوار الوطني، المهندس زياد، محمد، المهندس عماد ولينا.

كما برز من الأسرة حديثاً السيد عمر عبد الحفيظ سلطاني مدير عام البنك السعودي – اللبناني، رئيس الكشاف المسلم، نائب رئيس تجمع بيروت (2006) عضو عمدة دار العجزة الإسلامية، ناشط في الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمالية والكشفية. أحد أصدقاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما برز شقيقه المرحوم نزار سلطاني المتوفى عام 2004 أحد البارزين في الميادين المصرفية والرياضية والثقافية وشقيقه عدنان. وعرف من أُسرة سلطاني المخزومي السادة: إبراهيم محمد، أسامة وفيق، جميل مروان، خالد وليد، رامز عبد الحميد، صافي شاكر، طريف وليد، عبد الحفيظ، عبد الحفيظ نزار، عبد الرحمن مصباح، عبد الغني رشيد، عبد القادر، عيسى شاكر، غسان حسن، لؤي وليد، محمد سمير شاكر، محمد عدنان مصباح، محمد علي وفيق، محمد علي محمود، محمود، مصطفى شاكر، وفيق محمد علي سلطاني وسواهم. كما عرف من الأسرة السيد توفيق مصطفى سلطاني قنواتي والسيد رياض عبد الغني قنواتي وسواها. وعرف من أسرة سلطاني مخزومي عدداً وفيراً.

من جهة ثانية، فقد أورد لنا الأخ والصديق الأستاذ عمر سلطاني عام 2005 رواية تاريخية عن أسرة سلطاني مخزومي تعود إلى العهد العثماني، فعندما قرر السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) منح محمد سلطاني مخزومي (1868-1931) أحد زعماء ووجهاء العهد العثماني لقب الباشوية بفرمان سلطاني، رفض التوقيع على الفرمان بصيغة «محمد باشا سلطاني» لأنه لا يرضى أن يوقع على فرمان يتضمن عبارة «سلطاني»، لذلك بادر محمد سلطاني إلى وضع اسم قبيلته ليكون «محمد باشا مخزومي» متضمناً الاسم الثاني لأسرته وقبيلته، وظل يحمل هذا الاسم إلى وفاته.

أما سلطاني لغة واصطلاحاً فتأتي بعدة معان منها:

1- سلطاني: نسبة إلى سلطان أحد أجداد الأسرة الأوائل.

2- سلطاني: نسبة إلى أحد فروع قبيلة سلطان العربية المخزومية.

3- سلطاني: لقب لأحد أجداد أسرة مخزومي.

4- سلطاني: لقب لأحد أجداد أسرة مخزومي المسؤول عن القصر السلطاني في العهد العثماني.

5- سلطاني: لقب لأحد أجداد أسرة مخزومي، لأن تصرفاته الأميرية كانت تصرفات سلطانية وليست أميرية فحسب.

هذا، وسنركز في دراستنا على المخزوميين البيارتة، ممن برزوا وأسهموا إسهاماً بارزاً في مختلف الميادين، وقدنال بعضهم لقب الباشوية أو البكوية أو الآغاوية أو الأفندية، ومنهم السيد حسن سلطاني المخزومي، وإليه ينسب «الفرع اللبناني» من بني مخزوم.

1- حسن سلطاني المخزومي:

ينتسب هذا الفرع من بني مخزوم إلى حسن سلطاني المخزومي، الذي يعود نسبه إلى الأمير خالد بن الوليد المخزومي، وقد ورد هذا النسب في قصيدة للشاعر مصطفى بن حسن سلطاني المخزومي: «قلت مادحًا جدّي سيف الله خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه وعشيرته».

ومما يؤكد صحة هذا النسب ما ورد على لسان وليّ الدين يكن، صَدِيقِ الشاعر مصطفى بك المخزومي عندما هنّأه لحصوله على الرتبة الأولى التي أنعمها عليه السلطان عبد الحميد، يقول في مقدمتها:

«هذه مناجاة الفؤاد وتهنئة الأمجاد، لصاحب السعادة مولاي وذخري مصطفى سلطاني المخزومي بك».

ولعل حسن مخزومي أو والده على الأرجح نسب إلى أحد سلاطين بني عثمان هو السلطان عبد المجيد الأول، الذي عرف فضله ومكانته، فاستقدمه إليه من بيروت ليكون على مقربة منه، يستشيره في أموره ويكون عونًا له.

إضافة إلى ما سبق، فإن حسن سلطاني المخزومي قد تزوّج من السيدة خديجة بنت العلامة عبد الرحمن الحوت، وعائلة الحوت بيروتية عريقة مشهورة، وأنجب منها أولاده: سعد الدين، محمد باشا، مصطفى بك، وابنتان هما: سارة وهند. وقد توفي زوجها حسن سلطاني باكرًا، وترك لها أيتامًا، فكانت لهم الأم والأب معًا.

وعندما توفيت السيدة خديجة الحوت، زوجة حسن سلطاني المخزومي، رثاها ابنها مصطفى بقصيدة من غرر القصائد الرثائية، يصف فيها دينها وتقواها.

وهذه إشارة إلى أنها ابنة أحد كبار علماء الدين في عصره، وقد تربّت على الزهد والتقوى والفضل.

2- سعد الدين بن حسن سلطاني المخزومي:

لا نملك معلومات كافية عنه، سوى أنه كان مفوضًا في الشرطة، كما أشار اللواء المتقاعد عمر مخزومي. ولعلّ سعد الدين هذا كان أكبر أولاد حسن، وقد عاش بعيدًا عن إخوته، ففي ديوان أخيه الشاعر مصطفى المخزومي ما يشير إلى ذلك.

أنجب سعد الدين ولدًا وأربع بنات. أما الولد فاسمه خير الدين، هاجر إلى العراق وعمل هناك، وفيه مات ودُفن.

3- محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

من مواليد بيروت المحروسة عام 1285هـ/1868م.

كاتب، من أعيان بيروت، تعلّم بها وبمصر؛ أنشأ في القاهرة مجلة «الرياض المصريّة» نصف شهرية مشاركاً لخاله عبد الرحمن الحوت، وكان المخزومي يكتب أكثر مقالاتها، ودامت نيّفًا وسنة.

وسافر محمد باشا إلى أوروبا، ثم انتقل إلى الآستانة وَأقام فيها فكان من أعضاء «مجلس المعارف»، ومن مدرّسي المكتب الشاهاني، (المدرسة السلطانية) وأصدر فيها جريدة «البيان»، لكن السلطة العثمانية أخرت صدورها بعد صدور العدد الأول منها بوشاية بعض الحاسدين. ولعل سبب إيقاف هذه الجريدة ما حوته مقالاتها من آراء وأفكار تحرّرية ترفض ذل العثمانيين، وتخاطب الأمة العربية بصدق وإخلاص، وتدعو إلى حياة كريمة، وهذا ما أشار إليه أخوه مصطفى بك في ديوانه.

كذلك عطلت السلطنة العثمانية جريدة «المساواة» التي كان يصدرها أو يسهم في كتابة مقالاتها، ومصادرة ثلاثة أعداد منها، وذلك بعد إعلان الدستور العثماني (المشروطية) عام 1908.

عُيّن محمد باشا المخزومي مفتشًا للأوقاف بمدينة حلب، فانتقل إليها مدة، ثم عاد إلى بيروت المحروسة في بدء القيام بالحركة الإصلاحيّة فيها عام 1913. وبقي في بيروت يسهم في تعزيز الحركة الإصلاحية ويدعم رجالها وأفكارها، إلى أن توفي سنة 1348هـ/1931م.

ألّف محمد باشا المخزومي كتاب «خاطرات جمال الدين الأفغاني» جمع فيه آراء السيد جمال الدين وأقواله؛ فقد كان «الحكيم الشرقي السيد جمال الدين الأفغاني من أرسخ أركان النهضة الشرقية، بل هو واضع أساسها وحجر زاويتها».

أهدى محمد باشا كتابه هذا «إلى الشرقيين على تعدد أقطارهم وأمصارهم، غير ملتفتين إلى ما قطّعته أيدي السياسة من أوصال هذا الشرق، ولا لما فعلته أيدي الأغراض، من فصل حدود متصلة، وتخوم متجاورة، فقلوب الشرقيين موحّدة، وأجزاء الشرق المبعثرة بحكم الضغط ملتحمة، نسأل الله جمع الشتات وتفريج الأزمات، إنه سميع مجيب الدعوات».

وقد صدر هذا الكتاب في بيروت سنة 1349هـ/1931م. وكان محمد باشا قد كتب مواضيعه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ما بين سنة 1310هـ/1892م وسنة 1314هـ/1897م، لكنه لم يصدره آنذاك، «على كمال الاحتراز، بل الخوف من شدّة المراقبة، ووفرة الجواسيس، وكثرة الافتراء في ذلك الزمان على الأبرياء».

حاول محمد باشا سنة 1329هـ/1912م طبع هذا الكتاب، وباشر فعلاً في طبعه في المطبعة الأدبية في بيروت، فطبع فهرست الكتاب، يقول محمد باشا:

«وما فرغنا من إذاعته إلاَّ وجوّ السياسة أخذ يتعكّر صفاؤه، ومخاوف بعض كبار موظفي الاتحاديين أخذت تبدو من مواضيع الكتاب... ثم أعقب ذلك نشوب الحرب الكونيّة، فاحتلال الحلفاء البلاد، ثم تقطيعها إلى دويلات... إلخ، فاضطررنا أيضًا بحكم تلك العوامل أن نرجئ النشر ولكن ليس إلى يوم النشر».

وجاء في جريدة «الرأي العام» عدد (492) تاريخ 22 ذي الحجة سنة 1329 ما يلي:

«وكان السيد جمال الدين الأفغاني يبوح بأفكاره وآرائه وما يخالج صدره من التصورات إلى وطنيّنا، ومن نوابغ أفاضلنا وكتّابنا محمد باشا المخزومي... فقد كان ساعده الأيمن في الآستانة، وموضع أسراره».

ويبدو أن محمد باشا المخزومي نشر كتابه قبيل وفاته بقليل، وذلك في 12 آذار سنة 1931م، ثم طبع عدة مرات في بيروت المحروسة، منها طبعة 2003.

أنجب محمد باشا المخزومي ثلاثة أولاد هم: رامز، حسن، وإحسان.

4- رامز بك بن محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في الآستانة سنة 1886 وهو الولد الأكبر لمحمد باشا «أبو رامز»، سافر إلى فرنسا ودرس في جامعاتها الهندسة الزراعية، ثم عاد إلى لبنان وتولى إدارة وزارة الزراعة في عهد الانتداب الفرنسي.

5- حسن بك بن محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في الآستانة سنة 1891، سافر إلى فرنسا، ودرس في جامعاتها الهندسة الكهربائية، عمل في حقل الصناعة، ثم هاجر إلى العراق، ولعله ذهب إلى ابن عمه خير الدين بن سعد الدين؛ وقد توفي حسن بك عام 1973. له من الأولاد: محمد، عاصم، وابنة اسمها هيبات.

6- إحسان بك بن محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في الآستانة سنة 1900، سافر إلى فرنسا، ودرس في جامعة ليون، فحصل على إجازة في الحقوق. ثم عاد إلى لبنان ليعمل في سلك القضاء فكان من كبار القضاة؛ شغل منصب رئيس غرفة التمييز، ومفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية، ومدعي عام التمييز في المحروسة. له من الأولاد ابنتان هما: هدى وهبة.

7- محمد بن حسن بك بن محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت المحروسة سنة 1922، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرس في جامعاتها الهندسة المعمارية.

هاجر المهندس محمد مع أبيه حسن بك إلى العراق، وعمل هناك في مجال تخصصه، وتولّى منصب نقيب المهندسين.

8- عاصم بن حسن بك بن محمد باشا بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت المحروسة عام 1928، درس الحقوق، ونال شهادة الدكتوراه فيها، هاجر مع أبيه وأخيه محمد إلى العراق، وعمل أستاذاً في جامعة بغداد.

9- مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

شاعر من شعراء عصر النهضة، له ديوان شعر. عاش في بيروت، ونظراً لتوليه مناصب قائمقامية عكار وصور، فقد عاش فترة خارج المحروسة بعيدًا عن أخيه محمد باشا.

وكان الشاعر مصطفى بك المخزومي يفخر بنسبه إلى بني مخزوم.

كما يشير إلى جدّه خالد بن الوليد المخزومي مفتخرًا.

توفي والد الشاعر، حسن سلطاني المخزومي، وهو ما يزال صغيرًا، فتولت أمه خديجة بنت عبد الرحمن الحوت رعايته وتربيته، فأثرت فيه تأثيرًا كبيرًا، لما كان من دين وتقوى، فلما توفيت رثاها بأكثر من قصيدة من غرر القصائد الرثائية.

أنعم عليه السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909) بالرتبة الأولى من الصنف الثاني، وهي رتبة رفيعة كانت تعطى لكبار الشخصيات في ذلك العهد، فأرسل إليه صديقه الشاعر والكاتب المعروف آنذاك، وليّ الدين يكن بقصيدة تهنئة على نيله هذه الرتبة، أثبتها الشاعر في ديوانه.

كذلك صدرت الإرادة السلطانية العليّة بتعيينه مصححًا لجريدة «البيان» التي كان شقيقه محمد باشا صاحب امتيازها. كما أنعم عليه السلطان عبد الحميد الثاني بمدالية اللياقة الذهبيّة، فكتب إليه صديقه الشاعر حسين رمزي بك قصيدة تهنئة بهذه المناسبة.

وعندما توفي السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1918 رثاه مصطفى بك المخزومي بقصيدة.

وعندما تولى السلطان محمد رشاد (محمد الخامس) السلطنة بعد شقيقه السلطان عبد الحميد، لم يكن كسلفه، بل كان ظالمًا شديد الظلم، لا يأبه بإدارة البلاد ولا بأهلها، فكتب الشاعر مصطفى بك المخزومي قصيدة إلى أخيه محمد باشا، يصف له فيها حالة البلاد والعباد ويدعو العرب للثورة على الأتراك، وهي مليئة بالشعور الوطني العامر، وتعتبر من غرر القصائد الوطنية.

ولا يكتفي الشاعر مصطفى المخزومي بالثورة على الأتراك بل يثور أيضاً على بعض الذين يدّعون الزعامة في بيروت مستحثًّا الأفاضل على الاتفاق والتعاون في قصيدة طويلة مفعمة بالروح الوطنية والثورة على الفساد والفاسدين من أصحاب المناصب، والحثّ على التكاتف والتعاون لإزاحة كابوس هؤلاء عن كاهل الوطن.

وفي أواخر عام 1920 عيّن مصطفى بك المخزومي قائمقام عكار.

وكان الشاعر قد تولّى قائمقامية صور، ولا ندري أكان ذلك قبل توليه قائمقامية عكار أو بعدها، وإن كنا نميل إلى أن ذلك كان قبلها، وقد كان يسكن في مدينة صيدا، ومنها وجّه قصيدة لأخيه محمد باشا الذي كان في الآستانة.

وكان للشاعر علاقات صداقة مع بعض شعراء عصره منهم عبد الرحمن فتح الله البيروتي، وأبو الحسن الكستي البيروتي، وولي الدين يكن واسمه حسين باشا زاده، وعلي أفندي البغدادي، وقد ألّف مصطفى بك سلطاني كتابًا سماه «الكمالات الحميدية في نشأة اللغة العربية والمدنيّة الإسلامية»، وقدّمه للسلطان عبد الحميد خان الثاني.

ولا نملك حتى الآن أية معلومات عن هذا الكتاب وعن محتواه غير ما يدلّ عليه عنوانه.

وإضافة إلى نظمه الشعر فقد كان ثائرًا، والكتاب المذكور دليل على ذلك، إضافة إلى المراسلات التي كانت بينه وبين أخيه محمد باشا المخزومي، والعديد من رجال عصره، وقد جاء بعضها على أسلوب المقامات، فقد كان من عادته أن يكتب رسالة ويصدّرها بأبيات شعرية.

ويبدو أن مصطفى بك المخزومي كان يعاني من أمراض عديدة خاصة في أواخر أيامه، وها هو يصف حاله بعدة ابيات من الشعر.

ونظن أن الشاعر لم تطل به الحياة بعد هذه الأسقام، التي نالت منه وقضّت عليه مضاجعه، بل وقضت عليه، فأسلم الروح لباريها عام 1929م. وكان قد أنجب: زيادًا، وأحمد فيّاض، وثريا.

10- أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في الآستانة سنة 1904 عندما كان والده مصطفى بك يقيم فيها، لكنه ما برح أن عاد إلى بيروت ليتابع دراسته فيها ويدخل الجامعة الأميركية فيحصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال، وينخرط في سلك الأعمال الحرّة، ويتولى منصب مدير في شركة «شل» النفطية.

تزوج أحمد فياض بك من خيرية علي العجوز، وأنجب منها ثلاثة هم: مصطفى وفؤاد وعمر.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن شقيق أحمد بك فياض، أي زياد بك توفي صغيرًا، وأن أخته ثريا ولدت في بيروت، وتابعت دراستها الجامعية وحصلت على إجازة في التربية والتعليم.

11- مصطفى بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت المحروسة (المزرعة) سنة 1929، عمل في الدوائر العقارية وترقّى في عمله إلى أن أصبح رئيس مكتب عقاري، وهو متأهل من عائشة إبراهيم زيدان أنجب منها: فؤاد، زياد، محمد، عماد، ولينة.

12- فؤاد بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) سنة 1930، نشأ وترعرع على حبّ الوطن والدفاع عنه، وهذا ليس غريبًا عليه، فهو حفيد مصطفى بك المخزومي، شاعر الوطنية والثورة على الظلم والاستعباد.

شارك الشاب فؤاد وكان ما يزال طالبًا في كلية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، في مظاهرة عارمة ضد الانتداب الفرنسي عام 1943، للمطالبة باستقلال لبنان، وكان يسير في مقدمة المسيرة حين وصلت إلى منطقة البسطة الفوقا، عندها تصدت للمتظاهرين دبابة فرنسية أخذت ترمي بنيرانيها وقذائفها عليهم، فأصابت إحدى هذه القذائف الشاب فؤاد بن أحمد فياض بك المخزومي فأردته قتيلاً، وذلك عام 1943، فاعتبر من أوائل شهداء لبنان الذين سقطوا في الدفاع عن حريته واستقلاله.

13- عمر بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) سنة 1931، درس في الكلية الحربية وتخرّج ضابطًا في الجيش اللبناني، ثم تابع دراسته العسكرية في كلية سان ميكسان الفرنسية؛ ثم تدرّج في الرتب العسكرية حتى بلغ رتبة لواء، وعيّن مديرًا عامًا لقوى الأمن الداخلي عام 1987، وتقاعد عام 1990. يحمل اللواء عمر بك مخزومي عدة أوسمة وطنية وأجنبية.

كذلك نال اللواء عمر المخزومي شهادة في الدراسات العليا لكبار ضباط الشرطة من جمهورية مصر العربية، وهو متأهل من السيدة حنان عبد الرحمن الرفاعي، وله منها ثلاثة أولاد هم: سامر، زينة، لَمَا.

14- فؤاد بن مصطفى بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت المحروسة (المزرعة) عام 1952؛ درس الهندسة الكيميائية في الولايات المتحدة، في جامعة ميتشيغن، وهو رجل أعمال ناجح يملك ويدير مجموعة مؤسسات صناعية في عدد من الدول الأجنبية والعربية؛ وقد تبوأ سابقاً رئاسة جمعية التحلية «تحلية مياه البحر» الدولية، وهو نائب رئيس معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية للشرق الأوسط في كلية جون كنيدي، التابعة لجامعة هارفرد، وهو عضو في المجلس التنفيذي لغرفة التجارة الأميركية العربية، وعضو في مجلس الإدارة الدولي، ومجلس العلاقات الخارجية – مشروع أميركا – للشرق الأوسط.

أنشأ في بيروت المحروسة عام 1997 مؤسسة مخزومي، وهي تهدف إلى تقديم الخدمات الخيرية والاجتماعية في مجالات متعددة ترمي إلى إعداد وتدريب اللبنانيين في حقول المعلوماتية واللغات وغيرها من الثقافة والمعرفة الاجتماعية.

متزوج من السيدة مي نعماني، وله منها ثلاثة أولاد: رامي، تمارا، كاميليا.

15- زياد بن مصطفى بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) عام 1955، درس الهندسة الكهربائية في إنكلترا، وحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وهو متأهل من زينة منير تقي الدين، وله منها ولدان: طارق وهالا.

16- محمد بن مصطفى بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) عام 1958، حائز على إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، متأهل ولديه ولد اسمه مصطفى حمزة.

17- عماد بن مصطفى بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) عام 1964، حائز على بكالوريوس في الهندسة المعمارية من الولايات المتحدة الأميركية، وشهادة في إدارة الأعمال من كندا، ومتأهل ولديه ولدان: لانا ورمزي.

18- سامر بن عمر بن أحمد فياض بك بن مصطفى بك بن حسن سلطاني المخزومي:

وُلد في بيروت (المزرعة) سنة 1972، حائز على إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، وشهادة الهندسة الصناعية من الجامعة اللبنانية – الأميركية في بيروت.

الجد مصطفى بك حسن سلطاني المخزومي