آل مرّوش

سنّة ودروز تبوأوا المناصب الإدارية والطبية والهندسية والمصرفية والاجتماعية والسياحية


آل مرّوش: من الأسر الإسلامية السنية والدرزية في بيروت ولبنان والوطن العربي، تعود بجذورها إلى قبيلة بني شرف في شبه الجزيرة العربية، وقد أسهمت هذه القبيلة في فتوحات العراق وبلاد الشام، كما استقر فرع منها في فلسطين وسيناء والحيرة وسواها، وفي فلسطين لاسيما في حوالي عام 1027م، وبعد انتشار الدعوة الدرزية اعتنق فرع من آل مرّوش هذه الدعوة، ولم يكتفوا باعتناقها بل عملوا على نشرها.

في عام 1840 ونتيجة لانسحاب الجيش المصري من بلاد الشام، وانتشار الفوضى، تعرضت عشائر مرّوش للاضطهاد والأذى، الأمر الذي اضطرها للهجرة من فلسطين إلى بيروت وحوران، وكان في مقدمتهم زعيمهم الشيخ علي بن أسعد بن محمود بن سعيد مرّوش على ما أشار إليه المؤرخ الدكتور سليم هشي في كتابه «دروز بيروت» ص (191-193).

لقد استطاع آل مرّوش وفي سنوات قليلة أن يثبتوا أنفسهم في بيروت، بعد أن اهتموا بالزراعة وإنتاج الحرير، وقد لاقت الأسرة من البيارتة كل المحبة والتقدير والاحتضان. وفي هذه الأثناء رزق جد الأسرة الشيخ علي ابناً وحيداً هو الشيخ أسعد الذي أنجب مجموعة من الأولاد الذكور وهم السادة: نجيب، حسن، كامل، محمد، عبد الله، سليم، وأحمد. كما أن أحدهم الشيخ نجيب بات عالماً عابداً لله تعالى، وقد رزقه الله عزّ وجل السادة: رامز، عبد الله، نجيب، بديع، أسعد، عزت. أما رامز فقد أنجب نجيب، في حين أن عبد الله أنجب ناجي وفادي، بينما بديع أنجب سامي وفريد، في حين أن أسعد أنجب كميل.

لقد اهتم آل مرّوش في العهد العثماني بالزراعة والتجارة، بينما اهتموا في عهود الانتداب والاستقلال بالعلم والثقافة، فبرز منهم الطبيب والمهندس والأديب منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ نجيب رامز مرّوش كان مديراً عاماً لأحد المصارف في بيروت، وفي مجال الطب برز الأطباء السادة: ناجي، عبد الله، فادي عبد الله، سامي بديع، كما برز في إطار الهندسة الإلكترونية المهندس كميل أسعد مرّوش.

مرّوش... قصّة أكبر من مجرّد مطعم! سنويًا، يخسر لبنان معالم كثيرة طبعت الذاكرة الجماعيّة لمواطنيه. سنويًا، تنغمس بيروت في ركب الحداثة وتفقد مميّزاتها التراثيّة. سنويًا، تسير الحياة نحو الأمام من دون أن تحافظ على قديمها وموروثها.

قد يكون سبب الخسارة إنمائيًا، تحديثيًا، تطويريًا، ترميميًا، سياحيًا، وأيضًا قضائيًا تمامًا كما حصل مع "مرّوش"، هذا المطعم الذي ميّز منطقة الحمرا في بيروت، وبات على مدار أكثر من ستين عامًا معلمًا من معالمها، يزوره اللبنانيون من مختلف المناطق لتذوّق "أطيب سندويش دجاج" من يدي "أبو علي"، ويقصده المغتربون ليتلذّذوا بأشهى المأكولات اللبنانيّة، ويبحث عنه السيّاح للتعرّف إلى أسرار مذاق المازة اللبنانيّة.

ومما يلاحظ بأن آل مرّوش في بيروت ينقسمون إلى قسمين رئيسيين: آل مرّوش الدروز، وآل مرّوش السُنة، وكل منهما يتبوأ مناصب إدارية وطبية وهندسية واجتماعية مهمة.

عرف من الأسرتين في التاريخ الحديث والمعاصر السادة المشايخ: أسعد نجيب، أنيس، بديع، بهجت، توفيق، خليل مرّوش أحد رواد التربية البدنية في بيروت ولبنان وهو أحد أساتذتنا السابقين في ثانوية البر والإحسان في منطقة الطريق الجديدة وعضو لجنة جامع عين المريسة، رامز نجيب، ورجل الأعمال رفيق مرّوش صاحب مطاعم مرّوش الشهيرة في بيروت ولندن، رياض، سليم، عبد الحفيظ، عبد الله، عدنان، عماد، فؤاد، كميل، ورجل الأعمال ماهر رفيق مرّوش، محمد، محمود، مصطفى، منصور، منيب، منير، نظير، وجيه، يوسف مرّوش وسواهم.

ومرّوش لغة لها عدة معان منها فسيلة النخل، أو الرجل الأمرش أي القوي المنفعل، والمرّوش أو المرّوش هي الأرض التي مَرش المطر وجهها، أما المرّاش فهو الذي يطلي أو يمرش الجدران بالكلس. كما أن المرّوش هو الرجل الذي ينزع الأشياء بقوة له ولعائلته.

Marush