آل نحّاس

مسلمون اشراف بيارتة ومسيحيون طرابلسيون وصيداويون من أصول سورية

النحاس (أنظر: سنو ويموت)

من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، كما عُرفت أسرة مسيحية بهذا اللقب في بيروت وطرابلس وصيدا وسواها، وهي تعود بنسبها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي.

ويشير ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب» (جـ3، ص 300) بأن الأسرة عرفت في مصر باسم النحاس لاشتغال أحد أجدادها بالأواني المعدنية النُحاسية، وقد عرف منها المحدث والنحوي أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوي من أهل مصر. له تصانيف في التفسير والنحو، توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

كما عرف في سوريا الشاعر فتح الله بن عبد الله النحاس (ت 1642م) شاعر سوري، متصوّف، ولد في حلب. وسافر إلى دمشق والقاهرة ثم استقر في حلب وتوفي فيها. وله ديوان شعر (المنجد، ص 707).

أما فيما يختص بأسرة النحاس الإسلامية البيروتية، فهي من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، وتعود بنسبها إلى الإمام الحسين (رضي الله عنه).

ويشير كتاب «بحر الأنساب لأصول السادة الأشراف»، وكتاب «نور الأنوار» (ص 70) بأن أسرة النحاس في مصر هي أسرة منسوبة أيضاً للإمام الحسين عليه السلام، وقد عرف منها السادة: السيد علي النحاس الحسيني، ومحمد علي بك النحاس، وطه بك النحاس، وعبد اللطيف النحاس، وعبد الرحمن النحاس، وأحمد علي بك النحاس، وإسماعيل بك النحاس الحسيني، وعاطف وأحمد النحاس، وسيدات عديدات من آل النحاس. وقد كتب النسب الشريف لآل النحاس في مصر رئيس محكمة الزقازيق الشرعية السيد محمد رزق صقر، وقاضيها الشرعي القاضي محمود عرنوس.

ومن الأهمية بمكان القول، بأنني منذ عام 1984 اكتشفت من خلال اشتغال د. حسان حلاق على وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، بأن أسرة النحاس الإسلامية البيروتية هي في الأصل من آل سنو التي تفرّعت بدورها إلى آل يموت وآل النحاس البيارتة. وقد أشار السجل (1276-1278هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، (ص 217، 321، وص 267) إلى السيد عبد الغني أبو سعيد يوسف سنو يموت، واسم الحاج عبد القادر ابن الحاج حسين سنو يموت، وإلى آل سنو النحاس وسواهم.

كما أشار السجل (1259هـ) إلى الشيخ عبد القادر بن صادق النحاس الجد، وقد أشار أكثر من سجل من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى نجله نقيب السادة الأشراف السيد الشيخ عبد الرحمن النحاس الحسيني الذي تولى هذه النقابة عام 1275هـ، وكان له مؤلفات مخطوطة، وإسهامات علمية وفقهية وخيرية واجتماعية ودينية ووقفية عديدة. كما برز نجله العلامة الشيخ عبد القادر النحاس الحفيد (1859-1927). تلقى علمه في المدرسة السلطانية، درس على والده وعلى الإمام الشيخ محمد عبده والشيخ محمد الحسيني والشيخ يوسف علايا والشيخ عبد الرحمن الحوت والشيخ حسن الأنسي والشيخ يوسف النبهاني، ثم درس على قاضي بيروت الشيخ عمر فخر الدين. أصبح قاضياً، ثم مديراً لدار الأيتام الإسلامية ثم رقي مستشاراً لمحكمة التمييز الشرعية بعد أن منح رتبة إِزمير العلمية من الدولة العثمانية. بعد وفاة والده نقيب السادة الأشراف أسندت إليه خطبة الجمعة والعيدين وإمامة صلاة الظهر في الجامع العمري الكبير، وقد أتقن العربية والعثمانية والفرنسية.

في عام 1927 انتقل العلّامة الشيخ عبد القادر النحاس إلى جوار ربه، تاركاً الكثير من الإسهامات العلمية والخيرية، ومن ذريته السادة: يوسف صلاح الدين النحاس، محمد نور الدين، عبد الرحمن، والسيدات: خديجة ووداد وسنية النحاس. (كامل محيي الدين الداعوق: «علماؤنا»، ص 173). وأشار سليم علي سلام (أبو علي) في مذكراته (ص 73، 253) إلى أحد وجهاء بيروت السيد الشيخ خير الدين النحاس، رئيس بلدية بيروت عام 1911، وفي عهده شهدت بيروت المحروسة تقدماً ورقياً ونهضة في جمع الميادين. (أنظر كتاب: د. حسان حلاق: بلدية بيروت المحروسة 1840-1943، ص 176-181، دار النهضة العربية، بيروت 2013).

هذا، وقد أشار المعلم إبراهيم العورة في كتابه «تاريخ ولاية سليمان باشا العادل 1804-1819» إلى المعلم إبراهيم النحاس كاتب أحمد باشا الجزار وشقيقه المعلم خليل النحاس الذي كان مقيماً في صور، وكان كاتباً أيضاً وإلى الكاتب فرح النحاس. كما أشار إلى المطران مكاريوس النحاس مطران طائفة الروم الكاثوليك في عكا عام (1225هـ-1810م) وشقيقه التاجر بطرس النحاس. كما أشار السجل (1259هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى البيروتي جرجس النحاس المتوطن في باطن بيروت في منتصف القرن التاسع عشر.

من جهة ثانية، فقد شهدت طرابلس وبيروت أسرة نحاس المسيحية التي تعود بجذورها إلى المناطق السورية لا سيما منطقة حوران، وقد عرف من هذه الأسرة الجد عبود النحاس، والشاعر نقولا النحاس المتوفى عام 1850، وموسى النحاس عضو مجلس الإدارة، والصحافي إسكندر النحاس، والنائب يعقوب النحاس عضو المجلس التمثيلي الأول عام 1922، وجبران بك النحاس عضو مجلس الشيوخ والنواب اللبناني ووزيراً لعدة مرات، وجاك بك النحاس النائب الأسبق، والمحامي والموسيقي الشهير في الإسكندرية نجيب النحاس، والكاتبة الأديبة ريم نوفل النحاس (1856-1888) ولدت في بيروت وتوفيت في الإسكندرية، ولها مؤلفات عديدة.

ونظراً لإسهامات يعقوب جبرايل النحاس (1880-1939) وجبران قيصر النحاس (1891-1968) فإننا نشير إلى سيرتهما الذاتية الموجزة:

{ يعقوب جبرايل النحاس (1880-1939):

1- ولد في مدينة طرابلس سنة 1880 وعاش في بيروت المحروسة، ومن ثم تبيرت، وتلقى دروسه في معهد الآباء اللعازاريين في عينطورة، وأنهاها سنة 1897 حاملاً شهادة نهاية الدروس، وقد انصرف إلى إدارة أملاكه الواسعة في طرابلس.

2- انتخب نائباً عن محافظة الشمال، في المجلس التمثيلي الأول سنة 1922، وكان عضواً في لجنة العدلية والإدارة العامة، ولجنة الصحة والمعارف، وأميناً للسر في هيئة مكتب المجلس، وقد توفي في الأول من أيار سنة 1939.

{ جبران قيصر النحاس (1891-1968):

1- ولد في طرابلس سنة 1891 وعاش في بيروت المحروسة، ومن ثم تبيرت، وتلقى علومه في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت.

2- عيّن سنة 1920 محافظاً في محافظة الشمال، وبعد إعلان الدستور اللبناني عام 1926، عيّن عضواً في مجلس الشيوخ عن محافظة الشمال. وبعد إلغاء مجلس الشيوخ سنة 1927، دُمج أعضاؤه بمجلس النواب، فاستمر نائباً حتى سنة 1929. وأعيد انتخابه في دورة سنة 1947. وكان عضواً في لجنة الإدارة العامة، كما انتخب نائباً لرئيس مجلس النواب عدّة مرات.

عيّن نائباً للرئيس، ووزيراً للعدلية، في تشرين الأول سنة 1949، في حكومة الرئيس رياض الصلح. وبعد أسبوعين عيّن أيضاً وزيراً للاقتصاد والبريد والبرق، ثم وزيراً للعدلية، والتربية الوطنية والفنون الجميلة، في أيار سنة 1960، في حكومة الرئيس أحمد الداعوق. وكان المجلس النيابي قد حُلّ في أوائل أيار سنة 1960، لذلك لم تقدم هذه الوزارة بياناً وزارياً، وكانت مهمتها إجراء انتخابات نيابية فحسب. كما عيّن نائباً للرئيس، ووزيراً للعدلية، في شباط سنة 1964، في حكومة الرئيس حسين العويني، ونائباً للرئيس، ووزيراً للعدلية، في أيلول سنة 1964، في حكومة الرئيس حسين العويني.

3- كان أول من أسس اصطبلاً للخيول في بيروت بشراكة ألفرد سرسق وجورج ثابت، وكان عضواً في المجلس الملي الأرثوذوكسي في طرابلس، وفي المجلس الملي العام في لبنان. وقد توفي في 15 حزيران سنة 1968.

كما يوجد في بيروت أسرة النحاس المسيحية الصيداوية، وتعود بجذورها إلى مدن حلب وحمص ودمشق، ومن ثم هاجر أحد أجداد الأسرة إلى صيدا في العهد العثماني، وقد عرف منها جورج مخايل نحاس المولود في صيدا عام 1907، وقد هاجر من هذا الفرع، أحد أفراد الأسرة إلى عكا، وقد أشار إليهم المعلم إبراهيم العورة، كما أشرنا سابقاً.

كما عرف منهم نقولا النحاس رئيس كتّاب المحاسبة في ديوان عبد الله باشا في عكار والقدس عام 1809، وإبراهيم النحاس ونجله أنطون النحاس أحد المدراء السابقين لبنك دي روما في بيروت، وخليل النحاس وولده جرجس النحاس اللذان سافرا إلى مصر، ثم عادا إلى بيروت وصيدا، وجورج ميخايل نحاس من سكان صيدا.

وعرف من أسرة النحاس من المسلمين والمسيحيين السادة: المهندس عمرو نحاس عضو عمدة مؤسسة الرعاية الاجتماعية، والأستاذ راغب حسن نحاس مدير ثانوية صبحي المحمصاني في بيروت وخليل نحاس عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية المتوفى في آذار عام 2012، والمربّي الأستاذ مصباح نحاس من أبناء منطقة الطريق الجديدة، عبد المسيح نحاس أحد المسؤولين السابقين في طيران الشرق الأوسط، وإبراهيم، أحمد، ادمون، ادوار، إسكندر، الفريد، إلياس، إميل، أنطوان، باسم، بديع، بشاره، بهيج، بلال، توفيق، جان، جمال، جميل، جورج نحاس نائب رئيس جامعة البلمند، جوزيف، حازم، حسن النحاس، حسين، خليل أحمد، خليل جورج، خليل محمود، خليل ميشال النحاس، خير الدين رشيد، رامز، رفيق، رمزي، روجيه، ريمون، سامي، سعد الدين، سعيد، سليم، سمير، سهيل، شفيق، صائب، صلاح الدين، عادل، عبد الجليل، عبد الرحمن، عبد القادر، عبد الله، عبد المسيح، عبد الناصر، عثمان، عدنان، عزيز، عصام، عفيف، غسان، فادي نحاس الخبير في شؤون الأمن القومي، فؤاد، فيليب، قيصر، كمال، مارسيل، محمد، محمود، مصطفى، منير، ميشال، نبيل، نقولا، هاني، وسيم، وصفي، وفيق، وليد، يوسف النحاس وسواهم.

ولعل أهم شخصية عربية برزت في القرن العشرين من آل النحاس هو الزعيم المصري الوطني مصطفى النحاس باشا (1876-1965) المحاميٍ والسياسي والزعيم المصري، وأمين سر حزب الوفد عام 1919، ورئيس وزراء مصر لعدة مرات بين سنوات (1926-1950) اعتزل السياسة بعد ثورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1952. وتوفي في الإسكندرية عام 1965 عن عمر ناهز التسعين عاماً.

والنحاس لغة لقب أطلق على صاحب المهنة التي يعتمد عليها لصناعة الأدوات المعدنية النحاسية، وبما أنها مهنة اشتغل وتسمّى بها الكثير من المسلمين والمسيحيين في بيروت والمناطق اللبنانية والعربية، وقد شهدت بيروت في العهد العثماني سوق شهير هو سوق النحاسين إزاء ساحة السور (ساحة رياض الصلح حالياً) والسبيل الحميدي.