فديتك زائراً في كل عام

فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلام

 

وتقبل كالغمام بقيض حينا *** ويبقى بعده أثر الغمام

 

وكم في الناس من كلف مشوق *** إليك وكم شجي مستهام

 

ركزت له بألحاظ الليالي *** وقد عي الزمان عن الكلام

 

فظل يعد يوماً بعد يوماً *** كما اعتادوا لأيام السقام

 

ومد له رواق الليل ظلا *** ترف عليه أجنحة الظلام

 

فبات وملء عينيه منام *** لتنفض عنهما كسل المنام

 

ولم أر قبل حبك من حبيب *** كفى العشاق لوعات الغرام

 

فلو تدري العوالم ما درينا *** لحنت للصلاة وللصيام

 

بني الإسلام هذا خير ضيف *** إذ غشي الكريم ذرا الكرام

 

يلمكم على خير السجايا *** ويجمعكم على الهمم العظام

 

فشدوا فيه أيديكم بعزم *** كما شد الكمى على الحسام

 

وقوموا في لياليه الغوالي *** فما عاجت عليكم للمقام

 

وكم نفر تغرهم الليالي *** وما خلقوا ولا هي للدوام

 

ودخلوا عادة السفهاء عنكم ** فتلك عوائد القوم اللئام

 

يحلون الحرام إذا أرادوا ** وقد بان الحلال من الحـرام

 

وما كل الأنام ذوي عقول *** إذا عدوا البهائم في الأنام

 

ومن روته مرضعة المعاصي *** فقد جاءته أيام الفـطام

 

مصطفى الصادق الرافعي " أديب الإسلام