عبد الحي حلمي

 أول مطرب يسجل الأسطوانات

 

ولد المطرب عبد الحي حلمي عام 1857 بمدينة بني سويف، ورحلت أسرته إلى القاهرة، وكغيره من أهل صناعة الغناء في مصر خاصة والشرق العربي عامة، نشأ نشأة دينية مثله مثل الشيخ محمد عبد الحليم المسلوب ومحمد عثمان وعبده الحامولي الذي تفرغ عبد الحي حلمي لكي يكون رواية ألحانهم، فسجلها على الأسطوانات التي بدأت في مصر.


لم يلحن عبد الحي حلمي أي غنائية فيما عدا غنائه لبعض المواويل التي كانت من المفروض أن تغنى ارتجالا، ولكنه كان راوية أمينا لمئات من الغنائيات التي لحنها الرواد الأول، وكان يسجل الدور في أكثر من شركة، ولعل عبد الحي حلمي بتسجيله هذا التراث العظيم قد حفظ روائع القصائد والموشحات والأدوار. بل والطقاطيق التي أصبح غناؤه لها المرجح الأول للمطربين والملحنين، وفرق الموسيقى العربية المختلفة بالمعاهد وفرق الهواة والثقافة الجماهيرية وغيرها من محبي الموسيقى الشرقية التقليدية.


ومن الطريف أن ربيبه فارس الغناء التقليدي صالح عبد الحي قد سجل جل هذه الغنائيات في الإذاعة المصرية، وأصبحت اسطوانات عبد الحي حلمي وتسجيلات صالح عبد الحي المرجع الأمين لهذا التراث العظيم، الذي بدأ في عهد الخديوي اسماعيل حقي، مواكبا للنهضة المصرية عبد ال 150 عاما الماضية.


ورغم أن عبد الحي حلمي يعتبر مقلدا لا خالقا إلا أنه نافس بالرغم من ذلك يوسف المنيلاوي فترة من الوقت لأن عبد الحي حلمي كان يتمتع بصوت رخيم وقوي في الوقت نفسه. وبذلك تربع على عرش مملكة الطرب بعد وفاة يوسف المنيلاوي ولو أنه لم يعش بعده كثيرا إذ رحل بعد وفاة المنيلاوي في الرابع عشر من شهر إبريل عام 1912 وخلفه ربيبه صالح عبد الحي حلمي الذي يعتبر فارس الغناء التقليدي.