إبراهيم الموصلي 

هو إبراهيم بن ماهان أو ميمون بن نسك، وأمه من بنات الدهاقين. فارسي الأصل من العصر العباسي. ولد بالكوفة سنة 125 هـ، 742 م. توفي أبوه وعمره سنتان أو ثلاث سنين، ولقب الموصلي لأنه لما شب أخذ يتردد إلى المغنين فغضب عليه أخواله فهرب الى الموصل وأقام فيها سنة ثم رجع إلى الكوفة، ثم سافر إلى بلاد فارس وتعلم الغناء الفارسي هناك ثم سافر إلى البصرة لنفس الغرض ثم إلى بغداد، فتتلمذ فيها على سياط حتى أصبح من أشهر وأمهر المغنين في زمانه ومن أحسن الملحنين أيضا، ويقال أنه لحن أكثر من تسعمائة لحن. وهو أول من اشتهر بإيقاع الماخوري، وبالرغم من أنه مغني وموسيقي كان كاتبا وشاعرا وعالما. وأول من سمع غناءه الخليفة المهدي ولم يسمع الخليفة مغنيا قبله سوى فيلح ابن علي العوراء وسياط إذ أن الفضل بن الربيع وصلهما به.


كان الخليفة المهدي لا يشرب الخمرة مطلقا وأما إبراهيم الموصلي فكان معاقرا لها، فأراد الخليفة ملازمته على شرط أن يترك الخمرة، فلم يتمكن الموصلي من تركها فضربه الخليفة وسجنه. ثم دعاه الخليفة مرة ثانية وعاتبه على معاقرته الخمرة في منازل الناس، فقال له الموصلي يا أمير المؤمنين إنما تعلمت هذه الصفة للذتي وعشرتي لإخواني ولو أمكنني تركها لتركتها وجميع ما أنا فيه لله عز وجل، فغضب المهدي غضبا شديدا وقال له: لا تدخل على موسى وهارون فوالله لئن دخلت عليهما لأفعلن ولأصنعن. ثم بلغ المهدي أنه دخل عليهما وشرب معهما فضربه ثلثمائة سوط وقيده وسجنه. وحينما توفي المهدي دعاه الخليفة وكافأه بـ 150 ألف دينار. وبد أن توفي الخليفة الهادي وخلفه أخوه هارون الرشيد اتصل به وصار من ندمائه، ولأجل ذلك لقب بالنديم. 


كانت له مدرسته الخاصة لتعليم الغناء والموسيقى ومدرسته بيته وكانت هذه المدرسة تدر عليه ريعا سنويا يقدر بأربع وعشرين مليون درهم. ومن أشهر تلاميذه زلزل وعلويه وأبو صدقة ومخارق وسليم بن سلام ومحمد بن الحارث.
توفي في بغداد سنة 188 هـ، 804 م.