صفي الدين الأرموي

هو عبد المؤمن بن يوسف بن فاخر الأرموي البغدادي، ولد سنة 613 هـ. وقد اختلف المؤرخون في محل ولادته، فمنهم من قال أنه ولد في بغداد ومنهم من ذكر أنه ورد بغداد صبيا من أذربيجان مع عائلته. 


أدرك العهدين العباسي والمغولي، فكان نديما لآخر خلفاء بني العباس وهو المعتصم بالله، وكان اتصاله به بواسطة المغنية لحاظ المشهورة بجمالها وغنائها. أما كيفية اتصاله بالخليفة المعتصم فقد صادف يوما أن غنت لحاظ بحضرة الخليفة لحنا غريبا فتعجب الخليفة من هذا اللحن وسألها من الذي أوجده، فقالت صفي الدين، فقال الخليفة عليّ به، فأحضرته فغنى بحضرته وضرب على العود أيضا، فأعجبه كثيرا. ومن ذلك الحين لازم مجلس الخليفة إلى أن سقطت بغداد على يد هولاكو سنة 656 هـ.


وقد اتصل صفي الدين بهولاكو، وغنى وعزف على العود بحضرته فأعجبه كثيرا فقطع له بستانا تسمى السمبكة، وكانت للخليفة العتصم بناء على طلبه، وعين له مرتبا إلا أن أولاد الخليفة العتصم أخذوا منه البستان وقالوا له هذا إرث لنا. وأما المرتب فقد قطعه عنه الصاحب شمس الدين الجويني وعوضه عن المرتب والبستان بستين ألف درهم.


يُعد صفي الدين نابغة من النوابغ في علم الموسيقى والغناء والأدب والخط وله إلمام في التاريخ أيضا. كان مليح الشكل حسن الأخلاق ذا مروءة وكرم، إلا أنه كان مسرفا سيء التدبير متلافا ويقال أنه مات محبوسا على دَين.


أ
لف كتبا كثيرة ومن مؤلفاته في الغناء والموسيقى ما يأتي:

·  كتاب الأدوار وهو من أحسن الكتب التي ألفت في الموسيقى وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة التركية ترجمه شكر الله بن أحمد الأماسيوي، وترجمه إلى اللغة الفرنسية المستشرق الفرنسي البارون دير لانجه، وطبعه في باريس سنة 1938 م وترجم إلى اللغة الفارسية أيضا. وقد شرحه كثير من علماء الموسيقى الذين جاءوا بعده. كما أن أكثر المؤلفات في علم الموسيقى التي ألفت بعده كانت عالة على كتاب الأدوار، وقد نشره الدكتور حسين علي محفوظ في بغداد.

·  الرسالة الشرفية وقد ألفها بعد سقوط بغداد على يد هولاكو لتلميذية شرف الدين الجويني وأخيه بهاء الدين  محمد الجويني، وهذه الرسالة لا تقل أهيمة عن كتاب الأدوار. وقد ترجمها إلى اللغة الفرنسية دير لانجة.

·   رسالة الإيقاع وقد ألفها باللغة الفارسية.

 توفي سنة 693 هـ، 1294 م، وقد تتلمبذ عليه أناس كثر منهم:

·  شمس الدين احمد السهر وردي

·  علي الستاهي

·  حسن زاسر

·  زيتون

·  حسام الدين قطلخ بوغا