أحمد شريف فارس الأغنية الشعبية 

أحمد شريف

فارس الأغنية الشعبية

كان أحمد شريف عازفا ماهرا على آلة القانون وملحنا موهوبا، ويعتبر من أعمدة التلحين في الفن الشعبي، في خلال ال 100 سنة الماضية، ورائدا من رواد الفن الشعبي. فهو في هذا المجال يعتبر خليفة للسيد درويش، ونظيرا لمحمد على لعبة.


ويعتبر أحمد شريف بمثابة معمل أو مصنع لتفريخ الألحان الشعبية والمونولوجات الإنتقادية الهادفة، والصور الشعبية الجميلة التي حازت شهرة كبيرة، ربما أشهر من ملحنها، ولعل الكثير منا لا يعلم أن أحمد شريف هو ملحن أغنية العرق سوس الذي حفظها كل إناسن استمع إليها مغلفة كلمات الراحل حسين حلمي المانسترلي، وكانت سببا في إقبال شركات الأسطوانات على المؤلف والملحن وتسجيل كل إنتاجهما فالفني من جميع الألوان.


نجح أحمد شريف في تلحين الصور الموسيقية في فرقة بديعة مصابني في عهدها الذهبي في الثلاثينيات، وخاصة الحوارات الثنائية الغنائية "ديالوج"، ومن أشهر هذه الحوارات الثنائية ما سجله أحمد شريف من لحنه على أسطوانة باسم "نبين زين" التي قامت فيها بدور الزوجة التي تريد معرفة مستقبلها مع زوجها المطربة تقوى حسين التي عرفت باسم آمال حسين، أما دور الغجرية فاتحة الودع والتي تبين زين فقد قام به شخصيا الملحن أحمد شريف، وساعده على النجاح أن صوته من نوع الصادح تينور الحاد قريب من لون السوبرانو النسائي.


ولعل أحمد شريف هو صاحب أكبر عدد من ألحان الزفة وخاصة تلك التي سجلها مع زوجته نعيمة وصفي ومع زميلته الفنانة سيدة حسين، ولعل أشهرها "اتمخطري يا حلوة يا زينة" و"مبروك عليكي عريسك الخفة" و"لحن ليلة الصباحية" و"زفة بنت العمدة" و"زفة ست الدار".


أما عن اجتماعياته الدعابية فهو صاحب ديالوج الفشر والصور الغنائية "المندل" و"الفيلسوف"، والديالوج الفكاهي "بين مغرم رومي من أولاد البلد" . ومن أعجب الألحان المصرية عامة "استعراض الزهور" في فيلم "وراء الستار" الذي غناه أحمد شريف بنفسه مع رئيسة عفيقي وبديعة صادق، وفي نفس الفيلم "رقص الحمام" بجميع أنواعه.


ومن عجب أن يكون أحمد شريف الذي عاش أغلب حياته رئيسا لفرقة بديعة مصابني، والذي كان يطوف بردهات مسرح بديعة معلقا قانونه في رقبته يعزف وراء بديعة مصابني وهي تسير مقلدة زفة الأفراح، من عجب أن يكون أحمد شريف رجلا تقيا يؤدي شعائر دينه، يسبح بحمد الله في غير أوقات عمله، وعلى وجهه مهابة ونور علوي، بل وكان يتفرغ كل يوم سبت للذهاب إلى مسجد سيدي على زين العابدين سبط الرسول، ويقيم حضرة من أنواع الذكر، وتقوم بطانته من المطربين "محمد إسماعيل الملحن والشيخ عبد الخالق الضاني المبتهل والمطرب محمد أنور والمطرب أنور والمؤرخ عبد العزيز محمود عنانى والمطرب المشهور عبد اللطيف البنا الذي كان يحضر خصيصا من شبرا خيت" بدور السنيدة في هذه الحضرة، وبعد الانتهاء من الدينيات، كان يغني أحمد شريف بدون آلات موسيقية، ولكن بخلفية من التصفيق بالأيدي روائع الأدوار التي كان يغنيها الحامولي ومحمد عثمان والمسلوب، وأترابهم.


وقد رحل الفنان الكبير أحمد شريف في هدوء، في اليوم السادس من يونيو عام 1969.