الحاج حسين العويني

القومي العربي الرافض للإحتلال

بين أعوام 1914-1918 توقف حسين العويني عن متابعة دراسته بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وانعكاساتها السلبية على بيروت والبيارتة، وما إن انتهت الحرب حتى بادر للعمل في شؤون تجارية وصناعية متواضعة، سرعان ما تطورت أوضاعه الاقتصادية والتجارية إلى أوسع من لبنان، غير أن حسين العويني وبخط متوازٍ، وهو القومي العربي رفض مع الوطنيين من البيارتة واللبنانيين الاحتلال الفرنسي للبلاد السورية، فبدأ معارضاً مع قادة البلاد أمثال: سليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، حسن القاضي، سليم الطيارة، صلاح بيهم، عمر الداعوق، رضا الصلح وسواهم ممن كانوا يكبرونه في العمر، لذا، بادرت السلطات الفرنسية إلى اعتقال سليم علي سلام وحسن القاضي وسليم الطيارة وصلاح بيهم عام 1922 لا سيما بعد اغتيال مدير الداخلية أسعد خورشيد، وساقتهم إلى سجن القلعة في رأس بيروت، ثم نقلتهم إلى قرية «دوما» في منطقة البترون، في حين اعتقلت حسين العويني وبعض الشباب البيروتي وسجنتهم في سجن السراي الصغير في بيروت، ثم وضع في الإقامة الجبرية في سجن أميون في الكورة مدة خمسة شهور، ولم يطلق سراحه إلا بشرط مغادرة لبنان. وكان ممن اعتقل معه الشيخ مصطفى الغلاييني، صالح بيهم، عارف درويش، بشير نقاش، توفيق نايف، مختار فاخوري، راشد شاتيلا، وسليم آغا كريدية.

◄النفي.. والمغادرة إلى السعودية

في عام 1923 غادر حسين العويني إلى جدة، وعمل هناك في معامل النسيج التي كان يملكها الوجيه البيروتي عارف بك النعماني، كما عمل في قطاع النسيج مع أسرة الخجا السورية. ثم استحدث تجارة له في مكة المكرمة، وكانت أوضاع بلاد الحجاز آنذاك غير مستقرة، وبالرغم من ذلك، استطاع حسين العويني أن ينجح في أعماله التجارية، وأن يقيم علاقات مميزة مع الملك عبد العزيز آل سعود، وكان ما يزال في الرابعة والعشرين من عمره، حينما أرسله صديقه المفكر والأديب أمين الريحاني كوسيط في قضية النزاع مع الهاشميين لا سيما بعد هزيمة قوات الشريف حسين أمام قوات الملك عبد العزيز آل سعود في الطائف عام 1924. لقد استطاع الحاج حسين العويني أن يثبت جدارة سياسية ودبلوماسية وتفاوضية منذ اللقاء الأول مع شخصية استثنائية هي الملك عبد العزيز آل سعود، وقد نجحت الوساطة، غير أن بعض القوى البريطانية كانت تحرض الهاشميين والسعوديين على الاقتتال، وانتهى ذلك بانتصار آل سعود، وأعلن عبد العزيز ملكاً على الحجاز في 8 كانون الثاني 1926، وبعد أن ضم الحجاز ونجد أعلن ملكاً في 23 أيلول 1932 على المملكة العربية السعودية. واستمر الحاج حسين العويني موضع ثقة العاهل السعودي حتى وفاته في 9 تشرين الثاني عام 1953، وفي المملكة العربية السعودية تعرف الحاج حسين العويني إلى يوسف ياسين مستشار الملك عبد العزيز، وفؤاد حمزه مساعد وزير الخارجية السعودي، ونجيب صالحة أحد رجال الأعمال اللبنانيين، وإلى أنجال الملك عبد العزيز آل سعود، مما جعله في مرتبة أولى، وكان يعامل معاملة المواطنين السعوديين، وقد عرض عليه الملك عبد العزيز الجنسية السعودية، غير أنه اعتذر عن قبولها، راضياً بأن يعامل كبقية السعوديين بدفع الزكاة، غير أن الملك عد العزيز آل سعود كان يتدخل باستمرار لدى سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان لإلغاء الحظر أو النفي المفروض على الحاج حسين العويني، والسماح له بالعودة إلى لبنان. وبالفعل فمنذ عام 1928 أصبح باستطاعته العودة إلى لبنان، فقد عاد عام 1936 لفترة وجيزة، إذ أسس شركة مع إبراهيم شاكر لرعاية المصالح التجارية والاقتصادية السعودية، كما عاد مرة ثانية إلى بيروت ليتزوج الزواج الثاني من السيدة شفيقة الجارودي شقيقة المحامي محمد الجارودي، وذلك في 5 أيار من عام 1939، ومنذ ذاك التاريخ بدأ يوزع وقته بين جدة وبيروت، إلى أن عاد نهائياً إلى لبنان عام 1947.

◄صداقات متميّزة مع الحكام العرب

استطاع الحاج حسين العويني، ولمّا يزل شاباً من توطيد صداقات متميزة مع رئيس وزراء مصر مصطفى النحاس باشا، ومحمد شرارة باشا أمين عام وزارة الخارجية المصرية، وفؤاد سراج الدين، ومع الرئيس السوري شكري القوتلي، ومع الرئيس بشارة الخوري ورياض الصلح والسياسيين اللبنانيين كافة. ومع رجل الأعمال السوري – اللبناني عبد الغني ادلبي صاحب أهم متجر للأجواخ في مانشستر في إنجلترا وفي بيروت والقاهرة الذي عيّن الحاج حسين العويني وكيلاً حصرياً لتجارته في الحجاز وسوريا ولبنان وفلسطين. وما تزال أسرة الادلبي في بيروت من أهم تجار الأقمشة والأجواخ، كما أصبح شريكاً مع السيد حسن بحصلي في مؤسسة لبيع الأقمشة في فلسطين.
ويشير روجيه جهشان صاحب كتاب «حسين العويني خمسون عاماً من تاريخ لبنان والشرق الأوسط 1920-1970» من أن الحاج حسين العويني أصبح في خلال سنوات قليلة يمثل إمبراطورية في الاقتصاد والتجارة وريادة الأعمال والشركات والمؤسسات المصرفية والاقتصادية والإنشائية والصناعية وسواها، بما فيه تأسيسه عام 1951 مع بعض رجال الأعمال «بنك لبنان والمهجر».


من الأهمية بمكان القول، بأنه بعد عودة الحاج حسين العويني إلى بيروت عام 1947، حاملاً الصداقة السعودية والعربية، والثقة اللبنانية، اقترح عليه الرئيس رياض الصلح الترشح للانتخابات النيابية. وبالفعل فقد تقدم بترشيحه عن دائرة بيروت وفاز بالانتخابات النيابية لأول مرة في دورة عام 1947، وقد واجهته في بداية عهده بالنيابة اضطراره مع زملاء له أمثال رياض الصلح بالتجديد ولاية ثانية للرئيس بشارة الخوري. كما واجهته وواجهت لبنان والعرب مسألة مشروع تقسيم فلسطين، ومن ثم نكبة فلسطين عام 1948.


 من المراكز الحكومية التي تولها الشيخ حسين العويني:

◄رئيسا للوزراء

1- من 14/02/1951 الى 07/06/1951 في عهد فخامة الرئيس بشارةالخوري.

2- من 20/02/1964 الى 25/09/1964 في عهد فخامة الرئيس فؤاد شهاب

3- من 25/09/1964 الى 18/11/1964 في عهد فخامة الرئيس شارل حلو.

4- من 18/11/1964 الى 25/07/1965 في عهد فخامة الرئيس شارل حلو.

◄وزيراً

1-وزير المالية: 26/07/1948 - 01/10/1949 في حكومة رياض الصلح في عهد بشارة الخوري.

2-وزير البرق والبريد: 01/10/1949 - 06/10/1949 في حكومة رياض الصلح في عهد بشارة الخوري.

3-وزير المالية: 01/10/1949 - 14/02/1951 في حكومة رياض الصلح في عهد بشارة الخوري.

4-وزير الخارجية: 14/02/1951 - 07/06/1951 في حكومته في عهد بشارة الخوري.

5-وزير الداخلية: 14/02/1951 - 07/06/1951 في حكومته في عهد بشارة الخوري.

6-وزير الدفاع الوطني: 14/02/1951 - 07/06/1951 في حكومته في عهد بشارة الخوري.

7-وزير المالية: 14/02/1951 - 07/06/1951 في حكومته في عهد بشارة الخوري.

8-وزير التصميم العام: 14/10/1958 - 07/10/1959 في حكومة رشيد كرامي في عهد فؤاد شهاب.

9-وزير العدلية: 14/10/1958 - 07/10/1959 في حكومة رشيد كرامي في عهد فؤاد شهاب.

10-وزير الخارجية والمغتربين: 14/10/1958 - 14/05/1960 في حكومة رشيد كرامي في عهد فؤاد شهاب.

11-وزير الداخلية: 20/02/1964 - 25/09/1964 في حكومته في عهد فؤاد شهاب.

12-وزير الدفاع الوطني: 20/02/1964 - 25/09/1964 في حكومته في عهد فؤاد شهاب.

13-وزير الداخلية: 25/09/1964 - 18/11/1964 في حكومته في عهد شارل حلو.

14-وزير الدفاع الوطني: 25/09/1964 - 18/11/1964 في حكومته في عهد شارل حلو.

15-وزير الدفاع الوطني: 18/11/1964 - 25/07/1965 في حكومته في عهد شارل حلو.

16-وزير الخارجية والمغتربين: 02/06/1965 - 25/07/1965 في حكومته في عهد شارل حلو.

17-وزير الاقتصاد الوطني: 20/10/1968 - 15/01/1969 في حكومة عبدالله اليافي في عهد شارل حلو.

18-وزير الخارجية والمغتربين: 20/10/1968 - 15/01/1969 في حكومة عبدالله اليافي في عهد شارل حلو.

19-وزير الدفاع الوطني: 20/10/1968 - 15/01/1969 في حكومة عبدالله اليافي في عهد شارل حلو.

20-وزير العدل: 20/10/1968 - 15/01/1969 في حكومة عبدالله اليافي في عهد شارل حلو.

نائبا عن بيروت

3- في الدور التشريعي السادس من 1947 الى 1951

◄وزيراً للمالية

وفي تموز من عام 1948 عيّن الحاج حسين العويني وزيراً للمالية في حكومة الرئيس رياض الصلح، وقد استطاع خلال هذه الوزارة تنظيم وزارة المالية، وتحسين أوضاع الدولة اللبنانية، بما له من خبرة مالية واقتصادية ببعدها اللبناني والعربي والدولي، كما نظم العلاقات المالية بين لبنان وسوريا قبل الانفصال الجمركي. وكان –رحمه الله- من أبرز مؤيدي الاتفاق النقدي مع فرنسا عام 1948، ومن العاملين على إبقاء الليرة اللبنانية ثابتة وقوية، رافضاً رفضاً قاطعاً خفض قيمة النقد اللبناني، لذلك، عمل على تزويد الليرة اللبنانية بتغطية متينة بفضل مشتريات كبيرة من الذهب. وقد شكلت سياسة الحاج حسين العويني المالية حصناً منيعاً مكّن الليرة اللبنانية من الصمود في وجه الأزمات المالية والاقتصادية التي مرت على لبنان بين أعوام 1956-2002. لهذا، ينبغي أن يذكر الحاج حسين العويني بالخير من قبل جميع اللبنانيين.

ويبدو أن الحاج حسين العويني تمكن من السياسة اللبنانية تمكناً قوياً ودخل من بابها العريض، لا سيما وأنه أصبح في نظر البيارتة واللبنانيين من السياسيين غير التقليديين، وهو العامل من أجل وطن لبناني يتساوى فيه جميع اللبنانيين، لهذا، ففي تشرين الأول عام 1949، عيّن مرة ثانية وزيراً للمالية والبرق والبريد والهاتف في حكومة الرئيس رياض الصلح، وقد أثبت من جديد كفاءة مالية وإدارية ووزارية، مما قربه من الجماهير.