آل بيضون

من الأسر الإسلاميّة والبيروتيّة والصيداويّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بنسبها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وهي من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف.

هذا، وقد شهدت عدة بلدات فلسطينيّة توطن آل بيضون منذ العصور الوسطى، كما شهدت بلدات في جبل عامل في جنوب لبنان توطن أفراد من الأسرة، وقد عرف عن الأسرة أنها أقامت لقرون عديدة، في المغرب العربي والأندلس، ثم عاد بعد أفرادها إلى بلاد الشام ومن بينها بيروت المحروسة.

وقد تميزت الأسرة عبر تاريخها الطويل بالجهاد والرباط حماية للثغور والولايات العربيّة والإسلاميّة التي توطنت فيها.

ومما يلاحظ أن الأسرة التي توطنت في جنوب لبنان إعتنقت المذهب الشيعي، في حين أن الأسرة التي توطنت في منطقة الأشرفيّة أعتنقت المذهب السني.

برز من أسرة بيضون في العهد العثماني العديد من الوجهاء، ورجال المال والإقتصاد يأتي في مقدمهم عبد الرحمن باشا بيضون الذي يروي المعلم إبراهيم عنه في كتابه «تاريخ ولاية سليمان باشا العادل» بأنه هو الذي اشترى قصراً أنشأه الوالي سليمان باشا لإبنته الست فاطمة في عكا. وهذا الشراء تمّ بعد هدم القصر درويش باشا بعد محاصرته عكا عام -1823/1824م- ، وبعد أن قام بترميمه وجعله أفضل مما كان، كما برز نجله نجيب بك بيضون.

وتشير وثائق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت المحروسة عام 1259هـ /1843م إلى العديد من آل بيضون، منهم السادة: السيد عبد الرحمن بن حسون بيضون وهو غير عبد الرحمن باشا بيضون، السيد الحاج قاسم بيضون، السيد الحاج محمد بيضون، السيد مصطفى بيضون.

كما عُرف من الأسرة الحاج عمر بيضون المشهور  بعمر قريعة وكان مشهوراً بأعمال النجارة، وهو من قام بصناعة خشب الساعة الحميدية قرب السراي الكبير عام 1897م.

ومما يلاحظ بأن جميع أفراد آل بيضون المشار إليهم قد ورد إلى جانب اسم كل منهم لقب «السيد» مما يعني جذورهم وأصولهم الشريفة، بالإضافة إلى أنهم كانوا موضع ثقة الحاكم الشرعي في بيروت، مما دعاهم لأن يكونوا شهوداً على العديد من القضايا الشرعيّة.

هذا، وقد برز من الأسرة أيضاً السيد عبد الله بيضون عضو محكمة التجارة في العهد العثماني، كما أشار سليم علي سلام في مذكراته إلى السادة: عبد الرحمن باشا بيضون عضو مجلس إدارة ولاية بيروت عام 1908م، وقد أشار سليم علي سلام بأن الباشا كان من المتمولين، وقد دفع مائتي ليرة عثمانيّة كي يعيّنه الوالي عضواً في مجلس إدارة بيروت.

كما أشار سليم علي سلام إلى السيد محمد أبو سعيد بيضون الذي سافر عام 1913م إلى استانبول مع وفد معادٍ لوفد جمعية بيروت الإصلاحية.

كما أشار سليم علي سلام إلى السيد الحاج علي بيضون عضو المؤتمر القومي الإسلامي عام 1936م. كما برز من الأسرة نجيب بك بيضون إبن عبد الرحمن باشا بيضون.

كما برز من الأسرة البيروتيّة الوجيه البيروتي السيد عبد الغني باشا بيضون منشئ مسجد أبي حيدر عام-1318/1901هـ -، وفي الوقت الذي قام بالإنفاق على بنائه، بادر العلاّمة الشيخ مصطفى ناجا من جهته بوقف أرض المسجد القريبة من دارته قبل أن يُعيّن مفتياً لبيروت المحروسة عام 1909م. وكان عبد الغني باشا بيضون قد نال فرمان الباشوية من السلطان عبد الحميد الثاني عام1876/1919م نظراً لعطاءاته الخيريّة والإجتماعيّة والإنسانيّة في بيروت المحروسة والدولة العثمانيّة. كما برز من الأسرة البيروتيّة الوجيه البيروتي محسن بيضون، والوجيه شاكر بيضون، وزكي بك بيضون، والقاضي الرئيس طلال أنيس بيضون، والمرحوم مصطفى بيضون مدير عام سابق في جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت.

ومما يلاحظ أن أسرة بيضون الشيعيّة البيروتيّة أو الجنوبيّة العامليّة قد برز منها العديد من القادة والسياسيين منهم على سبيل المثال السادة: الوجيه البيروتي محمد يوسف بيضون الأول -1877/1959م - من مواليد بيروت، تلقى علومه في مدارسها، وكان عضواً في جمعيّة تجّار بيروت، وعضواً في المجلس البلدي لبلدية بيروت، انتُخب نائباً عن بيروت عام 1943م، له إسهامات عديدة في لجان المجلس النيابي، توفي في القاهرة في 6 كانون الثاني عام 1959م ووُري الثرى في جبّانة الباشورة في بيروت.

كما برز النائب والوزير رشيد يوسف بيضون -1889/1971م -، من مواليد بيروت، تتلمذ على علاّمة بيروت الشيخ أحمد عباس الأزهري وعلى أساتذة كليته، مؤسس الكليّة العامليّة في بيروت،أنتُخب نائباً لأول مرة عن الجنوب عام 1937م وأنتُخب نائباً عن بيروت عام 1947م استمر نائباً عن بيروت حتى عام 1968م.

كما برز من هذا الفرع من أسرة بيضون النائب والوزير محمد يوسف بيضون «أبو يوسف» مواليد بيروت عام 1931م، درس في بيروت وفي الجامعة اليسوعيّة، أنتُخب رئيساً للجمعيّة العامليّة منذ عام 1973م، أنتُخب نائباً عن محافظة بيروت إبتداءً من عام 1972م، وهو يعتبر من الوجوه السياسيّة والإجتماعيّة والتربويّة البارزة في بيوت ولبنان، وقد أشتهر بشعبيه وتقربه من الطبقات الإجتماعيّة المختلفة، ويُفضل أن يُنادى «أبو يوسف» ويرفض لقب البك أو سعادة أو معالي...

كما برز من الأسرة الشيعيّة النائب عبد اللطيف محمد بيضون - 1909/1948م - من مواليد بنت جبيل، أنتُخب نائباً عن محافظة الجنوب عام 1964م وعام 1972م، واستمر نائباً بسبب قوانين التمديد والحرب اللبنانيّة حتى عام 1992م، كما برز من أسرة بيضون الدكتور محمد عبد الحميد بيضون من بلدة شحور الجنوبية، وهو من مواليد بيروت عام 1952م، أنتُخب نائباً عن محافظة الجنوب لأول مرة عام 1992م، واستمر نائباً حتى عام 2005م، كما تولى مناصب وزارية عدة مرات.

كما عُرف من الأسرة السادة:الأستاذ الجامعي الدكتور إبراهيم بيضون، الأستاذ الجامعي الدكتور أحمد بيضون، ورجل الإعمال إبراهيم بيضون، وتاجر البرادي إبراهيم بيضون، الدكتور أحمد بيضون مدير التسليفات في بنك الإسكان، الطبيب الدكتور أحمد عبد اللطيف بيضون، والأستاذة الجامعيّة لينا بيضون، ومحمد علي بيضون صاحب دار الفكر العربي في بيروت وسواهم.

ومن الملاحظ أن بعض أفراد أسرة بيضون قد تنصروا أو أن زوجاتهم قاموا بتنصير أولادهم بعد وفاتهم، ومهما يكن من أمر فقد عرفت بيروت من أسرة بيضون من الطائفة المسيحيّة عُرف منهم السادة: إبراهيم جرجس بيضون، إلياس عطا الله بيضون، عبد الله لويس بيضون، ميشال باسل بيضون وسواهم، وقد توطن هذا الفرع ما بين شرقي بيروت وغربها.

ومن الملاحظ أيضاً بأنه نظراً لعطاءات أسرة بيضون ، فقد أطلقت بلدية بيروت على أكثر من شارع من شوارع بيروت اسم «بيضون»، كما عرفت منطقة مهمّة في الأشرفيّة باسم «حي بيضون» والمسجد الملاصق له عُرف اسم «مسجد بيضون»، كما شهدت منطقة الصنائع مستشفى عريق باسم «مستشفى بيضون» مؤسسه الدكتور سامي بيضون، كما اشتهرت الأسرة بكثرة رجال الأعمال والتجّار والأطباء والمهندسين والقضاة... كما اشتهرت الأسرة بالعمل البلدي والاختياري منذ العهد العثماني إلى اليوم، وقد عرفت بيروت منذ انتخابات المختارين عام 2004م ثلاثة مخاتير هم السادة:المختار أحمد بيضون مختار الأشرفية، والمختار رشيد بيضون مختار زقاق البلاط، والمختار مبارك بيضون مختار محلة الباشورة.

أم بيضون لغةً واصطلاحاً، فهي صيغة عربيّة مغاربيّة لشهرة جدّ الأسرة بشدة بياضه على غرار أسماء خالد «خلدون»، وحمد «حمدون»، وسعد «سعدون»، وعبد «عبدون»، وفي لبنان بعيون «أبو العيون»...