آل الترك

من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة والصيداويّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها للقبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس.

عُرف فرع منها باسم «التركي»، وهو من بطون القبائل العربية وليس التركيّة، وما تزال الأسرة منتشرة إلى اليوم - فضلاً عن بيروت المحروسة - في أكثر من منطقة لبنانيّة وعربيّة، علماً أن بعض المناطق اللبنانيّة شهدت أسرة الترك المسيحيّة، وهي ليست على قرابة مع الأسرة البيروتيّة الإسلاميّة.

والأمر المهم الذي لا بدّ من تسجيله في إطار التأريخ عن عائلات الترك البيروتيّة الملاحظات التالية:

1- إن وثائق سجلات المحكمة الشرعيّة في بيروت تؤكد بأن أسرة الترك والغلاييني ومحيو وأرناؤوط من جذور عائليّة واحدة، فالسجل 1259هـ ص 104-105 يشير إلى الحاج عبد الله الترك الغلاييني، ويشير السجل نفسه ص 80 إلى السيد سعد الدين بن خليل محيو الغلاييني. وقد ورد في السجلات أسماء أشخاص مركبة مثال: غلاييني محيو، غلاييني الترك.

كما أفادتنا تلك الوثائق والسجلات عن أحد وجهاء آل الترك مع لقب جديد،إذ أشار السجل -1259هـ ص 143- وكتاب الدكتور حسّن حلاّق «التاريخ  الإجتماعي والإقتصادي» ص 349-350 إلى «فخر الآغوات قاسم آغا الترك إبن المرحوم الحاج عبد القادر الحوالي...» مما يدل على أن بعض فروع آل الترك في صيدا وبيروت هم في الأصل من آل الحوالي الأسرة الوجيهة والثرية في العهد العثماني.

2- أن بعض أفراد أسرة الترك البيروتيّة اشتغلوا في ركوب البحر على سفن تُسمى «الغليون»، فلقِّب هذا الفرع باسم الترك الغلاييني، وهو غير أسرة الغلاييني الاسرة البيروتيّة والطرابلسّة والشاميّة المعروفة.

3- أشار الأستاذ الجامعي الدكتور عفيف الترك مواليد بيروت عام 1923م، وهو من سكّان رأس النبع، وحالياَ من سكّان تلة الخيّاط، والده الوجيه البيروتي أنيس بك الترك، بأن أصل الأسرة من آل الخطيب من بلدة شحيم في إقليم الخروب، وهي تعود بجذورها أيضاً إلى الأُسر العربيّة التي توطنت في مصر، وقد أسهمت في السيطرة على بلاد الشام مع حملة إبراهيم باشا عام 1831م، فتوطن ذلك الفرع في الإقليم لسنوات قليلة، ثم ما لبث الجدّ أن توطن في بيروت، ولقّب بالترك لكثرة ما كان يقوم بتجارة بين بيروت والمرافئ التركيّة.

4- إن فرع أسرة الترك الذي يعود بجذوره إلى أسرة الخطيب، إنما هو بأصوله وجذوره من الأسر الشريفة المنسوبة آل البيت النبوي الشريف، وهي الأسر المنتشرة في مصر وبلاد الشام ومن بينها لبنان، إذ إن فرعاً منها يعود بنسبه إلى الإمام الحسن «رضي الله عنه».

وفي ضوء ذلك، ندرك أهمية معرفة تشابه الألقاب والأسماء والتمييز بين أصولها وجذورها رغم صعوبة المهمة الملقاة على المؤرخ وعلى علماء الأنساب.

برز من آل الترك في العهد العثماني فخر الأغوات قاسم آغا الترك الحوالي، ويوسف بن مصطفى الترك، والحاج عبد الله الترك الغلاييني، والسيد محيى الدين الترك ونجله الوجيه البيروتي الحاج أنيس الترك عضو جمعية بناء وترميم المساجد في بيروت ولبنان. كما برز حديثاً أنجاله الأستاذ الجامعي الدكتور عفيف الترك، والمهندس شفيق الترك، والطبيب الدكتور توفيق الترك المقيم في كندا. كما برز من الأسرة محافظ جبل لبنان السابق غالب بك الترك والأستاذ الوجيه عزت الترك، والمحامي عماد الترك، والمحامي وليد الترك والأمين العام السابق لوزارة الخارجيّة اللبناني السفير فؤاد الترك،  من مواليد عام 1932 حوش الامراء - زحلة.

ولا بدّ من الإشارة، بأن بيروت والمناطق اللبنانيّة شهدت أسرة الترك الإسلاميّة وأسرة الترك المسيحيّة، عُرف منها حديثاً السادة: إبراهيم جبران الترك، الطبيب الدكتور أمين سامي الترك، المحامي مروان الترك، الطبيب الدكتور محمد مصطفى الترك، وسواهم.

ولا بد من الإشارة  إلى أن أسرة السنيورة الصيداوية هي في الأصل من أسرة غلاييني، كما ورد في مذكرات المرحوم عبد الباسط السنيورة والد رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة.

ولا بد من الإشارة أن من البارزين من آل الترك في العهد العثماني المؤرخ والأديب والشاعر نقولا الترك - 1763/1828م - ، من مواليد دير القمر، كان أحد مستشاري الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، كما أقام في مصر، له مؤلفا مهمة، منها: «تاريخ نابليون»، «تاريخ أحمد باشا الجزّار»، وديوان شعر.

السفير فؤاد الترك